قانون الهجرة.. هل يحمي القضاء أمريكا من عنصريتها ؟

أخذت قضية تقاذف المهاجرين غير الشرعيين ما بين الولايات الجمهورية والديمقراطية ـ على مدار الأشهر الأخيرة ـ مسارا آخر بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث قام مجموعة من الذين تم ترحيلهم من فلوريدا إلى ماساتشوستس ـ يوم الثلاثاء (20 سبتمبر 2022) ـ برفع دعوى قضائية ضد حاكم فلوريدا ومساعديه، وهي القضية التي تعيد إلى الواجهة الجدل القائم بين المحافظين والليبراليين حول ملف الهجرة الشائك، فماذا جاء في فحوى الدعوى وما هي أبرز عيوب قانون الهجرة وكيف ينظر الأمريكيون للمهاجرين؟

رفع مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين الذين تم ترحيلهم الأسبوع الماضي إلى جزيرة مارثا فينيارد بولاية ماساتشوستس، قضية ضد رون ديسانيس حاكم فلوريدا ومسؤولين آخرين بالولاية، زعموا أنهم نفذوا “مخططًا للاحتيال على المهاجرين الضعفاء لأهداف سياسية” حين استأجروا طائرتين لنقل 100 شخص منهم من تكساس إلى مارثا فينيارد.

وجاء في الدعوى المرفوعة ـ يوم الثلاثاء (20 سبتمبر 2022) ـ بمحكمة ماساتشوستس والتي نُشرت تفاصيلها على موقع إنسايدر، أن المدعى عليهم وشركائهم المجهولين صمموا ونفذوا مخططًا غير قانوني مع سبق الإصرار مستغلين ثغرات أمنية بهدف خدمة مصالحهم الشخصية والمالية والسياسية”

وما قام به حاكم ولاية فلوريدا وقبله حاكم ولاية تكساس الذي أرسل مئات المهاجرين غير الشرعيين إلى العاصمة واشنطن وولاية نيويورك وشيكاغو وغيرها من الولايات الديمقراطية، يعكس الخلاف الحاد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري حول قضية الهجرة التي تعد قضية استقطاب سياسي يسعى من خلالها الحزبين لاستمالة قاعدتهما الانتخابية.

هل يمكن إصلاح عيوب نظام الهجرة وهل؟

يرفع المطالبون بإصلاح نظام الهجرة الأمريكي عدة مطالب تتمثل أهمها حسب Brookings (مركز بحث مستقل)، في تقديم مسار عملي وعادل للحصول على الجنسية لملايين المهاجرين غير المسجلين، بما في ذلك ما يسمى بـDreamersأو الحالمون، وهم مهاجرون بطرق غير شرعية قدموا إلى الولايات المتحدة أطفالا ولم يحصلوا على وثائق ويبلغ عددهم حوالي 7 ملايين شاب وشابة، ومن شأن تسوية هذا الملف القضاء على حالة عدم اليقين والخوف من الترحيل الذي يعيشه هؤلاء لعقود.

وإلى جانب ملف الحالمين تطرح ضرورة رفع عدد تأشيرات H-1B الخاصة باستقدام العمال الأجانب ذوي المهارات العالية، الذين يزداد الطلب عليهم في المجتمع الأمريكي، كما يطرح مطلب رفع القيود المفروضة على قبول اللاجئين، إضافة إلى تقديم إقامة دائمة أو مسار للحصول على الجنسية بالنسبة للطلاب الأجانب الذين يكملون دراساتهم العليا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي ظل تساوي تمثيل الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس، يبدو من الصعب على الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الوفاء بوعوده التي قطعها خلال حملته الانتخابية واعدا بإصلاح شامل لنظام الهجرة.

كم عددهم ومن أين قدموا وكيف ينظر إليهم الأمريكيون؟

حسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة Gallup غالوب عام 2021 اعتبر 75℅ من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع الهجرة جيدة للولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته، شعرت الأغلبية أن الهجرة غير الشرعية تشكل تهديدا كبيرا على الأمن القومي للبلاد

ووفقا لاستطلاع آخر أجرته عام 2021، Vox فوكس (موقع إلكتروني إخباري) وData for Progress (مؤسسة مختصة في سبر الآراء)، أيّد 69℅ من الناخبين الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع ـ بما في ذلك غالبية الجمهوريين ـ إيجاد مسار للحصول على الجنسية للمهاجرين غير المسجلين إذا استوفوا متطلبات معينة، كما أيدت نسبة أكبر قدرت بـ72℅ منح الجنسية للمهاجرين الذين تم إحضارهم إلى الولايات المتحدة عندما كانوا قاصرين، والذين يشار إليهم غالبا باسم الحالمين.

وتجدر الإشارة إلى أن المهاجرين يشكلون ما يقارب الـ14℅ من سكان الولايات المتحدة، أي حوالي 45 مليون شخص من إجمالي ما يقرب من 332 مليون شخص حسب إحصائيات مكتب تعداد الولايات المتحدة لعام 2020.

وتصل نسبة المهاجرين وأطفالهم المولودين في الولايات المتحدة حوالي 26℅ حسب المصدر السابق، ويتوقع بعض الباحثين أن يصل هذا العدد إلى 36 ℅ بحلول عام 2065.

تعود أصول النسبة الأكبر للمهاجرين في أمريكا (26℅) إلى المكسيك، تليها الهند بـ6℅، ثم الصين بنسبة 5℅، والفلبين بـ4.5℅.

ووفقا لدراسة صدرت في الـ03 أوت عن The Council on Foreign Relations “CFR” أو مجلس العلاقات الخارجية (مركز بحث مستقل مقره العاصمة واشنطن)، يُقدر عدد السكان غير الموثقين في الولايات المتحدة بحوالي 11.4 مليون شخص، كما ألقت الجمارك وحماية الحدود القبض على 239 ألف و416 شخصا، كانوا يحاولون عبور الحدود الجنوبية في حصيلة شهرية هي الأعلى منذ عقدين.

 

سميرة بلعكري - واشنطن

سميرة بلعكري - واشنطن

اقرأ أيضا