طالبت الصين نيوزيلندا بإزالة أنبوب صرف صحي يقع أسفل سفارتها، بسبب المخاوف من استخدامه في التجسس، قائلةً إن الأنبوب ضخمٌ بما يكفي ليتمكن الناس من المشي فيه، كما يمر أسفل قطعة الأرض التي يُفترض بناء السفارة الصينية الجديدة عليها.
وأوضح ريتشارد ماكلين، المتحدث باسم مجلس مدينة العاصمة ويلينغتون، قائلاً: “تكمن المشكلة في الأمن. وإذا أرادوا نقل الأنبوب، فعليهم تنظيم الأمر وسداد التكلفة، وسوف نتكفّل نحن بالإشراف على المشروع. وهذا أقصى ما يمكننا فعله”، وذلك وفق ما نشرته صحيفة The Times البريطانية في تقريرها يوم الخميس 7 يوليو/تموز 2022.
من جانبها أكد غرانت روبرتسون، نائب رئيس الوزراء النيوزيلندي، أن اكتشاف أنبوب الصرف الصحي أسفل موقع السفارة أثار المخاوف الأمنية لدى الصين.
فيما صرّح وانغ شياولونغ، السفير الصيني لدى نيوزيلندا، قائلاً لصحيفة The Dominion Post النيوزيلندية إنهم يتعاونون مع المجلس لتغيير موقع الأنبوب؛ حتى يتمكنوا من استئناف أعمال تشييد السفارة الجديدة.
يُذكر أن مجلس المدينة منح موافقته على إنشاء السفارة الجديدة قبل أربع سنوات، لكن العمل في الموقع لم يبدأ بعد.
وتحاول نيوزيلندا الحفاظ على علاقة إيجابية مع بكين أكثر من حلفائها الغربيين، حيث تشكل تجارتها مع الصين نحو 37% من إجمالي تجارة نيوزيلندا، فضلاً عن كون الصين أكبر وأهم أسواقها للتصدير.
بينما ألقت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن خطاباً حول السياسة الخارجية في سيدني الجمعة 8 يوليو/تموز 2022 ، وبدا أنها اتخذت فيه موقفاً ليناً تجاه نمو النفوذ الصيني بمنطقة المحيط الهادئ. ويأتي هذا في أعقاب تلقيها انتقادات عنيفة من بكين في أثناء زيارتها الأخيرة للولايات المتحدة.
حذَّرت جاسيندا من المبالغة في تقدير تهديدات الصين بمنطقة المحيط الهادئ بعد توقيعها اتفاقية أمنية مشتركة مع جزر سليمان. وقالت: “تلعب فرنسا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والصين دوراً في المحيط الهادئ منذ سنوات. وليس من الصائب تصنيف هذا التفاعل -وضمن ذلك الصيني- على أنه حدثٌ جديد”.
وردت الصين، الجمعة، على تصريحات لرئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، في إفادة صحفية، ردا على تصريحات رئيسة وزراء نيوزيلندا، إن “الصين ونيوزيلندا شريكان رئيسيان لدول جزر المحيط الهادئ، ولا يعتبر جنوب المحيط الهادئ ساحة لمنافسة القوى الكبرى، لكنه منصة للتعاون الدولي”، وفقا لصحيفة “غلوبال تايمز” الصينية.
وأضاف أن “الصين تتمسك دائما بالاحترام المتبادل والانفتاح والشمول في تطوير العلاقات والتعاون مع بلدان جزر المحيط الهادئ، وأن بكين لا تضع أحكاما سياسية إضافية، ولا تفرض إرادتها على الآخرين، والتعاون لا يستهدف طرفا ثالثا، كما أنها لا تطلب من بلدان جزر المحيط الهادئ أبدا التحيز”.
وأكد تشاو لي جيان أن “الصين مستعدة للعمل مع دول من بينها نيوزيلندا لإجراء المزيد من البرامج الثلاثية أو متعددة الأطراف، والاستفادة من نقاط القوة الخاصة بها وتشكيل قوة مشتركة للمساعدة في تعزيز تنمية بلدان جزر المحيط الهادئ”.
كما لفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إلى تطور العلاقات بين الصين ونيوزيلندا، وأن البلدان يحتفلان بالذكرى الـ50 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية في عام 2022.
وكانت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، أكدت في خطابها، أمس الخميس، في معهد لوي، أن بلادها تسعى للحفاظ على “سياستها الخارجية المستقلة بشكل حقيقي” في هذا العالم الذي وصفته بـ”الفوضوي”.
وتابعت أنه “حتى لو أصبحت الصين أقوى في السعي وراء مصالحها الخاصة، فإنه يتعين علينا التعاون معها في سبيل تحقيق المصالح المشتركة”.