فنان إثيوبي يستذكر قصة «الفهود السود» التي لجأ زعيمها إلى الجزائر عام 1969

قال الفنان الإثيوبي هايلي سوبريم، إن الجزائر «عاصمة الثورة» و”لطالما دافعت عن إفريقيا والأفارقة” متطرّقا إلى قصة حركة “الفهود السود”؛ ذلك الحزب اليساري الأمريكي الذي لجأ زعيمه إلى الجزائر فاحتضنته.

ففي عام 1969، اعتبر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي إدغار هوفر حزب الفهود السود أكبر تهديد للأمن القومي في الولايات المتحدة، وتعهد بأن عام 1969 سيكون العام الأخير للفهود السود.

وفي ديسمبر /كانون الأول من العام ذاته (1969) قامت عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بمداهمة شقة فريد هامبتون زعيم حزب الفهود السود بمدينة شيكاغو وقتلوه بطلقتين في رأسه بينما كان نائما بجانب زوجته الحامل، كما قتلوا حارسه واعتقلوا العديد من زملائه.

وبالمقابل منحت الجزائر عام 1969 حق اللجوء للناشط والكاتب الأمريكي إلدريدج كليفر الذي كان من أوائل قادة هذا حركة الفهود السود.

قال الفنان الإثيوبي هايلي سوبريم، المشارك بالإقامة الموسيقية العالمية «وان بيت الصحراء» المقامة حاليا بتاغيت بولاية بشار، وهو أيضا أحد مديريها الفنيين، أن الجزائر «عاصمة الثورة» و”لطالما دافعت عن إفريقيا والأفارقة”.

وأوضح سوبريم، المشارك بالإقامة الموسيقية العالمية «وان بيت الصحراء» بجنوب الجزائر، وهو أيضا أحد مديريها الفنيين: إنه بمجرد إلقاء نظرة على تاريخ الجزائر سنعرف أنها احتضنت «الفهود السود» (بلاكس بانترز) الأمريكية عام 1969، وفتحت لهم أذرعها ومنحتهم الأمل والقدرة على التحرك مدافعة بذلك عن حقوق الأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية (..) ولهذا فإن لها دائما مكانة خاصة في قلوبهم.

وتعتبر (الفهود السود) حركة يسارية تأسست بكاليفورنيا في 1966 من طرف أمريكيين من أصل إفريقي ونشطت خصوصا في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات بهدف الدفاع عن حقوق الأمريكيين من ذوي الأصل الإفريقي ضد الميز العنصري ومساعدتهم اجتماعيا واقتصاديا.

العودة إلى حضن إفريقيا

ولفت سوبريم ـ الذي يقيم بنيويورك ـ إلى أن “الإنسان إفريقي ومعرفته بتاريخه هو امتياز وشرف بالنسبة لأغلبية من الأمريكيين الأفارقة الذين لا يعرف الملايين إلى اليوم من أي مكان أتوا من إفريقيا بعد أن استعبدوا وسلبت منهم أسماؤهم وتاريخهم وثقافاتهم وموسيقاهم ..”، مضيفا أن “أهم شيء” بالنسبة له في «وان بيت» هو أنه يشكل “فرصة لهؤلاء للعودة إلى إفريقيا”.

وأشار هذا الفنان، الذي يزور الجزائر لأول مرة، أنه “أعجب كثيرا بالجزائر كبلد بحجم مساحتها الأكبر في إفريقيا، وبصحرائها الجميلة، وبكرم أهلها، وبتنوعها الموسيقي والثقافي (…) وأيضا بالرأي والديوان والشعبي”، مضيفا في سياق كلامه أن “إيقاعات القمبري مثلا تنقل المستمعين إلى عوالم البلوز الأمريكي”.

وختم المتحدث، واسمه الحقيقي أباي ميسقاناو، بالقول أنه “زار من قبل عددا من البلدان الإفريقية كجنوب إفريقيا وكينيا غير أن زيارته للجزائر هي من أفضل التجارب في حياته”.

وتستمر إقامة «وان بيت الصحراء» (نبض واحد الصحراء)، التي افتتحت فعالياتها مساء الاثنين بمنطقة تاغيت (ولاية بشار)، لمدة أسبوعين بهذه الواحة الصحراوية ثم لأسبوع آخر بالجزائر العاصمة، وهذا بمشاركة 23 موسيقيا شابا من الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية وبلدان من شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

في 14 سبتمبر/أيلول من عام 1970، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خبرا يقول إن حزب الفهود السود افتتح «قسما دوليا» في الجزائر العاصمة.

وقال إلدريدج كليفر، وزير الإعلام بالحزب، لنيويورك تايمز من الجزائر آنذاك إن هذا القسم سيكون بمثابة “منافس لوزارة خارجية روجرز”، وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت.

فقد منحت الحكومة الجزائرية، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة عام 1967، حزب الفهود السود رسميا مكانة “حركة التحرير”، وقدمت له مبنى عبارة عن منزل أبيض من ثلاثة طوابق مع فناء لطيف مظلل يحده جدار مرتفع.

“دبلوماسية الشعوب”

وقالت نيويورك تايمز حينئذ إن زعيم الفهود السود يعيش في الجزائر العاصمة منذ العام الماضي عقب فراره من الولايات المتحدة بعد اتهامه بانتهاك الإفراج المشروط عنه في كاليفورنيا.

وقد وصف كليفر المكتب الجديد بأنه محاولة لتأسيس “دبلوماسية الشعوب”.

وقال إن هذه هي “المرة الأولى في النضال الذي دام 400 عام للسود داخل الولايات المتحدة التي يكون لنا فيها تمثيل على المستوى الرسمي على المسرح الدولي”.

وكان كليفر قد فر من الولايات المتحدة عقب مقتل زميله بوبي هوتن، وبناء على نصيحة من رفاقه سافر مع زوجته كاثلين، التي كانت أيضا عضوا في الحزب، إلى فرنسا أولا ومنها إلى الجزائر.

وكانت الجزائر قد تحولت بعد الاستقلال إلى مقصد للحركات الثورية من كافة أرجاء العالم.

علي مغازي - الجزائر

علي مغازي - الجزائر

كاتب صحفي في موقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية.. هذا ما قاله السنوار للرئيس تبون في اليوم الـ341 من العدوان.. 26 شهيدا في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة العدو الصامت.. مؤامرة بيولوجية أم مجرّد شيفرة وبائية؟ عقيدة الدفن قبل الموت تتجسّد في مجزرة "خان يونس".. واشنطن ترقص على جثث النازحين تجميد عضوية "إسرائيل" في الأمم المتحدة.. مطلب جزائري قديم يحقق دعمًا عربيًا متأخرًا خطوات نحو مستقبل طاقوي مستدام.. استثمارات خضراء بين الجزائر وكوريا 37 ألف فلسطيني ضمن "قائمة الموت".. الإبادة الجماعية بكبسة زر صهيونية تصفيات كأس أمم إفريقيا.. الخضر يعودون بفوز ثمين من ليبيريا بوتين: فوز الرئيس تبون في الانتخابات يدل على مكانته بين مواطنيه أرمينيا.. مجلس الأمة يشارك في المؤتمر العالمي للبرلمانيين الشباب رئيس البرلمان الإفريقي: الرئيس تبون يتحلى بإرادة فولاذية لقيادة البلاد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يهنئ رئيس الجمهورية الرئيس الكوبي يهنئ الرئيس تبون على انتخابه لعهدة رئاسية ثانية سوناطراك تُنظم لقاء مع 40 مؤسسة ناشئة ناشطة وتوقع عدة عقود الجزائر تنضم إلى الاتحاد الدولي للملاكمة عون يدعو مجمع "ستيلانتيس" إلى الرفع من القدرات الإنتاجية لمصنع فيات وفاة صديق العداءة الأوغندية الذي أحرقها حية الأول من نوعه عالميا.. روسيا تبدأ اختبارات سريرية لعلاج السكري والسمنة الرئيس الإيطالي يهنئ تبون ويؤكد: "المستقبل الواعد بين البلدين سيتعدى مستوى العلاقات الثنائية" سلطان عمان والرئيس الصحراوي يهنئان الرئيس تبون