رفضت أرملة الأسير الإسرائيلي أليكس لوبانوف الذي استُعيدت جثته قبل أيام، مع خمسة آخرين، مقابلة رئيس سلطة حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فور وصوله إلى منزلها بمستوطنة عسقلان لتعزيتها. وفي شريط فيديو، ظهر الأسير الإسرائيلي أوري دانينو -الذي انتشلت قوات الاحتلال جثته مؤخرا من غزة– موجها خطابه إلى حكومة نتنياهو ومجلس الحرب المصغر، معتبرا أن هؤلاء جميعا فشلوا في حماية المستوطنين، يوم السابع من أكتوبر الماضي، وأنهم يحاولون قتلهم اليوم من خلال عمليات إنقاذ فاشلة، ويذكّر هذا المشهد لخطاب القتيل، دانينو بمسرحية “ثورة الموتى” للكاتب الأمريكي “إروين شو”.
وقبل ذلك، بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- يوم الاثنين رسالة لأسيرة قتيلة كانت ضمن 6 أسرى محتجزين استعاد جيش الاحتلال جثامينهم يوم السبت الماضي من نفق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
تناقلت وسائل إعلام عربية وعبرية رسالة أسيرة إسرائيلية غاضبة وجهتها إلى نتنياهو قبل مقتلها، والتي أثارت موجة غضب واسعة داخل مستوطنة تل أبيب مع دعوات لوقف الحرب من أجل استعادة الأسرى.
وكما في مسرحية ثورة الموتى -التي تدور أحداثها حول مجموعة من الجنود الذين دُفع بهم ليلقوا حتفهم في حرب من الحروب العالمية- قالت الأسيرة القتيلة، البالغة من العمر 24 عاما، في مقطع الفيديو إنه تم اعتقالها من الحفل الموسيقي في ريعيم في 7 أكتوبر الماضي، مناشدة نتنياهو وحكومته بفعل كل ما يلزم للإفراج عنها من خلال صفقة تبادل.
وفي مسرحية ثورة الموتى، يرفض قتلى الحرب أن يتم دفنهم، مطالبين بمحاسبة من تسبب في موتهم، بل إنهم يدعون إلى ثورة ضد جنرالات الدم على شاكلة مجرم الحرب نتنياهو الذي وجهة القتيلة خطابا حين تطرقت إلى صفقة التبادل التي أبرمها نتنياهو مع حركة حماس عام 2011 لإخراج الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط والتي خرج بموجبها أكثر من 1000 أسير فلسطيني، متسائلة: “حاليا يطلبون أقل من الربع على كل شخص منا، فهل أنا أساوي أقل؟”، مجددة حديثها حول سبب وجودها في الأسر في ظل قصف لا يتوقف وخوف من الموت.
وأشارت إلى أنها “مواطنة لدى الكيان”، ونبهت إلى حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الإسرائيليون في غزة، مطالبة في الوقت نفسه بالعودة إلى بيتها وعائلتها، وداعية الإسرائيليين للنزول إلى الشوارع للضغط على نتنياهو حتى يصل إلى صفقة يعود الأسرى بموجبها لبيوتهم.
ومن جانب آخر، قالت وسائل إعلام عبرية، إن أرملة الأسير الإسرائيلي أليكس لوبانوف الذي استعيدت جثته قبل أيام، مع خمسة آخرين، رفضت مقابلة نتنياهو فور وصوله إلى منزلها في مستوطنة عسقلان لتعزيتها.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن نتنياهو توجه إلى منزل، ميخال لوبانوف، أرملة الأسير القتيل، لقضاء عطلة عيد الفصح وتعزية عائلته لكنه قوبل برفض مقابلته من قبلها، وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو كان اتصل بوالدي القتيل، في يوم العثور على جثثهم، للإعراب عن أسفه.
