رغم التحسّن الطفيف لنظرة الأمريكيين إزاء الرئيس جو بايدن وارتفاع نسبة الموافقة على أدائه من 38℅ (شهر جويلية الماضي) إلى 44℅ (شهر أكتوبر الجاري)، إلا أنّ النظرة العامة للاقتصاد لا تزال قاتمة، ولا يزال غالبية الأمريكيين غير مقتنعين بأن بايدن ـ ومعه الكونغرس والحكومة ـ يعالج بشكل هادف القضايا الرئيسية التي تواجه البلاد.
وفقا لاستطلاع رأي نشرته شبكة «سي.أن.أن»، يعتقد 41℅ فقط من الأمريكيين ـ بمختلف توجهاتهم السياسية – أن بايدن يفي بالوعود المهمة التي قطعها خلال حملته الانتخابية عام 2020، وهي نسبة أقل بـ11 نقطة عن النسبة التي حصل عليها الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018 والتي قدرت بـ52℅، وأقل أيضا من النسبة التي حصل عليها الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2010، والتي قدرت بـ51℅، ما يعني أن ما حققه الرئيس الحالي جو بايدن يراه الأمريكيون أقل مما حققه الرئيسين السابقين.
سياسات بايدن أثرت سلبا على الاقتصاد
قبل موعد انتخابات التجديد النصفي التي تعد في الولايات المتحدة الأمريكية استفتاءً على السنتين الماضيتين من عهدة الرئيس الحاكم، يأتي الاقتصاد في مقدمة القضايا الأساسية التي يختار على أساسها الناخب من سيمثله في الكونغرس للفترة المتبقية منها، وتُظهر البيانات الصادرة عن مؤسسة «غالوب» (مؤسسة مستقلة خاصة برصد استطلاعات الرأي)، أن الاقتصاد ـ والتضخم على وجه الخصوص ـ في مقدمة اهتمامات الأمريكيين المقبلين على انتخابات التجديد النصفي في الـ08 نوفمبر المقبل.
وقالت مؤسسة «غالوب» في نهاية شهر سبتمبر الماضي، أن مؤشر الثقة في تسيير الاقتصاد وصل لأدنى مستوياته على مدار الثلاثين عاما الماضية، حيث أن حوالي ثمانية من كل عشرة أمريكيين قالوا أن تسيير الاقتصاد متوسط أو سيء، في حين أكد ثلث المستجوبين أن اقتصاد البلاد يسير من سيئ إلى أسوء.
ويشير تقييم تعامل الرئيس جو بايدن مع الوضع الاقتصادي للبلاد ـ حسب استطلاع «سي.أن.أن» – المذكور سالفا ـ إلى أن 32℅ فقط من الناخبين يرون أنه يسير الوضع بشكل جيد، و50℅ من الأمريكيين يرون أن سياساته المتبعة أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية.
إلى جانب النظرة السيئة لتسيير الاقتصاد، تشعر شريحة واسعة من الأمريكيين بالإحباط تجاه تعامل الحكومة الفدرالية مع عدة قضايا أخرى، على رأسها جرائم العنف، التي قال 81℅، إن إدارة بايدن لا تفعل شيئا للحد منه، كما يرى 72℅ من الناخبين المستجوبين من قبل «سي.أن.أن» تقصيرا كبيرا من قبل الحكومة الفدرالية فيما يتعلق بحماية الديمقراطية، التي يشعر الأمريكيون بأنها مهددة بعد اقتحام مبنى الكونغرس عام 2021، ورفض الرئيس السابق دونالد ترامب الاعتراف بخسارته أمام الرئيس الحالي جو بايدن.
ويشعر الأمريكيون بمختلف توجهاتهم السياسية بأن ديمقراطية بلادهم مهددة، حيث يرى المنتمون للحزب الديمقراطي ـ حزب الرئيس بايدن ـ أن الرئيس السابق دونالد ترامب وأنصاره يسيئون لها بعدم اعترافهم بخسارة الانتخابات، ويعتقد الكثير من المنتمين للحزب الجمهوري ـ الذي ينتمي إليه ترامب ـ أن رئاسيات 2020 سُرقت منهم، وأن أجهزة فدرالية مثل مكتب التحقيقات الفدرالي «آف بي آي» منحازة للديمقراطيين وتخدم مصالحهم السياسية.
الكونغرس لا يحرّك ساكنا
يُنظر إلى ممثلي الشعب الأمريكي في مجلسي النواب والشيوخ ـ 100 عضوا في مجلس الشيوخ و435 عضوا في مجلس النواب ـ قبل شهر عن انتخابات التجديد النصفي، نظرة قاتمة من قبل غالبية الناخبين الأمريكيين، إذ يرى 62℅ منهم ـ بمختلف انتماءاتهم السياسية ـ أن المشرعين لم يفعلوا شيئا تجاه القضايا الكبرى المطروحة في المجتمع الأمريكي، كالتضخم، العنف المسلح، ملف الهجرة، الحق في الإجهاض وغيرها من القضايا، وعند تقسيم المستجوبين حسب انتمائهم السياسي، فإن 87℅ من الجمهوريين و67℅ من المستقلين وثلث الديمقراطيين يرون أن أعضاء الكونغرس لا يفعلون شيئا لحل مشاكل البلاد، حسب استطلاع رأي شبكة «سي.أن.أن» الذي نُشر الأربعاء، بعد استجواب 1982 أمريكيا بالغا في الفترة الممتدة من الثالث سبتمبر إلى الخامس أكتوبر الجاري.
ويُذكر أنّ انتخابات التجديد النصفي المزمع إجراؤها في لـ08 من شهر نوفمبر المقبل، سيعاد من خلالها انتخاب كافة أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 عضوا، مقابل ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، أي 35 مقعدا من أصل 100، كما ستشمل هذه الاستحقاقات الهامة التي ستحدد الحزب الذي سيتحكم في الكونغرس خلال السنتين المتبقيتين من حكم الرئيس بايدن، الاقتراع على مناصب 39 حاكم ولاية.