فلسطين أقوى بعد 76 سنة من الهمجية الصهيونية.. “إسرائيل” تواجه هزيمتها في ذكرى النكبة

تحل – اليوم 15 ماي – الذكرى الـ76 للنكبة التي يحييها الفلسطينيون هذه السنة، في ظل تبدّل حالة النكبة إلى الجهة الصهيونية، فلا جنوب فلسطين ولا شمالها آمن بالنسبة للمستوطنين الذين تركوا مغتصباتهم وفرّوا سواء إلى الخارج بلا رجعة أو إلى تل أبيب وبعض المدن الفلسطينية الداخلية الأخرى، كخطوة أولى نحو الخروج النهائي، في ظل مزاج دولي عام  ضاق ذرعا بفظاعة الإجرام الصهيوني، إذ أنّ العالم بات ينظر إلى الكيان المحتل باعتباره خطرا يهدّد مستقبل الإنسانية، فيما أخذت القضية الفلسطينية – بفضل معركة طوفان الأقصى – طابعا عالميا، تمثّل في ثورة مساندة اكتسحت الغرب ورفعت اسم غزة عاليا، تمجيدا لبطولاتها وتنديدا بحرب الإبادة الصهيونية التي يتعرض لها أهالي القطاع منذ 8 أكتوبر 2023.

وشارك الآلاف، أمس الثلاثاء، في مسيرة العودة إلى قريتي الهوشة والكساير المهجّرتين بقضاء حيفا بالداخل الفلسطيني المحتل تحت شعار “لا عودة عن حق العودة” و”أوقفوا الحرب على غزة”، كما رفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وأسماء القرى المهجّرة، مطالبين بوقف الحرب على غزة، مردّدين: “لا بديل عن حق العودة”.

ومن جهتها، نظمت مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية واللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، أمس الثلاثاء، يوما وطنيا نصرة لغزة، ومساندة للمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، وإحياء للذكرى الـ76 لنكبة الشعب الفلسطيني، حسبما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وذكرت الوكالة، أنّ ذوي معتقلين ومعتقلين محررين وممثلين عن مؤسسات الأسرى والقوى والفصائل الفلسطينية، شاركوا في الفعالية التي نظمت في ساحة مركز البيرة الثقافي، بمدينة البيرة، ورفعوا صور عشرات المعتقلين الفلسطينيين ولافتات تندّد بعدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وعمليات “الإبادة الجماعية” هناك، وأخرى تؤكد “حق العودة”. وفي السياق، أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، أنّ المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني يتعرضون إلى هجمة مركّبة يتخللها القتل والإخفاء القسري والتنكيل، في سبيل امتهان الحياة الإنسانية بهدف كسر إرادتهم.

ولفت واصل أبو يوسف، إلى عمليات الإبادة المستمرة للشهر الثامن ضد الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، مشيرا إلى أنّ “عدد الضحايا في قطاع غزة، وصل إلى 120 ألفا بين شهيد وجريح ومفقود، فيما طال التدمير كل مناحي الحياة، وما يجري في رفح واحتلال معبرها من أجل تعميق عقوبة التجويع والتعطيش التي تفرض على المواطنين هناك، بهدف تنفيذ مخطط التهجير القسري والطرد”.

وشدد أبو يوسف على أنّ “الشعب الفلسطيني ما زال يتمسك بالحقوق والثوابت ذاتها وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين، رغم مرور 76 عاما على النكبة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، وما تخللها من مجازر ارتكبها الاحتلال وعصاباته الصهيونية في سبيل تنفيذ مخطط تهجير أكثر من نصف الشعب الفلسطيني إلى الخارج”.

بدوره، ذكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين فارس قدورة، أنّ “شعب فلسطين يواصل بكل بسالة وكبرياء مقاومته للمشروع الاستعماري الكبير، الذي يمتد عمره إلى 130 عاما” ومضيفا أن “ذكرى النكبة تحل هذا العام بينما يتعرض الشعب الفلسطيني لحرب إبادة جماعية، مركزها غزة التي تخوض ملحمة تمثل امتدادا لكل معارك الثورة الفلسطينية منذ نشأتها، حتى تبقى مسيرة النضال والمقاومة مستمرة ومتواصلة حتى الحرية والنصر”.

تضاعف عدد الفلسطينيين رغم التطهير العرقي

من جهتها، استعرضت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني “علا عوض” آخر الإحصاءات وأعداد الفلسطينيين في الذكرى الـ76 للنكبة التي أدت إلى تشريد ما يزيد على المليون فلسطيني من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1984، واستعرض الجهاز بعض الأحداث التي شهدتها النكبة والتي رحل أو أجبر على الرحيل بسببها مئات الآلاف من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم.