من جانبها قالت عائلة إحدى الأسيرات اللواتي قتلن بغزة واستعيدت جثتها قبل أيام، إنها راحت ضحية للسياسة الفاشلة لنتنياهو. ورفضت عائلة كرمل غات، التي كانت بين ستة أسرى استعاد الاحتلال جثثهم من غزة، محاولة نتنياهو استغلال مقتل ابنتهم في إطار دعم موقفه السياسي الداعي للبقاء في محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وقالت العائلة في بيان نقلته القناة “13” العبرية: “ودعنا للتو عزيزتنا كرمل التي كانت ضحية لسياسة نتنياهو الفاشلة، وسمعنا أنه قدم عرضا إعلاميا يتوعد فيه بالانتقام من حماس لمقتل المختطفين الستة”. وأكدت رفضها “السماح لنتنياهو باستخدام مقتل كرمل بشكل ساخر، من أجل مواصلة الحرب والتسبب في قتل مزيد من المختطفين”.
وشددت العائلة على أن “استراتيجية نتنياهو الفاشلة، جلبت أكثر من 20 مختطفا في التوابيت في الأشهر الأخيرة، واعتبرت أن “الرد الوحيد على مقتل كرمل في عهد نتنياهو ليس انتقاما للدم، بل صفقة حياة من شأنها أن تعيد المختطفين إلى الوطن”.
وكانت كتائب عز الدين القسام، قد بثت، مشاهد مصورة لم تنشر من قبل، للأسير الإسرائيلي أوري دانينو، البالغ من العمر 25 عاما، وهو يوجه رسالة يتهم فيها حكومة نتنياهو و”كابينت” الحرب، بـ”الفشل في حماية المستوطنين في الـ7 من أكتوبر 2023″، وبأنهم “يحاولون قتلهم اليوم من خلال محاولات إنقاذ فاشلة”.
وخاطب دانينو نتنياهو وحكومته قائلا: “أين كنتم عندما أطلق النار علي؟ وعندما لم نعرف أين نهرب؟ أين كنتم عندما كنا وحدنا؟”ن ووجه دانينو رسالة إلى الإسرائيليين، دعاهم فيها إلى “فعل كل شيء من أجل إعادة الأسرى إلى بيوتهم أحياء عبر صفقة تبادل”، مؤكدا أن “العمل بالوتيرة الحالية يعني أن أسيرا واحدا لن يبقى على قيد الحياة”.وأكد الأسير الإسرائيلي أنه يعيش ظروفا صعبة جدا في الأسر، مؤكدا أن القصف الصهيوني لا يتوقف.
واستهلت كتاب القسام المقطع المصور برسالة من الناطق باسمها، أبو عبيدة، أكد فيها “أن الثمن الذي كنا سنأخذه مقابل 5 أو 10 أسرى أحياء، هو نفسه الذي سنأخذه مقابل كافة الأسرى لو لم تقتلهم نيران العدو”.
وبعد بث الرسالة المصورة، انطلقت تظاهرة حاشدة للمستوطنين في “تل أبيب”، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرى بشكل عاجل، وأكدت القناة “الـ12” الإسرائيلية اندلاع مواجهات مع الشرطة الصهيونية خلال التظاهرة. ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، بيني غانتس، إلى انتخابات تعيد الثقة بين الجمهور والحكومة، معتبرا أن محور فيلادلفيا ليس خطرا وجوديا على الكيان.
ومن جانبها نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن محللين إسرائيليين، أن السبب في عدم إجبار الإضراب الأخير نتنياهو، على التراجع، هو أنه، بدلا من تقديم جبهة موحدة في مواجهته، كشف الإضراب الانقسامات العميقة لدى الكيان.
وأشارت الصحيفة إلى أن النسبة الأكبر من المحتجين “ما زالت مستمَدة من القطاعات الليبرالية”، وليس من داخل معسكر نتنياهو الخاص، وأن من شأن هذه التحركات أن توحد مناصري اليمين وأحزابه، بعد إدراكهم أنهم إن لم يتحدوا فسيفقدون الحكم. ولفتت”فايننشال تايمز” إلى أن تأثير الإضراب ضعف أكثر، عندما قضت محكمة، بعد ظهر الإثنين، بضرورة إنهائه مبكرا، بحجة أن الدعوة إليه كانت لأغراض سياسية.
