في ظل اتساع خريطة المعركة.. جيش الاحتلال تائه بين غزة والضفة

تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات مسلّحة في مخيم طولكرم بالضفة الغربية، وسط تقارير حول ارتكاب الجيش الصهيوني مجزرة بحق مدنيين في شمالي قطاع غزة، حين استهدف مجددا ما يسميه “المنطقة الآمنة” التي تضم نازحين في رفح جنوبا.

وأعلنت كتائب القسام (مجموعة طولكرم) أنها تخوض مع باقي فصائل المقاومة اشتباكات مسلحة في مخيم طولكرم بالضفة الغربية، مؤكدة أن مقاوميها يخوضون جنبا إلى جنب مع باقي الفصائل اشتباكات مسلحة وفجروا عبوات ناسفة في محاور عدة داخل مخيم طولكرم، محققين إصابات مباشرة في صفوف جيش الاحتلال بين قتيل وجريح.

تأتي الاشتباكات بينما تواصل الجرافات الصهيونية تدمير البنية التحتية وممتلكات الفلسطينيين داخل المخيم، وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 8 فلسطينيين بحالات اختناق بعد تفجير قوات الاحتلال عبوات ناسفة في مخيم طولكرم تسببت في اندلاع حريق.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الصهيوني مدد عمليته العسكرية في جنين، ناقلةً عن مصادر عسكرية تأكيدها أنه “لن يكون هناك مفر من تحويل قوات من قطاع غزة إلى الضفة الغربية”.

وفي التفاصيل، قال محلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” الإسرائيلي، أمير بوحبوط، إن “القتال في مخيم اللاجئين في جنين كان من المفترض أن ينتهي الثلاثاء، لكن الجيش الصهيوني قرر مواصلة القتال، طالما أن هناك معلومات استخبارية عن عمليات ونشاط مسلح”، وذلك بناءً على تعليمات وزير الأمن الصهيوني يوآف غالانت.

وإذ أشار بوحبوط إلى مقتل جندي من “الكتيبة 906″، وإصابة 5 آخرين، خلال القتال، فإنه نقل أن “(الجيش) سيُعزز المنطقة بقوات حرس حدود ومركبات هندسية وقوات خاصة في الاحتياط، بالإضافة إلى قوات من مدرسة اختصاصات المشاة”.

وأورد عن مصادر عسكرية أنه “ستكون هناك عملية أخرى واسعة النطاق مطروحة في لواء عتصيون ولواء يهودا الإقليمي في ضوء الإنذارات المتزايدة، وفي حالة حدوث تدهور أمني”.

وحذرت المصادر العسكرية، على وقع تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، من أنه “لن يكون هناك مفر من نقل قوات من قطاع غزة إلى الضفة الغربية،  في مثل هذه الحالة، من أجل توسيع العمليات”.

وقال مصدر أمني لـ “والاه” إن “البنى التحتية في الضفة الغربية في مرحلة بناء القوة، ولذلك ممنوع أن ننتظر حتى تتعاظم وحتى يقع هجوم انتحاري في قلب الكيان، بل يجب معالجتها الآن”.

سجون الاحتلال تزدحم بالمعتقلين

من جانبها أعلنت مؤسسات الأسرى الفلسطينية, أمس الأربعاء, عن ارتفاع عدد المعتقلين من الضفة الغربية المحتلة في سجون الاحتلال الصهيوني, منذ السابع من أكتوبر الماضي, إلى 10 آلاف و400 شخص, من بينهم 725 طفلا, و400 امرأة, و98 صحفيا.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين, ونادي الأسير, ومؤسسة “الضمير” لرعاية الأسير وحقوق الإنسان), قولها إن 400 امرأة تعرضن للاعتقال, وتشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من أراضي عام 1948, وحالات الاعتقال بين صفوف النساء من أهالي غزة لكن جرى اعتقالهن في الضفة الغربية, لكنها نوهت أن هذه الإحصائية لا تشمل النساء الغزاويات اللاتي اعتقلن داخل القطاع, ويقدر عددهن بالعشرات.

وأوضحت أن عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال في الضفة الغربية بلغ ما لا يقل عن 725, فيما بلغ عدد حالات الاعتقال في صفوف الصحفيين منذ بدء حرب الإبادة 98, لا يزال 52 منهم رهن الاعتقال, من بينهن 6 صحفيات, بجانب 17 صحفيا من غزة على الأقل ممن تم التأكد من هوياتهم.

ومن بين الصحفيين 15 رهن الاعتقال الإداري, مضيفة أن عدد أوامر الاعتقال الإداري منذ بدء حرب الإبادة بلغت أكثر من 8872 ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد, منها ما صدر بحق أطفال ونساء.