ورغم الحرب والقتل والتشريد، فقد قال تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إنّ عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف نحو 10 مرات منذ نكبة 1948، إذ بلغ 14.63 مليون نسمة حتى نهاية عام 2023، مشيرا إلى أنّ “ما يزيد على الـ134 ألفا من الفلسطينيين والعرب، استشهدوا منذ نكبة 1948، وحتى اليوم داخل وخارج فلسطين”. وأوضح الجهاز المركزي في بيان، أنّ “5.55 مليون فلسطيني يعيش على أرض فلسطين، وحوالي 1.75 مليون في أراضي 1948، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6.56 مليون، وحوالي 772 ألفا في الدول الأجنبية”.

ويعيش في فلسطين التاريخية ما يقرب من حوالي 7.3 مليون، في حين يقدر عدد اليهود نحو 7.2 مليون مع نهاية عام 2023، بحسب إعلان دائرة الإحصاء الإسرائيلية، وبناء على هذه المعطيات فإن الفلسطينيين يشكلون 50.3 بالمئة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 49.7 بالمائة من مجموع السكان”.

وأكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنّ الاحتلال يشغل أكثر من 85 بالمائة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (27،000 كم2)، وسيطر الاحتلال الإسرائيلي على 774 قرية ومدينة فلسطينية، 531 منها تم تدميرها بالكامل، فيما تم إخضاع المتبقية إلى الاحتلال وقوانينه”.

وأوضح الجهاز المركزي للإحصاء أنّ “من بين مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يقيمون في 1300 قرية ومدينة فلسطينية عام 1948 تم تهجير مليون مواطن إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلا عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال منذ عام 1948”.

وترمز النكبة إلى المأساة الإنسانية والتهجير القسري الذي تسبب في تشريد أكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم عام 1948، حين نجحت الحركة الصهيونية بدعم بريطاني في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام سرطان الكيان الصهيوني.

مدن المغرب تصدح باسم فلسطين في وجه نظام المخزن

وفي المغرب – إحدى البلدان العربية المتحالفة مع الكيان الصهيوني – دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إلى التظاهر اليوم الأربعاء بمناسبة ذكرى النكبة بمختلف المدن المغربية، مع تنظيم مسيرة وطنية كبرى بالدار البيضاء يوم الأحد المقبل تنديدا بموقف نظام المخزن الذي يواصل مشروع التطبيع مع الاحتلال رغم حرب الإبادة الجماعية المقترفة في حق الشعب الفلسطيني واجتياح رفح.

وجددت الجبهة في بيان لها نشرته على صفحتها الرسمية على منصة “فيسبوك”، مطالبتها نظام المخزن بقطع كل أنواع العلاقات مع الكيان الصهيوني فورا، داعية كافة القوى الداعمة للشعب الفلسطيني إلى اليقظة ومضاعفة الجهود في هذا الطور الحاسم من المعركة.

وسجلت الجبهة أنّ الذكرى 76 للنكبة (15 ماي 1948) تحل في ظل الإبادة الجماعية والتهجير الذي يتعرض له الفلسطينيون بغزة للشهر الثامن على التوالي من القصف والقتل والدمار، الذي يتركز الآن على مدينة رفح، وسط جرائم اهتز لها الضمير العالمي، وأخرجت مظاهرات شعبية بمختلف أنحاء العالم، فضلا عن اعتصامات طلابية في أعرق الجامعات الغربية، وأدانت الجبهة المغربية بأقوى العبارات ممارسات نظام المخزن وتحالفه مع الكيان الصهيوني المجرم في إبادة الشعب الفلسطيني وممارسة أقصى درجات التعذيب والسادية على الأسرى الفلسطينيين.

من النكبة إلى طوفان الأقصى

لم تتوقف آلة الحرب والقتل الصهيونية عن ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتنكيل بالشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948 إلى غاية طوفان الأقصى، ولم يترك جنود الاحتلال أي طريقة لمحاولة محو الوجود الفلسطيني خاصة في قطاع غزة إلا ونفذوها، غير أنّ صمود الأهالي الذي لا ولن يزول أفشل كل خططهم.

