في ذكرى مرور 50 عاما على حرب أكتوبر، أعلنت قيادة المقاومة الفلسطينية ـ اليوم السبت ـ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» ضد الاحتلال الصهيوني، لكن ليس بالكلام، بل بـ5 آلاف صاروخ وقذيفة، دكت بها المقاومة مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية.
وقال القائد العام لـ«كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، محمد الضيف: لقد “آن الأوان أن تتحد كل القوى العربية والإسلامية لكنس الاحتلال عن مقدساتنا وأرضنا”، وحض الشعب الفلسطيني على “إخراج بنادقهم ، ومن لا يملك بندقية فليخرج سكينا أو ساطورا أو بلطة”.
وأشارت إحصائية إلى استشهاد 198 فلسطينيا وإصابة 1610 آخرين، بشظايا وصواريخ طائرات الاحتلال الصهيوني الحربية، التي شنت هجمات على مناطق مختلفة من قطاع غزة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، ووفي ضوء هذا العدوان الصهيوني أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حالة الطوارئ في كافة المستشفيات، مؤكدة جاهزيتها لاستقبال الجرحى من قطاع غزة.
وكانت المقاومة الفلسطينية بغزة قد شنت في وقت سابق، عملية “طوفان الأقصى” ردا على جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى المبارك.
وصباح اليوم السبت أطلقت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية عسكرية غير مسبوقة ضد الاحتلال الصهيوني شملت إطلاق آلاف الصواريخ وتسللا واقتحام مستوطنات وقتل وأسر عشرات الصهاينة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع “أسر الجنود الصهاينة واقتحام عناصر القسام مواقع عسكرية صهيونية، فيما شوهدت جماعات من المستوطنين يهربون، وبعضهم يختبئ في حاويات القمامة.
وأعربت الجزائر عن قلقها “الشديد” إزاء تطور الاعتداءات الصهيونية الغاشمة على قطاع غزة، التي أودت بحياة العشرات من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني الأبرياء، مجددة المطالبة بـ”التدخل الفوري” للمجموعة الدولية من خلال الهيئات الدولية المعنية لحماية الشعب الفلسطيني من الغطرسة والإجرام الصهيوني، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أمس السبت.
وجاء في البيان: “تتابع الجزائر بقلق شديد تطور الاعتداءات الصهيونية الغاشمة على قطاع غزة، التي أودت بحياة العشرات من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني الأبرياء، الذين سقطوا شهداء في ظل تمادي الاحتلال الصهيوني في سياسة التجبر والاضطهاد التي يفرضها فرضا على الشعب الفلسطيني الباسل”.
وأضاف: إن الجزائر “تدين بشدة هذه السياسات والممارسات المخلة بأبسط القواعد الانسانية ومراجع الشرعية الدولية”، وفي هذا السياق، “تجدد الجزائر الطلب بالتدخل الفوري للمجموعة الدولية من خلال الهيئات الدولية المعنية لحماية الشعب الفلسطيني من الغطرسة والإجرام الذي جعل منهما الاحتلال الصهيوني سمة من سمات احتلاله للأراضي الفلسطينية”.
كما تجدد الجزائر – حسب ذات البيان – قناعتها بأن الاحتلال الاستيطاني الصهيوني “هو لب الصراع العربي-الصهيوني وأن إنهاء ما ينجر عن هذا الصراع من محن وويلات ومآسي يكمن لا ريب في الاستجابة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.
حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه
من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة “إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال” الصهيونية، وجاءت تصريحات عباس خلال ترؤسه اجتماعا قياديا طارئا ضم عددا من المسؤولين المدنيين والأمنيين الفلسطينيين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ونقلت “وفا” عن الرئيس الفلسطيني تأكيده على “حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال”، موجها بضرورة “توفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني”، كما وجه عباس بتوفير كافة ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات الفلسطينيين في وجه “الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال وعصابات المستوطنين”.
وبقيت غارات الاحتلال متواصلة على قطاع غزة المحاصر منذ 16 سنة، في وقت أعلن فيه جيش الكيان الصهيوني استدعاء جنود الاحتياط بشكل واسع، وفرض حالة طوارئ في نطاق 80 كيلومترا بعد أن دوت صفارات الإنذار في مدن الاحتلال.
في غضون ذلك، أغلقت قوات الاحتلال، جميع الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة القدس المحتلة، ومنعت التنقل من المدينة وإليها بشكل كامل، حيث بات عشرات الفلسطينيين عالقين بسبب إغلاق الحواجز.
كما أغلقت معبر “الكرامة” الذي يربط الضفة الغربية المحتلة بالأردن بشكل كامل، حتى إشعار آخر إلى جانب إغلاق حاجزي «تياسير» و«الحمرا» أمام الفلسطينيين المتوجهين إلى الأغوار، وفي ضوء هذا العدوان الصهيوني أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حالة الطوارئ في كافة المستشفيات، مؤكدة جاهزيتها لاستقبال الجرحى من قطاع غزة.
مقتل 250 صهيونيا على الأقل
وفي الطرف المعادي، أعلن المتحدث باسم الاحتلال الصهيوني تفعيل ما يسمى “القبة الحديدية”، في حين أعلن جيش الاحتلال، التأهب لحالة الحرب بعد تسلل فلسطينيين إلى قلب مناطق الاحتلال، ولاحقا، قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو – في كلمة مصورة – “نحن في حالة حرب…”، وفق تعبيره.
من جانبها، قالت القناة 13 العبرية، إن الجيش الصهيوني أطلق عملية “السيوف الحديدية” ضد قطاع غزة، وأفادت القناة 12 العبرية بمقتل 250 صهيونيا على الأقل، وعدد من المصابين وصل أكثر من 1100.
من جهتها، قالت إذاعة سلطة الاحتلال، إن حماس أسرت 35 صهيونيا منذ بدء الهجوم، وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أنه “لا يمكن حصر” أعداد القتلى والجرحى حتى الآن، في حين ذكرت أن مستشفى سوروكا في بئر السبع، استقبل وحده أكثر من 280 مصابا ـ حتى مساء أمس ـ حالة 60 منهم خطيرة.