قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، إن أبوظبي تعمل لبناء جسور مع كل الدول في سياق الانفتاح، بما فيها تلك التي لها خِلافات جدّية معها، مؤكدا عزم بلاده على إعادة النظر في العلاقات مع إيران.
برّر المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، المراجعات التي يقوم بها آل نهيان في علاقاتهم ومواقفهم في المنطقة، بالسعي لتجنب المواجهة، حتى وإن اقتضى الأمر التطبيع مع بعض بلدان لها خلافات معهم.
وأكّد قرقاش أمام ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي، أن الإمارات تتخذ خطوات لتهدئة التوتر مع إيران، في إطار خيار سياسي مؤيد للدبلوماسية وتجنّب المواجهة، وإن بلاده ما زالت تشعر “بقلق عميق من سلوك إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان”.
وقال رجل الكواليس في دبلوماسية آل نهيان، وعرّاب تدخلاتها في ليبيا ومصر والسودان، إن “أبو ظبي تتخذ خطوات لتهدئة التوتر مع إيران، إذ لا مصلحة لها في المواجهة التي ستدفع ثمنها المنطقة كلها على مدى عقود قادمة”.
ورأى المستشار الدبلوماسي لخليفة بن زايد، أن التطبيع مع طهران “ستكون عملية بطيئة”، لكنه عبّر عن أمل في الوقت نفسه بأن “يتسنى بمرور الوقت بناء الثقة بين الجانبين، وبدء إحراز تقدّم نحو وضع أكثر استدامة ومفيد للطرفين”.
وكان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد قد تباحث مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قبل أيام، كدفع للعلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين.
كما أكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في آب/أغسطس عدم وجود عقبات في طريق توسيع العلاقات بين إيران والإمارات في مختلف المجالات، وخصوصاً المجال الاقتصادي.
وتشهد السياسة الخارجية لدولة الإمارات، في الأشهر الأخيرة، تحولا لافتا، حيث أخرجت أبو ظبي اتصالاتها مع الحكومة السورية للعلن، بزيارة وزير خارجيتها عبد الله بن زايد لدمشق، الأسبوع الماضي، ولقائه بالأسد، بعد سنوات من القطيعة ودعم شيوخ الإمارات للجماعات المسلحة التي قاتلت لعشر سنوات ضد الجيش العربي السوري.
كما يعتزم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد زيارة تركيا، في الـ 24 نوفمبر/تشرين الثاني بعد خلافات مع الرئيس التركي طيب رجب اردوغان، بسبب المواقف المتضادة بين البلدين بخصوص سوريا والازمة الخليجية ودعم الرئيس المصري من أبو ظبي مقابل الإخوان المناوئين له بدعم من أنقرة.