وتشمل حصيلة حملات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني, كل من جرى اعتقالهم من المنازل, وعبر الحواجز العسكرية, ومن اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط, ومن احتجزوا كرهائن, كما تشمل من أبقى الاحتلال على اعتقالهم, ومن أفرج عنهم لاحقا.

وأشارت مؤسسات الأسرى إلى استشهاد ما لا يقل عن 24 معتقلا ممن تم الكشف عن هوياتهم وأعلن عنهم في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر الماضي, بالإضافة إلى العشرات من معتقلي قطاع غزة الذين استشهدوا في السجون والمعسكرات ولم يفصح الاحتلال عن هوياتهم وظروف استشهادهم, إلى جانب العشرات الذين تعرضوا لعمليات إعدام ميداني.

أما في غزة، فقد ارتكب الجيش الصهيوني أمس الأربعاء مجزرة بحق مدنيين في شمالي القطاع واستهدف مجددا ما يسميه “المنطقة الآمنة” التي تضم نازحين في رفح جنوبا، وفي سياق حرب الإبادة، أفادت مصادر فلسطينية بإصابة 3 أشخاص جراء إطلاق نار من آليات الاحتلال على منطقة المواصي على شاطئ رفح جنوبي قطاع غزة.

وتضم منطقة المواصي التي تمتد على الشاطئ بين رفح وخان يونس أعدادا كبيرة من النازحين يقيم العديد منهم في مخيمات، وتعرض النازحون في مواصي رفح وخان يونس -التي يزعم الجيش الصهيوني أنها “منطقة آمنة”- للاستهداف مرارا مما نتج عنه مجازر مروعة، كما أفادت مصادر فلسطينية بأن مدفعية الاحتلال استهدفت صباح أمس شمال غربي مدينة رفح.

وكان الطيران الحربي الصهيوني قصف أمس مبنى كلية نماء التي تؤوي عددا كبيرا من النازحين في منطقة أرض الشنطي شمال غربي مدينة غزة مما أسفر عن شهداء وجرحى، وأوقع القصف الصهيوني يوم الثلاثاء 43 شهيدا معظمهم بوسط وجنوبي القطاع، وفق لمصادر طبية فلسطينية.

وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن الاحتلال ارتكب في اليوم الماضي 3 مجازر راح ضحيتها 42 شهيدا و107 مصابين، وأضافت أن عدد ضحايا العدوان على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي ارتفع إلى 40 ألفا و861 شهيدا و94 ألفا و398 مصابا، مشيرة إلى وجود أعداد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وأن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.

لقد فشلتم..

ومن جانب آخر، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسجيلا لأسير وأسيرة إسرائيليين من بين الستة الذين انتشل جيش الاحتلال جثثهم من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة مؤخرا.

وفي هذا التسجيل، قال الأسير القتيل لوبنوف ألسكندير -من أشكلون- إنه أسر في السابع من أكتوبر الماضي من حفل “ريعيم”، مؤكدا أن الأسرى يعيشون ظروفا صعبة بسبب ندرة الاحتياجات الأساسية كالماء والكهرباء والطعام.

وأضاف “نحن خائفون وننام بصعوبة وقد نقلوني عشر مرات حفاظا على حياتي”. وخاطب ألكسندير بنيامين نتنياهو وحكومته بقوله: “لقد فشلتم.. أهملتمونا في السابع من أكتوبر. والآن أنتم تواصلون الفشل في كل محاولة لإطلاق سراحنا أحياء”.

ومضى يخاطب سلطة الكيان “أنتم فقط تحاولون قتلنا حتى لا تعقدون صفقة. وأنا أطلب مساعدة أصدقائي و(شعب) الكيان لأنني تركت زوجتي الحامل وابنا عمره سنتان ووالدين مريضين. ساعدوهم في إيصال صوتي. أخرجوا للشوارع وتظاهروا وافعلوا كل شيء لإخراجنا من هنا طالما نحن أحياء”. وتحدث الأسير عن صفقة الجندي جلعاد شاليط قائلا: “أذكركم أنه في صفقة شاليط تم إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني”.

وختم ألكسندير رسالته بالقول: “ميخال، توم، أبي وأمي، آنطون. استمروا قويين ومتحدين أحبكم كثيرا وقد اشتقت إليكم”. كما قالت الأسيرة القتيلة كارميل جات -من مستوطنة بئيري- إنها أسرت من بيت والدها في السابع من أكتوبر الماضي، وإنها تعاني إهمال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للأسرى الذين يواجهون الموت كل لحظة بسبب الاستهدافات الصهيونية.

وأكدت جات أنها تعيش ظروفا صعبة بلا ماء ولا طعام ولا أدوات تنظيف وأنها لا تعرف شيئا عن أسرى آخرين كانوا معها، مضيفة “لا أعرف إن كنت سأخرج حية من هذا القصف الصهيوني الذي لا يتوقف أم لا”.

وقالت الأسيرة الإسرائيلية إنها تركت هي وعائلتها وسكان بئيري لقدرهم، مضيفة “أرجو الحكومة الصهيونية وعلى رأسها نتنياهو أن توقف هذا الإهمال وهذا القصف وأن تعيدنا إلى بيوتنا”. كما دعت الإسرائيليين لمواصلة التظاهر من أجل إعادة الأسرى إلى بيوتهم أحياء، مضيفة “لا تتنازلوا ولا تتركوا أحدا يغلق باب المفاوضات”.

جبهة لبنان

وعلى جبهة لبنان، أعلن حزب الله قصفه مواقع للاحتلال، في حين قالت سلطة الإطفاء والإنقاذ الصهيونية إن طواقمها تحاول إطفاء حرائق اندلعت في مواقع بالجليل الأعلى، وأفادت إذاعة الجيش الصهيوني برصد 60 قذيفة صاروخية أطلقت من لبنان منذ صباح اليوم الأربعاء.

وأكد حزب الله أمس أنه قصف قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هيلل ومرابض مدفعية الاحتلال في ديشون بدفعات من صواريخ الكاتيوشا، بينما أفاد مراسل الجزيرة بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع صهيونية في الجليل الأعلى وإصبع الجليل.

وأوضح مراسلون أن صواريخ اعتراضية صهيونية انفجرت في أجواء قرى حدودية في جنوب لبنان، في ظل تأكيد القناة الـ12 الإسرائيلية سقوط قذائف عدة في منطقة كريات شمونة، وإعلان إذاعة الجيش الصهيوني أن نحو 5 قذائف سقطت في مناطق مفتوحة بشمال فلسطين.

ودأب حزب الله على استهداف مواقع عسكرية للاحتلال ومستوطنات صهيونية عدة بقصف بعشرات الصورايخ والمسيرات، من بينها إعلانه -يوم الثلاثاء- أنه قصف بصواريخ الكاتيوشا مستوطنات في الجليل الغربي شمالي فلسطين ردا على غارة صهيونية استهدفت سيارة في بلدة الناقورة الساحلية جنوبي لبنان وأسفرت عن مقتل شخصين.

آدم الصغير

آدم الصغير

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
عطاف يشارك بالقاهرة في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المُصغرة نفذها الاحتلال جنوب غزة.. 40 شهيدا وعشرات المصابين في مجزرة جديدة أمطار رعدية على 9 ولايات هل سيحسم عمالقة التكنولوجيا نتائج السباق نحو البيت الأبيض؟.. مستقبل أمريكا في متاهة "السيليكون فالي" فشل ثلاثي الأبعاد.. المخزن يتخبط في مستنقع الإخفاقات انتقادات واسعة.. أداء سلطة الانتخابات في مرمى المترشّحين الثلاثة جهود التدخّل والإغاثة مستمرة.. إجراءات فورية للتعامل مع أضرار فيضانات ولاية بشار عائلته تستقبل التعازي في "بيت فرح وتهنئة".. الشهيد "ماهر الجازي" هدية الأردن لفلسطين وغزة العهدة الثانية للرئيس تبون.. أمريكا تسعى إلى ترقية التعاون الثنائي اختتام الألعاب البارالمبية في باريس.. الجزائر الأولى عربيا وإفريقيا وزارة التعليم الفلسطينية.. فتح مدارس افتراضية لأول مرة في غزة تعليم عالي.. استلام 19 إقامة جامعية جديدة بتكليف من رئيس الجمهورية.. عطاف في القاهرة ولقاءات مرتقبة مع نظرائه العرب الرئيس الصحراوي يوجه رسالة تهنئة إلى الرئيس تبون بعد فوزه بالعهدة الثانية.. اليامين زروال يهنئ عبد المجيد تبون جبهة البوليساريو تدين السياسة الإجرامية للاحتلال المغربي ضد الصحراويين أكد تمسكه بالعلاقة الاستثنائية بين البلدين.. ماكرون يهنئ تبون على إعادة انتخابه إجراءات عاجلة للتكفل بمخلفات الأمطار بولاية بشار وزارة التربية.. هذا هو موعد فتح المنصة الرقمية للتعاقد أسعار النفط ترتفع بأكثر من 1%.. وخام برنت يتداول قرب 72 دولارًا