ونقلت الصحيفة، عن مدير حملة نتنياهو الانتخابية خلال انتخابات عام 2009، الخبير الاستراتيجي روني ريمون، قوله إن “الشيء الوحيد، الذي يمكن أن يُسقط الحكومة، هو الخلافات داخلها، وليس الضغوط الخارجية”.
ورأى ريمون أن هذه الخلافات أصبحت علنية على نحو متزايد، في الأشهر الأخيرة، مثل الخلاف بشأن تجنيد “الحريديم”، مشيرا إلى أن الخلافات الأكثر ضراوة كانت بسبب الحرب، وإصرار وزير الأمن وقادة المؤسستين الأمنية والعسكرية على أن التوصل إلى اتفاق مع حماس هو أفضل وسيلة لتأمين إطلاق سراح نحو مئة أسير، ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
وقال ريمون إنه كان في إمكان نتنياهو، العام الماضي، وقف التعديلات القضائية والنجاة بحكومته. أما هذه المرة، فإذا استسلم، فهذا يعني الذهاب إلى الانتخابات وفقدان السيطرة على الأمور. وقال الخبير الاستراتيجي، ناداف شتراوشلر، الذي عمل سابقا مع نتنياهو، للصحيفة، إنه “ما دام إبرام صفقة الرهائن يهدد بقاء ائتلافه واستراتيجيته العسكرية، فإنه لن يفعل ذلك”.
وإذ نقلت “فايننشال تايمز” عن شتراوشلر قوله إن نتنياهو “يريد إنجاز شيء كبير قبل نوفمبر المقبل، قد يكون صفقة، وقد يكون شيئا في الشمال”، قالت إن المراقبين، في معظمهم، لا يتوقعون أن يغير نتنياهو سياسته، فـ”إنهاء القتال الآن من شأنه أن يجعله يواجه المحاسبة على إخفاقات الـ7 من أكتوبر من دون أن يتمكن من الرد بأنه رد بتدمير حماس”، كما يقول أفيف بوشينسكي، المحلل السياسي، والذي كان رئيسا لمكتب نتنياهو.
ورأى بوشينسكي أنه “في الوقت الحالي، يُلام نتنياهو على الـ7 من أكتوبر، وهو الذي يقود حربا لم تحقق النصر الذي وعد به”، مضيفا أنه “في ظل هذه الظروف، لا يستطيع نتنياهو، الذي يعرف نفسه بأنه السيد أمن، أن يتحمل هذا”.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية حذرت من أن إصرار نتنياهو على البقاء في “محور فيلادلفيا”، ومنعه التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، سيؤديان إلى “رصف فيلادلفيا بجثث الأسرى الإسرائيليين في الطريق إلى إعادة احتلال القطاع”.
وعلى المستوى الميداني، اشتعلت حرائق في مواقع صهيونية قرب الحدود مع لبنان جراء سقوط صواريخ وطائرة مسيرة، في حين أعلن حزب الله اللبناني تنفيذ عدد من العمليات ضد المواقع الصهيونية أمس الثلاثاء.
وقال الجيش الصهيوني في بيان إن طائرة مسيرة سقطت في مكان مفتوح بمنطقة المنارة في الجليل الأعلى، وأدت لاندلاع حرائق من دون إصابات. وذكر الجيش الصهيوني أن دفاعاته اعترضت مسيرة أخرى أطلقت من لبنان، وذلك بعد إطلاق صفارات الإنذار بمنطقة الجليل الغربي الساعة 5:40 مساء بالتوقيت المحلي.
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حريقا اندلع في مستوطنة أفيفيم عقب سقوط صاروخين، وأضافت أن منزلا تضرر بشدة جراء القصف من دون وقوع إصابات. وفي المقابل، قال حزب الله إن مقاتليه قصفوا التجهيزات التجسسية والفنية في موقعي الجرداح والعاصي، مما أدى إلى تدميرها.
وأعلن حزب الله أيضا استهداف قوة استخبارات عسكرية صهيونية في محيط موقع الراهب بقذائف المدفعية، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة. كما استهدف الحزب انتشارا لجنود الجيش الصهيوني في محيط موقع السماقة، وقصف موقع الرادار.