أعلن البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعقد في وقت متأخر، اليوم الإثنين، قمة عبر الفيديو مع قادة أوروبيين لمناقشة الوضع في أوكرانيا، فيما توعدت روسيا باتخاذ الاجراءات اللازمة لحفظ أمنها.
وجاء في البيان “سيجري الرئيس خطا اتصالاً مع القادة الأوروبيين كجزء من مشاوراتنا الوثيقة والتنسيق مع الحلفاء والشركاء عبر المحيط الأطلسي رداً على التعزيزات العسكرية الروسية قرب حدود أوكرانيا”.
وكان بايدن قد عاد إلى البيت الأبيض سابقاً اليوم مع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب بسبب مخاوف من أن موسكو تخطط لـ”غزو أوكرانيا” كما تحدثت وسائل إعلام أميركية.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الاتحاد الأوروبي، أنه يعد حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 1.2 مليار يورو، على خلفية التوترات القائمة بين موسكو وكييف والخوف من “غزو روسي محتمل”.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال مؤتمر صحفي، إن “أوكرانيا بلد حر وذو سيادة يتخذ قراراته الخاصة، والاتحاد الأوروبي سيواصل الوقوف إلى جانبه”.
خطوة مماثلة قام بها حلف “الناتو” اليوم، إذ أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أنّ الدول الأعضاء في الحلف تضع قواتها في حالة تأهب وتعزز انتشارها في شرق أوروبا”.
الجدير بالذكر أنه منذ أيام، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أنَّ “الولايات المتحدة تواصل دراسة قضية القيود المحتملة على روسيا فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا”، مضيفةً أنَّه “لم يتمَّ بعدُ استبعادُ أيٍّ من الإجراءات التي أعلنتها الإدارة في وقتٍ سابقٍ”.
وقالت ساكي، خلال مؤتمرٍ صحافيٍّ، “إننا نواصل النظر في عددٍ من الخيارات، ولم يتم استبعاد أيٍّ من الإجراءات التي تم الإبلاغ بشأنها سابقاً”.
وردّاً على احتمال إجراء مكالمةٍ هاتفيةٍ بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين، في الأيام القليلة المقبلة، من أجل محاولة إصلاح الأمور بين البلدين بشأن “الأزمة الأوكرانية”، أجابت ساكي بأنه “ليس لديَّ أيُّ شيءٍ أتوقّعه في هذا الشأن”.
الآلاف من القوات الأمريكية إلى شرق أوروبا ودول البلطيق بسبب أوكرانيا
إلى ذلك قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد ينشر الآلاف من القوات والسفن والطائرات الأمريكية في دول البلطيق وأوروبا الشرقية، بسبب الوضع حول أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، “إن بايدن قد يتخذ قرارا بهذا الخصوص هذا الأسبوع”. ووفقا للصحيفة: “في هذه الحالة، سيتم نقل جزء من الجيش من الولايات المتحدة، والباقي من أجزاء أخرى من أوروبا. حتى الآن لا شيء قيد النظر بخصوص إرسال قوات إلى أوكرانيا”.
كما أشارت المصادر إلى أن مسؤلين كبار في البنتاغون عرضوا يوم السبت على الرئيس بايدن عدة خيارات للعمل. من بينها إرسال 1000 إلى 5000 جندي إلى دول أوروبا الشرقية مع احتمال “زيادة عشرة أضعاف” عددهم إذا ساء الوضع.
وتدعي السلطات في كييف والإدارة الأمريكية وحلفاؤها بإصرار أن روسيا تحشد قوات كبيرة تجاوز تعدادها 100 ألف عسكري قرب الحدود مع أوكرانيا “تمهيدا لشن عملية غزو جديدة” للأراضي الأوكرانية.
روسيا: سنتخذ الإجراءات اللازمة
أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يتخذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن البلاد وصون مصالحها على المستوى المطلوب.
وقال بيسكوف للصحفيين اليوم الاثنين: “إن رئيس دولتنا بصفته قائدا عاما وشخصا يحدد سياسة بلادنا الخارجية يتخذ الإجراءات الضرورية من أجل ضمان أمننا وصون مصالحنا”.
وأشار بيسكوف إلى أن روسيا هي التي بادرت إلى إجراء محادثات ومشاورات (حول ضمانات أمن روسيا)، وأن موسكو بانتظار رد على مقترحاتها خلال هذا الأسبوع، مضيفا أن الهدف من هذه المقترحات هو منع تكرار حالات التوتر الشبيهة بتلك التي تشهدها أوروبا حاليا.
وتابع بيسكوف أن روسيا للأسف تعيش حاليا في “محيط عدائي”، نظرا للبيانات الصادرة عن حلف الناتو.
وفي تعليقه على تدريبات بحرية تجريها روسيا في بحر البلطيق، قال المتحدث باسم الكرملين إن العسكريين الروس لا يمكن أن يتهاونوا مع تنامي أنشطة حلف الناتو العسكرية بالقرب من حدود البلاد. وذكر بيسكوف عندما سئل عما إذا كان بدء هذه التدريبات ردا على نقل حلف شمال الأطلسي قوات إضافية إلى أطراف الحلف الشرقية: “أولا، يجب طرح هذا السؤال لوزارة الدفاع.. ثانيا، تحركات مثل هذه من قبل الناتو وتنامي أنشطة الناتو بالقرب من حدودنا، لا يمكن لعسكريينا أن يتجاهلوها، هم المسؤولون عن أمن بلادنا. وثالثا، هناك عملية مستمرة من التدريبات والمناورات وتطوير القوات المسلحة والتي لم تتوقف قط وستستمر”.
كما قال أعلن ألكسندر غروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي، سابقا أن حلف الناتو ينسب لروسيا نوايا عدوانية وهمية بحق أوكرانيا، من أجل تبرير أنشطته المكثفة على أطراف الحلف الشرقية.
وفي تصريحات لوكالة “إنترفاكس” الروسية علق الدبلوماسي على قرار الناتو إرسال قوات إضافية إلى حدود دول الحلف مع أوكرانيا، قائلا إن “هذا القرار جاء دليلا جديدا على تعود الناتو على استخدام لغة التهديدات”.
وأكدت روسيا مرارا أنه لا نية لها لشن أي عملية على أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة، والغرض من هذه الادعاءات تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا استعدادا لفرض عقوبات اقتصادية جديدة، وتبريرا لتوسع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة قائلة إنه يهدد الأمن القومي الروسي.