كشف المستور.. المقاومة في مواجهة التخاذل

لم يكن يدور بخلد المقاومة أن يصل خذلان الدّول العربية إلى هذا الحد من السّوء والانحطاط حتى عند أشدّ المتشائمين. خذلان لم يقتصر على عجزهم في إغاثة الملهوف كما كان يفعل أهل الجاهلية قبل الإسلام. خذلان وصل إلى درجة محاسبة ومعاقبة من يدعو لنصرة المقاومة. خذلان وصل إلى حدّ الوقوف بجانب صفّ الأعداء ودعمه بكافّة أنواع الدّعم وبلا حدود.

خذلان وصل إلى درجة التآمر على المقاومة، ومطالبة الكيان النّازي بالقضاء عليها. خذلان بلغ من البجاحة والوقاحة وسوء الأدب بتسمية الشّهداء قتلى، وتحميل المقاومة مسؤولية اقتراف المجازر بحق اليهود. خذلان وصل إلى توظيف أبواق متصهينة بهدف تشويه سمعة المقاومة والنّيل منها وتبرير وحشية ونازية الأعداء.

ما أسوأ خذلان وظلم ذوي القربى على النفس، وكما قال الشاعر طرفة بن العبد:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة                       على المرء من وقع الحسام المهنّد.

لا أدري كيف ستكون نفسية ابن غزّة تجاه دول وقفت مؤازرة ومساندة للكيان الصّهيوني؟ لا أدري كيف ستكون نفسية ابن غزّة تجاه دول تتبنّى الخلاعة والعهر في وقت لا يجد الغزي طعامًا ولا ماء ولا دواء ولا مأوى؟، كيف ستكون نفسية الغزي تجاه أمّة تتلوا في كتابها المقدس: «إنّما المؤمنون إخوة»؟، ولا يلمس أيّ أثر عملي لمدلول هذه الآية يتناسب مع حجم الكارثة التي حلت بهم.

كيف ستكون نفسية الغزي تجاه أمّة تؤمن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه”؟، وقد تم خذلانهم وعدم نصرتهم والدفاع عنهم.

أيها القوم أخشى ما أخشاه أن يسألنا ربّنا يوم القيامة عن خذلاننا عن عجزنا عن تقصيرنا عن تمييع مفهوم النّصرة ليتوافق مع ضعفنا، مع الوهن الذي أصابنا ولا نجد إجابة تعذرنا أمام الله.

في الختام، أسأل الله العلي القدير أن ينصر أهلنا في غزّة وأن يغنيهم عمن سواه ويثبّتهم ويجعل دماءهم الطّاهرة الزّكية بمثابة البلسم الشّافي لعلاج مرض أمّة ما زالت تعيش في وهن ودعة، فعسى أن توقظ هذه الدّماء الزّكية الأمّة من سباتها وتعيدها لرشدها لتعود أمّة واحدة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى.

عبد الله المَشوخي - أكاديمي فلسطيني

عبد الله المَشوخي - أكاديمي فلسطيني

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
مسنّو الجزائر في يومهم العالمي.. كنز الخبرة وخزان التجارب صواريخ إيران تهزّ الكيان.. "إسرائيل" تحت الأرض اجتماع وزاري حاسم.. الجزائر ونيجيريا والنيجر يحدّدون مستقبل الطاقة الإفريقية الجزائر وموزمبيق.. علاقات تتجاوز المصالح إلى القيّم والمبادئ صرخات مغربية في وديان الصمت.. من يوقظ أخنوش من غفوته الحكومية؟ بلعريبي: نعمل على تقييم السكنات وتوزيع وحدات سكنية جديدة احتفالا بالذكرى الـ 70 للثورة الرئيس تبون يتلقى مكالمة من الغزواني لبحث العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي إيران تقصف الأراضي الفلسطينية المحتلة مولوجي تشرف على تدشين المعهد الوطني العالي للسينما لتعزيز التعاون الثنائي.. العرباوي يستقبل وفدًا نيجريا برئاسة وزير البترول الاتحاد العام للعمال الجزائريين يُعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني شرفة يعطي إشارة انطلاق حملة الحرث والبذر بسطيف إنطلاق التسجيلات الخاصة بقرعة الحج الخميس المقبل تخفيضات جديدة على اشتراكات الترامواي في الجزائر ووهران شنقريحة في زيارة عمل إلى إيطاليا بسكرة.. وفاة شخص وإصابة 8 آخرين في حادث مرور أمطار رعدية عبر 8 ولايات هذه استراتيجية الجزائر لتأمين غذائها في ظل التقلبات العالمية.. من الحقول إلى الموائد مقارنةً بحماس.. ما الذي يجعل حزب الله هدفاً ممكنا للاستخبارات الإسرائيلية؟ على الصعيد الدولي.. الجزائر تعزّز شراكاتها الاستراتيجية