كشف تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، عن دعوة المجلس الإسلامي البريطاني إلى إجراء تحقيق عام مستقل فيما يعرف إعلامياً بقضية “حصان طروادة برمنغهام”، بعد الكشف عن القضية في مدونة صوتية نشرتها مؤخراً صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وتركّزت فضيحة حصان طروادة على رسالة مجهولة سُرِّبَت إلى وسائل الإعلام في عام 2014، يُزعَم أنها توضح بالتفصيل ما يقال إنها “مؤامرة إسلامية” للسيطرة خطوة خطوة على المدارس في المملكة المتحدة وفرض نسخة متطرفة من الإسلام، وقد دخلت وسائل الإعلام البريطانية في حالة من الجنون وزعمت أنَّ الرسالة كانت صحيحة.
في المقابل، فقد تتبع اثنان من الصحفيين مضمون سلسلة المدونة الصوتية، The Trojan Horse Affair -أو قضية حصان طروادة- التي أطلقتها في فيفري/شباط 2022 شركة Serial Productions وصحيفة “نيويورك تايمز”.
الصحفيان اللذان سعيا من أجل تحديد هوية كاتب الرسالة المجهولة التي شكّلت سياسة الحكومة لمكافحة التطرف هما براين ريد وحمزة سيد.
في السياق ذاته، فقد حذّر المجلس الإسلامي البريطاني السلطات في ذلك الوقت من “الانجرار وراء الحروب الثقافية التي بدأها معلقون مثيرون للانقسام”. ورفض نتائج تقرير حكومي حول هذه القضية.
من جانبها، قالت زارا محمد، الأمينة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني، يوم الخميس 10 فيفري/شباط 2022: “تكشف هذه المدونة الصوتية عن الطبيعة المتجذرة للإسلاموفوبيا المؤسسية في المملكة المتحدة. إنَّ كل حلقة هي لائحة اتهام دامغة لكيفية استمرار الروايات والاستعارات لتغذية قصة ذعر أخلاقي، يحتل المسلمون مركز الصدارة فيها”.
أضافت زارا: “ندعو إلى تحقيق عام مستقل في قضية حصان طروادة، واعتذار علني من الذين تجاهلوا الحقائق المعروضة عليهم”.
تعليقاً على التفاصيل الجديدة التي كشفت عنها السلسلة، دعا جون هولموود، الشاهد الخبير في جلسات الاستماع لسوء السلوك المهني المرفوعة ضد المعلمين العالقين في القضية والمؤلف المشارك لكتاب أساسي يفحص خدعة حصان طروادة، أيضاً إلى إجراء تحقيق جديد في كيفية تعامل المسؤولين في برمنغهام ولندن مع القضية.
حيث قال هولموود لموقع “ميدل إيست آي”: “من أجل المعلمين المتهمين زوراً بسوء السلوك ومجتمع متهم زوراً بقيم (غير بريطانية)، يجب أن يكون هناك تحقيق عاجل في معالجة هذه المسألة من جانب وزارة التعليم ومجلس مدينة برمنغهام”.
جدير بالذكر أن خطاب حصان طروادة قد أُرسِل من مجهول إلى رئيس مجلس مدينة برمنغهام في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وتصدر عناوين الصحف الوطنية لعدة أشهر بعد تسريبه إلى الصحفيين في أوائل عام 2014.
إذ كان يبدو أنَّ الوثيقة المكونة من أربع صفحات تحدد الخطوط العريضة للخطط المُسماة “عملية حصان طروادة”؛ للاستيلاء على المدارس وإدارتها وفقاً للمبادئ الإسلامية المحافظة في المناطق ذات الغالبية المسلمة في برمنغهام.
كذلك فقد كانت صفحات الافتتاح والختام، بالإضافة إلى أسماء الأشخاص الذين كتبوا وتلقوا الرسالة مفقودة. ولم يُتعرَّف على كاتب الرسالة ولا الشخص الذي أرسلها إلى مجلس مدينة برمنغهام.
لكن بعد تسريب تفاصيل الرسالة إلى وسائل الإعلام، بدأ كل من مجلس مدينة برمنغهام ووزارة التعليم تحقيقات في المؤامرة المزعومة.
فيما لم يُكلَّف أي من التحقيقين اللذين أجريا بشأن القضية بتحديد هوية كاتب الرسالة أو إثبات ما إذا كانت حقيقية. من جانبه، قال السير إيان كيرشو من مجلس مدينة برمنغهام، في تقريره، إنه “لم يجد أي دليل على مؤامرة للترويج لأجندة معادية لبريطانيا أو للتطرف العنيف أو التطرف في المدارس”.