أطلق المخرج الجزائري الشاب «خالد شنة» مقطعًا من فيلمه الوثائقي «ليلة النار» الذي يروي على ألسنة مجاهدين، تفاصيل ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، بمدينة «بسكرة» بوابة الجنوب الجزائري.
وتناول شنة وقائع وتفاصيل وحقائق مدعومة بصور وشهادات أدلى بها مجاهدون شاركوا في هجمات ليلة أول نوفمبر 1954، مستعرضًا من خلال هذا العمل الذي أنتجه عام 2019، أهم محطّات الكفاح التي مرّت بها منطقتا «الأوراس» و «الزيبان» منذ دخول المستعمر الفرنسي ولاية بسكرة عام 1844، إلى غاية اندلاع الثورة.
وفي هذا العمل الوثائقي الممتد على مدار (54 دقيقة)، ركّز «شنة» المولود عام 1985 بمدينة «طولقة» غرب بسكرة، على العمليات التحضيرية للهجمات التي نفّذتها مجموعة «مدينة بسكرة» ضدّ أهداف حيوية تابعة لمراكز المحتل الفرنسي، وما أعقب ذلك من ردود فعل الإدارة الاستدمارية.
وكان فيلم «ليلة النار» افتكّ الجائزة الكبرى في المهرجان الدولي العربي الإفريقي بـ«زاكورة» (المملكة المغربية) نوفمبر (2019)، كما حاز فيلمه «صقر الصحراء» على الجائزة الثانية (الخلال الفضي) في المهرجان المغاربي للفيلم الوثائقي والعلمي بـ«مدنين» (تونس) نوفمبر 2017.
روح التتويج
توالت نجاحات «خالد شنة» الذي تعاون لاحقًا مع المخرج الشاب «أحمد تونسي» فأنتج له الفيلم الوثائقي «مصوري» والذي أدرجته قناة الجزيرة الوثائقية ضمن أزيد من 200 فيلم من جميع أنحاء العالم في النسخة الثانية من مسابقة الفيلم القصير.
ومن مجموع الأفلام المشاركة تمكّن 18 فيلما من عبور مرحلة التصفيات تحت إشراف منتجي القناة، ثم في مرحلة النهائيات تمّ اختزال الأفلام المرشحة إلى 10، بناء على تصويت لجنة الحُكام، فيما ساهم تصويت الجمهور على موقع «يوتيوب» بنسبة 25%، لتحسم نتيجة المسابقة في النهاية لفائدة فيلم «مصوري» بالمرتبة الأولى.
أعمال قيد الإنجاز
وبانتظار أن يتاح للجمهور الجزائري والعربي مشاهدة هذه الأفلام، يواصل شنة إنجاز وثائقي جديد حول «بسكرة.. سحر واحة جزائرية» الذي يروي من خلاله تاريخ هذه المدينة العريقة، لكن برؤية جمالية خالصة، هذا بالإضافة إلى إنتاج وإخراج وثائقي استقصائي حول «الألغام .. الإرث القاتل» الذي يتطرق فيه «شنة» لقضية مخلفات الألغام من الحقبة الاستعمارية والآثار الناجمة عنها إلى غاية اليوم.