في عيد الاستقلال.. الرئيس تبون يدعو الجزائريين إلى لم الشمل ورصّ الصفوف

دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى لم الشمل ورص الصفوف من أجل إنجاح معركة التجديد في البلاد.
جاء ذلك في مقال لتبون نُشر في مجلة الجيش التابعة لوزارة الدفاع في عددها لشهر يوليو/ تموز.
وتزامن نشر مقال تبون الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع مع احتفالات الذكرى الـ 60 للاستقلال الموافقة للخامس من يوليو/ تموز 1962.
وقال الرئيس الجزائري “في هذه الذكرى المجيدة التي نستحضر فيها بطولات أسلافنا ونحيي ذكرى مقاومات ملعبنا وانتصاراته. أدعو الشعب الجزائري في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخنا إلى لم الشمل ورص الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية”.
وأوضح أن ذلك بهدف “كسب معركة التجديد التي نخوضها لكسب الرهانات وتحقيق تطلعاتنا المنشودة في جزائر قوية شامخة وآمنة مثلما أرادها شهداؤنا الأبرار”.
وتابع: “إنني على قناعة أن الشعب الجزائري. ومثلما تمكن بالأمس من دحر أعتى قوة استعمارية واستعادة السيادة الوطنية، قادر اليوم على مواجهة كل التحديات وتجسيد الجزائر الجديدة على أرض الواقع”.

وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، سجل الرئيس الجزائري  فخره واعتزازه بهذا اليوم الذي “سيبقى إلى الأبد راسخا في الذاكرة الجماعية”، مذكرا بكون هذا التاريخ تتويج لنضال الشعب الجزائري وكفاحه المرير والمستميت طيلة أزيد من 130 سنة، “استبسل خلالها في المقاومة والدفاع عن أرضه وعرضه وفجر ثورة مظفرة تظل مثالا للكفاح من أجل التحرر”.

كما توقف، في هذا الصدد، عند المرحلة التي تلت الاستقلال مباشرة، مشددا على أنه “لا ينبغي، بأي حال من الأحوال، أن يغيب عن أذهاننا الوضع المزري الذي كانت عليه بلادنا غداة الاستقلال، على كل الأصعدة وبدون استثناء”، ليخص  بالذكر حرمان السواد الأعظم من الجزائريين من التعليم، مذكرا بأن ذلك “لم يمنع الشعب الجزائري من مواجهة هذا الوضع ورفع تحديات كبرى في ظرف سنوات قليلة”.

ملف الذاكرة واجب وطني مقدس

وعن ملف الذاكرة الوطنية الذي شكل أحد الالتزامات الـ 54 التي كان قد تعهد بها أمام الشعب الجزائري، ما عكس “الاهتمام البالغ” الذي يوليه لها، أكد رئيس الجمهورية أن هذه المسألة التي هي “من صميم انشغالات الدولة، تبقى أبعد ما تكون عن العمل المرتجل أو التي تمليها ظروف معينة”، مذكرا مرة أخرى بأنها واجب وطني مقدس”

وفي هذا الإطار لفت الرئيس الجزائري إلى أن “خطوات معتبرة” تم قطعها في الفترة السابقة، في سياق “الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية، في انتظار تجسيد خطوات أخرى”.

وذكر الرئيس تبون بمسعى التقويم الشامل الذي كانت قد شرعت فيه الجزائر “بكل عزم”، قبل أكثر من سنتين، والقائم على خطوات “متأنية ومدروسة بعناية، قصد إعادة المصداقية والثقة لمؤسسات الدولة”.

كما استعرض، مختلف الجهود التي تم بذلها خلال هذه الفترة من أجل رفع التحديات على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

وتأتي هذه الخطوة -يتابع الرئيس تبون- في إطار الالتزام الآخر الذي تم الاعلان عنه بالحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة “مهما كانت الظروف”، تماشيا مع بيان أول نوفمبر.

وخص بالذكر إقرار منحة البطالة التي استفاد منها أزيد من مليون شاب جزائري كحل ظرفي في انتظار توفر فرص عمل تمكنهم من ولوج عالم الشغل، وهو “ما سيأتي حتما، كنتيجة للسياسة المنتهجة في مجال التنمية الاقتصادية”، يضاف إلى ذلك الإجراءات التي تصب في خانة تحسين القدرة الشرائية للجزائريين من خلال رفع رواتب الموظفين “في حدود ما تسمح به الإمكانيات المادية للبلاد”.

ماضون في الرفع من قدرات الجيش القتالية وجاهزيته العملياتية

كما حرص الرئيس الجزائري على الإشادة بالدور “الفعال والريادي” للجيش ” في مجال إعطاء دفع للصناعات الوطنية عبر المساهمة بفعالية في المجهود الوطني لترقية وتطوير الاقتصاد الوطني.

ولفت، في هذا السياق، إلى أنه سيتم التركيز في المرحلة القادمة على “تعزيز النسيج الصناعي الوطني وتطوير الصناعات العسكرية، على نحو يمكن من استحداث مناصب شغل لشبابنا والتوجه للتصدير بعد تلبية احتياجات السوق الوطنية”.

وجدد الرئيس تبون تعهده بمواصلة مسار تطوير قدرات الجيش الجزائري من خلال «مواصلة تنفيذ برنامج تطوير قواته، ومن ثم الرفع من قدراته القتالية وجاهزيته العملياتية من أجل مواكبة المستجدات التكنولوجية المتسارعة”.

وخلص رئيس الجمهورية إلى التذكير أنه “بالنظر إلى المكانة المرموقة التي يحظى  بها الجيش في وجدان الأمة، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن  تتزعزع، بل تزداد متانة، ونظرا لمكانته الريادية ضمن مؤسسات الدولة والجهود  المضنية التي بذلها لمنع انهيار الدولة خلال سنوات التسعينات والحفاظ على  أمانة الشهداء وإرساء موجبات الاستقرار والأمن الوطني”، ستحتفل الجزائر في  الرابع من أوت المقبل باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، بعد أن كان قد رسمه  بمناسبة زيارته الأخيرة إلى مقر وزارة الدفاع الوطني

ويسعى الرئيس تبون إلى عقد عدة لقاءات مع قادة أحزاب ومنظمات وشخصيات في مبادرة تهدف لتكوين جبهة داخلية متماسكة كما تعهد بوضع حد لممارسات الفساد والاستبداد التي شهدتها البلاد سابقا.

آسيا علي شكران

آسيا علي شكران

كاتبة صحفية في موقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
دول الساحل تدين دعم فرنسا للجماعات الإرهابية في مالي أمين عقال "طاسيلي نازجر".. لائحة البرلمان الأوروبي ضد الجزائر خرقٌ لإتفاقية بروكسل عروض تكوين جديدة للمستفيدين من منحة البطالة من الإغاثة إلى الإعمار.. الجمعيات الجزائرية حاضرة في غزة  اجتماع مجلس الوزراء يدرس ملف الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي عندما يُصبح إجرام " المخزن" عابرا للقارات.. ساسة المغرب يغرقون في وحل المخدرات خطيب المسجد الأقصى يحل ضيفا على الجزائر إعادة فتح موقع التسجيل في سكنات "عدل 3".. وزير السكن يوضح هذا مصير التلاميذ المقاطعين للدراسة منظمة "حمايتك" تحذّر من ظاهرة الذبح العشوائي للأغنام الجزائر تترأس جلسة إحاطة بمجلس الأمن الأممي في يوم الاحتفال بتحرير 200 أسير.. سماء غزة تمطر ورودا وحلوى وزغاريد فيديو | صانع محتوى جزائري يتحدث عن سبب اعتقاله مع زوجته في لبنان ما هي مهامها؟.. إنشاء لجنة وطنية للتحول إلى جامعة الجيل الرابع في الجزائر فيديو | بن جامع يواصل إحراج "إسرائيل" في مجلس الأمن شايب يعرض الإجراءات التحفيزية لفائدة أفراد الجالية الجزائرية في إيطاليا بدعم من البرلمان العربي.. موقف جزائري مُوحّد ضد التشويه الأوروبي إطلاق تطبيق إلكتروني خاص بالمتقاعدين.. تعرف على مميزاته دخول محطة تحلية مياه البحر فوكة 2 بتيبازة مرحلة التدفق التجريبي من لويزيانا إلى غرينلاند.. تاريخ المغامرات الأمريكية في الأراضي البعيدة..