ويتشابه العدوان على غزة المتواصل منذ أكثر من 7 أشهر، مع النكبة الفلسطينية في عدة نقاط تستهدف كلها الشعب الفلسطيني وهي الجرائم البشعة والإبادة الجماعية، التهجير القسري ورفض عودة النازحين إلى بيوتهم، بالإضافة إلى محاولة طمس الهوية الفلسطينية ومحوها للاستيلاء على كل المنطقة. ورغم كيد المحتل الغاشم، اكتسبت القضية الفلسطينية تضامنا شعبيا ودوليا منقطع النظير منذ بداية العدوان على غزة، في الوقت الذي تقهقرت فيه صورة الكيان الصهيوني واتخذت بعض الدول قرارات تخص قطع علاقاتها الدبلوماسية معه.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عادل شديد في تصريح إعلامي، أنه “منذ النكبة وحتى معركة طوفان الأقصى التي بدأت في السابع من أكتوبر الفارط، لم تتوقف الجرائم الصهيونية وعمليات القتل وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وكل هذا مرتبط بالهدف الأول للنكبة وهو تفريغ فلسطين من أهلها الأصليين وإحلال مكانهم المجتمع الصهيوني والمستوطنين”.

وأشار ذات المسؤول إلى أن “عمليات القتل التي تنفذ حاليا في غزة والتدمير وتحويل القطاع إلى منطقه غير قابله للحياة من خلال نسف البنى التحتية والمستشفيات والمراكز الطبية، دليل على أن الكيان الصهيوني يريد استكمال النكبة التي بدأها قبل 76 عاما ضد الشعب الفلسطيني، غير أنه فشل إلى غاية هذه اللحظة في تفريغ فلسطين من أهلها”.

واعتبر عادل شديد أنّ هذه الجرائم التي ارتكبها الجيش الصهيوني في قطاع غزة أتت بنتائج عكسية، حيث حصل تحول كبير بالرأي العام العالمي والدولي والإقليمي ضد الكيان الصهيوني، وأصبح داعما للقضية الفلسطينية”، مضيفا أن “هذا الدعم الكبير ما كان له ليحدث بدون هذه الجرائم التي ارتكبتها عصابات الاحتلال في غزة” وأدت إلى ارتقاء قرابة 35 ألف شهيدا وأكثر من 78 ألف جريح، جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

وكشف ذات المتحدث أنه رغم هذه الفاتورة الفلسطينية الباهظة، تقهقرت صورة الكيان الصهيوني بشكل كبير، كما خسر الكثير على مستوى الداخل، حيث تراجعت ثقة المجتمع الصهيوني في جيشه وفي أمنه وفي قدرته على استعاده الأمن بعد “طوفان الأقصى”. كما أشاد شديد بالدور الكبير والفعال الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في نقل حقيقة ما يحدث في قطاع غزة، من جرائم صهيونية وفي كل شبر من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو الأمر الذي أدى بقوات الاحتلال تسارع الزمن في رفع حصيلة الشهداء من الإعلاميين لإخفاء الحقيقة والتستر عما يجري من فضائع بحق الشعب الفلسطيني.

وحيد سيف الدين - الجزائر

وحيد سيف الدين - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
حينما تكون الغَلبة لمنطق اللون.. إرث العبودية في أمريكا.. علامة مُسجلة بالتقادم السنوار ينسفُ حسابات نتنياهو بجرّة قلم.. رسائل مشفّرة من غزة إلى اليمن غزة تحت النار.. كيف يساير الصمت الروسي والصيني التوحش الصهيوني؟ الدفع برمز الاستجابة السريعة ابتداء من أكتوبر.. بنوك جزائرية تتبنى تقنية QR وفق نظرية "الضفدع المغلي".. اليمن السعيد يرسم مستقبلا غير سعيد للكيان الصهيوني هل تعرّض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟ ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 41226 شهيدا قسنطينة.. وفاة شخصين في حادث انهيار تربة حوادث المرور.. وفاة 12 شخصا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة بمناسبة انتخابه لعهدة ثانية.. ميلوني تهنئ الرئيس تبون أمطار رعدية غزيرة عبر 17 ولاية الرئيس تبون يتلقى تهنئة من أمير قطر السابق ‏عطاف يستقبل سفير جنوب إفريقيا وممثل الصليب الأحمر في الجزائر مباحثات جديدة لمشروع "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف وزير اقتصاد المعرفة يدعو الشركات الناشئة إلى المشاركة بقوة في المؤتمر الإفريقي أبو الغيط يهنئ الرئيس تبون الرئيس تبون يدعو قادة العالم إلى إنهاء ٱخر مظاهر الهيمنة والاحتلال والاستعمار هكذا يتم تغيير التوجيه البيداغوجي لحاملي البكالوريا وزارة التربية تكشف عن موعد الدخول المدرسي أمطار رعدية غزيرة عبر 11 ولاية