كشف وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، الإثنين، عن ضبط 17 شبكة تجسس إسرائيلية لها أدوار إقليمية ودولية، وفق ما أدلى به وزير التربية والتعليم العالي ووزير الإعلام بالوكالة، عباس الحلبي، بعد انتهاء جلسة لمجلس الوزراء برئاسة نجيب ميقاتي.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن وزير الإعلام اللبناني بالوكالة قوله إن وزير الداخلية بسام مولوي، “أطلع مجلس الوزراء على ضبط 17 شبكة تجسس إسرائيلية وتبين أن دور هذه الشبكات محلي وإقليمي”.
ونشرت صحيفة “الأخبار اللبنانية” أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني فكّك أكثر من 15 شبكة تجسّس إسرائيلية، كل منها منفصلة عن الأخرى، تنشط على مختلف الأراضي اللبنانية، وصولاً إلى سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن العملية هي واحدة “من أكبر العمليات الأمنية التي نُفِّذت منذ عام 2009 والتي سُجِّل فيه تهاوي شبكات الموساد الإسرائيلي واحدة تلو الأخرى”.
الصحيفة اللبنانية أضافت أن العملية الأمنية التي استهدفت 17 شبكة تجسس إسرائيلية بدأها فرع المعلومات منذ أربعة أسابيع، بعد التنسيق مع النيابة العامة التمييزية وقيادة قوى الأمن الداخلي.
كما قالت: “رغم العدد الكبير المشتبه فيهم بالتعامل مع “إسرائيل”، إلا أنّ ضباط الفرع يتكتّمون، محاولين قدر الإمكان إحاطة العملية بسرية غير مسبوقة عبر الإجابة عن أسئلة المراجعين بشأن أسباب التوقيفات بأنّها حصلت على خلفية ملفات تزوير ومخدرات”.
حسب الصحيفة فإنه قبل خمسة أسابيع تقريباً، أبلغ ضابط متخصص قيادة الفرع عثوره على إشارة تشير إلى عمل ذي بعد أمني، وأضافت أن المتابعة اللصيقة للمشتبه فيه، بيّنت وجود صلة واضحة له بالعدو الإسرائيلي.
عندها، بدأ الفرع أكبر عملية أمنية في تاريخه ضد التجسس الإسرائيلي، وتمكّن خلال أربعة أسابيع من وضع يده على ملفات تتعلق بالعشرات من المشتبه في تورطهم بمدّ “إسرائيل” مباشرة أو بصورة غير مباشرة، بمعطيات تتعلّق بأهدافه لا تنحصر فقط بجمع معطيات عن المقاومة ومراكزها، بل بعملية مسح شاملة تشمل أيضاً قوى المقاومة الفلسطينية الموجودة في لبنان، ولا سيما حركة حماس.
وأظهر التوسع في التحقيقات مفاجآت كثيرة، إذ اكتشف فرع المعلومات وجود اختراق لـ”إسرائيل” داخل الفرع نفسه، وفي موقع شديد القرب من قيادته. وتبيّن من التحقيق مع المشتبه فيه أن هدف الاختراق جمع معطيات مما يسمعه بحكم موقعه، وتحديد هويات ضباط في الفرع والأدوار التي يقومون بها.
كما تبيّن وجود خرق في حزب الله تمثل في تجنيد أحد عناصر التعبئة في الحزب (وهو من بلدة جنوبية) شارك في مهام في سوريا. وقد أوقف جهاز أمن المقاومة المشتبه فيه، وتبيّن بالتحقيق معه أنه جُنّد بواسطة منظمة ادّعت أنها تعمل لمصلحة الأمم المتحدة، وتقوم بأعمال إحصاء ودراسات واستطلاع رأي.
إضافة إلى اكتشاف مشتبه فيه سوري موجود في دمشق، نسّق جهاز أمن المقاومة مع الأجهزة الأمنية السورية لتوقيفه. وقد أقرّ بأنه كان يعمل على رصد مقارّ مدنية وعسكرية وتجارية، ويوفّر خرائط طرقات ومبان في العاصمة السورية، من دون أن يعرف الهدف من وراء جمع هذه المعلومات.
كما تبيّن أيضاً أن “إسرائيل” تمكنت من اختراق عدد من العاملين في منظمات وجمعيات غير حكومية وتجنيدهم لجمع معطيات عن الوضعين السياسي والاجتماعي، ومعلومات عن عقارات ومنازل في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب.
إضافة إلى معلومات تقليدية عن مراكز لحزب الله وبعض مراكز الجيش، ومعلومات عن أفراد في حزب الله والاستفسار عن علاقات لأشخاص مع أفراد ومسؤولين في الحزب.
بينما تم اكتشاف وجود عمل مركّز على مجموعات حركة “حماس” في مخيمات لبنان، مع طلب المشغلين رصد قدوم أشخاص فلسطينيين من خارج المخيمات إليها، ورصد بعض الأمكنة التي يمكن أن تكون مخصصة للاستخدام العسكري.