الكورسيكيون يطالبون بالاستقلال عن فرنسا..من هو صاحب الرأس الأسود على علم “جزيرة بونابرت”؟

أطلق الكورسيكيون العنان لغضبهم مجدداً، على مدار الأسبوع الماضي، في جزيرة كورسيكا “الفرنسية”، رافعين علمهم المثير للجدل، ومطالبين بالاستقلال عن العاصمة باريس.

وطالب متظاهرون ملثمون بسقوط الجمهورية، ووصفوا الدولة الفرنسية بـ«السفاحة»، كما أطل علم الجزيرة الأبيض، المرسوم عليه رأس أسود معصوب الجبين، ليعبر من خلاله نحو 7 آلاف “قومي” عن غضبهم، بعد هجوم نزيلٍ في سجن «آرل» الفرنسي على المناضل الانفصالي إيفان كولونا، وهو قومي كورسيكي مُدان باغتيال حاكم كورسيكا عام 1998، قبل أن يدخل في غيبوبة.

وجزيرة كورسيكا عبارة عن مزيجٍ من القمم الصخرية والسهول الساحلية والغابات الكثيفة.. تقع جنوب شرق فرنسا، إلى الغرب من شواطئ إيطاليا، كما أنها قريبة من الساحل الشمالي لتونس.

تعددت الروايات التاريخية بشأن صاحب الرأس ويدعوه البعض «رأس مور»، نسبة إلى قديس نوبي مصري يدعى «موريتسيو». لكن المؤكد هو أنه وُضع على العلم ليرمز إلى رأس شخص -على الأرجح- عربي، جاء من الشطر الجنوبي للبحر المتوسط، فقطعوا رأسه ونكلوا برؤوس من معه، ثم اتخذوا من الرأس بعد سنوات أيقونةً على العلم، ليكون رمزاً للحرية والدفاع عن الأرض، بالنسبة لهم.

لكن استمرار الرمز حتى الآن، يثير حساسيات على الجانب الآخر، لا سيما بالنظر إلى التاريخ الاستعماري لفرنسا، فضلاً عن أن الجزيرة نفسها هي مسقط رأس قائد الحملات العسكرية الفرنسية نابليون بونابرت. كما تعرف الجزيرة بأنها معقل للأفكار القومية المتطرفة، ودائماً ما تصوت لصالح اليمينيين في الانتخابات الفرنسية.

كذلك سُلطت الأضواء قبل سنوات على كورسيكا، كمركزٍ للعنصرية، وهي مقصد للسياحة الشاطئية على ضفاف المتوسط، عندما منع عمدة المقاطعة الفرنسية عام 2016 ارتداء زي السباحة «الشرعي» الذي يغطي كامل الجسد، والمعروف بـ«البوركيني»، عقب شجار شهير بين أسرة عربية وبعض قاطني الجزيرة، استخدمت خلاله آنذاك الفؤوس والحراب.

وتتمتع مقاطعة كورسيكا بوضعية إدارية استثنائية، وبقانون خاص صدر عام 1991 يمنحها سلطة ذاتية.. ويقوم اقتصادها على السياحة، فيما يتحدث شعبها بلغة محلية أقرب إلى الإيطالية منها إلى الفرنسية. وعكست الفوضى والانفلات الأمني بالجزيرة الأيام الماضية حجم الغضب الشعبي تجاه الإليزيه، ومدى رغبة أبنائها في الانفصال عن فرنسا.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن المتظاهرين حمّلوا فرنسا، المنشغلة بالانتخابات الرئاسية وبالصراع الروسي-الأوكراني، مسؤولية الاعتداء على مناضلهم إيفان كولونا، لذا سارعت الحكومة إلى احتواء غضب الشارع، وسط مطالب بفتح نقاش سياسي جديد و«الاعتراف بأن في كورسيكا مسألة عالقة»، الأمر الذي يبدو أن الحكومة استجابت له بإعلان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، الإثنين، التوجه إلى كورسيكا لاحقاً هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع المسؤولين المحليين المنتخبين، قائلاً: «لا بد من استعادة الهدوء على الفور”.

أمين بوشايب

أمين بوشايب

صحفي بموقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
توقيع اتفاقيات بين "سكيلس سنتر" والمؤسسات الجزائرية لدعم التحول الرقمي أمن الشلف يضع حداً لشبكة دولية لتهريب مهاجرين عبر البحر أمن بشار يفكك شبكة إجرامية ويضبط 22.56 كيلوغرامًا من المخدرات هذا هو رابط المنصة الجديدة لأساتذة التعليم العالي للحصول على شهادة تدريس عبر الخط سفيان شايب: "الجزائر تضع أبناء الجالية ضمن أولوياتها لتنمية الاقتصاد الوطني" القرض الشعبي الجزائري..نمو ملحوظ في الصيرفة الإسلامية نحو إطلاق 12 مشروعًا رقميًا لحماية التراث الثقافي وحدات حرس السواحل تنفذ عملية إجلاء إنساني لـ 03 بحارين من جنسية بريطانية مزيان يدعو إلى تعزيز مهنية الإعلام لمواجهة حملات التضليل ضد الجزائر رداً على الاستفزازات الفرنسية.. حركة النهضة تدعو إلى رفع التجميد عن قانون تعميم استعمال اللغة العربية بداري يُشرف على توقيع 21 اتفاقية توأمة بين جامعات ومراكز بحثية وزارة الصناعة تُوقّع على مذكرة تفاهم مع شركة رائدة في صناعة السيارات لمناقشة ملفات هامة.. وزير الخارجية التركي في زيارة رسمية إلى الجزائر حرب الظل تبلغ ذروتها في روما.. تسريبات ولقاءات خفية تعيد ترتيب أوراق النووي الإيراني الخارجية الفلسطينية تُحذّر من مُخطّط خطير يستهدف الأقصى شنقريحة يُنصّب القائد الجديد للدرك الوطني أيام إعلامية حول الشمول المالي عبر ولايات الوطن قارّة الشرور.. كيف أنتجت أوروبا كل طغاة القرن العشرين؟ إصابة 12 شخصاً في انقلاب حافلة بالجزائر العاصمة جولة جديدة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن