يرى المحامي والنّاشط الحقوقي الجزائري، محمد آدم المقراني، أنّ “تصريحات الرّئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حول ضرورة الدّفاع عن البلاد ضدّ الصّهيونية تأتي في سياق دعمه العميق للقضيّة الفلسطينية، والتزامه بمبادئ العدالة الدّولية وحقّ الشّعوب في تقرير مصيرها”.
وأفاد محمد آدم المقراني، في تصريح لـ “الأيام نيوز” أنّ “مادورو يعبّر عن قلقه من أنّ الصّهيونية تشكّل تهديدًا للاستقرار الدّولي، حيث يرى أنّها -حسب المتحدّث ذاته- تسعى لتعزيز الهيمنة الإمبريالية على حساب حقوق الشّعوب المستضعفة”، مشيرًا في السّياق، إلى أنّ “هذه المواقف ليست جديدة بالنّسبة لفنزويلا، التي قطعت علاقاتها مع الاحتلال “الإسرائيلي” في عام 2009 تعبيرًا عن تضامنها مع الفلسطينيين ضدّ ما تعتبره سياسات استعمارية تهدف إلى تقويض حقوقهم”.
إلى جانب ذلك، أضاف المحامي والنّاشط الحقوقي الجزائري، محمد آدم المقراني، أنّ “مادورو يعتبر الصّهيونية ليست مجرّد سياسة تتعلّق بـ “إسرائيل” وحدها، بل هي جزء من مشروع أوسع يشمل دعم الأنظمة الاستعمارية والقمعية التي تسعى لفرض سيطرتها على الشّعوب الأخرى”. ويشير إلى أنّ “هذه السّياسات تدعمها قوى دولية تسعى إلى زعزعة استقرار الدّول المستقلّة، بما في ذلك فنزويلا وفلسطين، حيث يرى مادورو أنّ هذا التّحالف بين القوى الإمبريالية والصهيونية يهدف إلى تدمير الأنظمة التي تقف ضد هذه الهيمنة، من خلال دعم جماعات معارضة تتلقى تمويلًا وتدريبًا لزعزعة الاستقرار الداخلي”.
من ناحية أخرى، يؤكد مادورو على أنّ دعم فنزويلا للقضية الفلسطينية -يقول محمد آدم المقراني- يأتي من منطلق إنساني وأخلاقي، وليس مجرّد موقف سياسي، فهو يعبّر عن تضامن الشّعب الفنزويلي مع الشّعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة، ويشدّد على أنّ هذا الدّعم يشمل المساعدات المادية والمعنوية، بالإضافة إلى الدّعم السّياسي في المحافل الدّولية.
وفي السّياق أكّد المحامي والنّاشط الحقوقي الجزائري، على أنّ “فنزويلا تدعم بحزم حركة مقاطعة “إسرائيل”، وتدعو المجتمع الدّولي إلى فرض عقوبات على “إسرائيل” لوقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان”.
في هذا السّياق، أشار المتحدّث إلى أنّ “مادورو يعتبر أنّ التصدّي للصّهيونية جزء من معركة أكبر ضدّ الإمبريالية العالمية التي تسعى إلى فرض إرادتها على الدّول ذات السّيادة”، وحسبه فإنّ “هذه المعركة، -وفقاً لمادورو-، هي جزء من التزام فنزويلا بمبادئ السّلام والعدالة والحقّ في تقرير المصير، فعلى الرّغم من الانتقادات التي تواجهها الحكومة الفنزويلية داخليًا وخارجيًا، إلّا أنّها تظلّ ثابتة في موقفها الدّاعم لفلسطين، وترى أنّ الدّفاع عن حقوق الفلسطينيين هو جزء من نضال أوسع ضدّ الظّلم والهيمنة”.
وفي الختام، أكّد المحامي والنّاشط الحقوقي الجزائري، على أنّ “تصريحات مادورو ليست مجرّد ردّ فعل على الأحداث الحالية، بل هي استمرار لنهج طويل الأمد يضع فنزويلا في صفّ المدافعين عن حقوق الشّعوب المستضعفة، وهذه المواقف تجعل من فنزويلا حليفًا قويًا للفلسطينيين، وتسعى من خلالها إلى تعزيز العدالة الدّولية ومناهضة الاستعمار بكافّة أشكاله”.