بينما كانت جالسة، وهي ترتدي فستانا بلون نبات الخسّ، متحدّثة عن دعمها للمرشّح الرئاسي الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب في سعيه إلى ولاية جديدة، ظهرت في الخلفية “خسّة شريرة” بعينين مفتوحتين، مع عبارة: لقد دمرت الاقتصاد.
هذا ما تعرّضت له السيدة -ذات الفستان الخضاري- رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس، خلال مشاركتها في لقاء بالولايات المتحدة، حيث كان من المفترض أن تتحدّث –وعي التي تولت السلطة لـ49 يوما- عن دعمها للرئيس السابق ترامب في سعيه إلى ولاية جديدة.
وأظهر فيديو، تمّ تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، ليز تراس وهي تتنبأ بفوز ترامب خلال اللقاء، مشددة على أهمية الاقتصاد، غير أنها لم تدرك ما حدث وراء رأسها، إذ نزلت في خلفية المسرح لافتة تتضمّن صورة لرأس “خسّة” ذات عينين، مع عبارة: “لقد دمرت الاقتصاد”. وفي الحال، صعد رجل بدا قلقا، ولفت انتباهها إلى اللافتة، ما جعلها تشعر بصدمة، وتغادر المكان على الفور، قبل أن تقول: “هذا ليس مضحكا”.
وقالت صحيفة “ميرور” البريطانية، إن ليز تراس كانت في قاعة “بيكليس” العامة في سوفولك عندما وقعت الحادثة، إذ كانت تروج لكتابها “عشر سنوات لإنقاذ الغرب”، وارتبط اسم ليز تراس بالخسّ، بعدما أطلقت صحيفة “ذا ديلي ستار” البريطانية عام 2022، تحدّيا مباشرا على “يوتيوب” وضعت فيه صورة رئيسة الوزراء آنذاك إلى جانب رأس خسّ، مع تعليق ساخر حول من سيصمد أطول، بالتزامن مع مطالبتها بالاستقالة من منصبها.
تراس –قبل ظهور اللافتة- كانت تقول: “أنا أؤيد ترامب وأريده أن يفوز… لكن هذا ما كنت أقوله عن المرشحين الحاليين، أعتقد أن المواطن الأمريكي العادي ليس في وضع جيد والناس يصوتون على…”، وفي هذا اللحظة بالضبط، ظهرت أولا عبارة “لقد دمرت الاقتصاد”، ثم ظهرت “الخسّة الشريرة” بينما تتابع رئيسة الوزراء السابقة: “أعتقد أن مستشار بيل كلينتون هو الذي قال إن الاقتصاد غبي، لذلك أعتقد أنه سيفوز على الأرجح”.
المثير في المشهد أن تراس -التي خسرت مقعدها البرلماني في دائرتها الانتخابية في ساوث ويست نورفولك شرقي إنكلترا أمام مرشح حزب العمال- كانت خلال اللقاء ترتدي فستانا خضاري اللون يلمع مثل أوراق نبات الخسّ، مع العلم أنها غالبا ما تلبس فساتين بألوان ذات معنى.
في أكتوبر 2022، ارتدت تراس فستاناً تتشابه ألوانه وتصميمه مع الفستان الذي ارتدته الممثلة إيما تومسن في دور فيفيان روك في فيلم «سنوات وسنوات»، وكان ذلك عندما ظهرت تراس، في أول خطاب لها كرئيسة وزراء لبريطانيا، في مؤتمر تابع لحزب المحافظين الذي تنتمي إليه، وسط جدل كبير حول هذا التشابه ورمزيته.
والمعروف أن فيفيان روك –التي لعبت دورها في المسلسل، الممثلة والكاتبة البريطانية، إيما تومسن- تجسّد شخصية الزعيمة الشعبوية اليمينية المتطرّفة التي تصعد للسلطة، وتمارس سياساتها الانتقامية تجاه كل من يعارضها، وتسبب هذا التشابه في جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، إذ تساءل المعلقون وقتها: “مَن يؤثر في مَن”، وسط مخاوف من سير تراس في سياستها على نهج تومسن الزعيمة اليمينية في المسلسل.
لكنّ تراس أصبحت بعد قصة هذا الفستان، السياسية التي احتفظت بمنصبها لأقصر مدة على الإطلاق بعد أن تسبّبت سياساتها بانهيار في سوق السندات وتراجع حاد للجنيه الإسترليني عام 2022. وتولت تراس (48 عاما) رئاسة الوزراء في سبتمبر 2022 بعد رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، الذي شابت فترته فضائح.
ثم اضطرت إلى الاستقالة بعد 44 يوما فقط نتيجة لتنفيذ تخفيضات ضريبية كبيرة لم تكن ممولة، ما أدى إلى اضطراب في الأسواق المالية وزيادة تكلفة الرهن العقاري لأصحاب المنازل الذين يواجهون بالفعل أزمة في تكاليف المعيشة، وهكذا فإن الخسّ صمد أكثر مما صمدت تراس في السلطة عام 2022، وفق التحدي الذي أطلقته “ذا ديلي ستار”، كما أن الخسّ تسبب مرة أخرى في طرد تراس من القاعة حيث كانت ستؤيد ترامب.