قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إنه سيتم فتح مشاورات بشأن مقترحات التي قدمها وزير الخارجية الكويتي لدى زيارته بيروت تهدف لتخفيف حدة التوتر الدبلوماسي مع دول الخليج العربية.
وتأتي الزيارة التي جرى تنسيقها مع دول الخليج في إطار جهود إعادة الثقة بين بيروت والدول الخليجية بينما يواجه هذا البلد أزمة مالية غير مسبوقة.
في خضم زيارة وزير الخارجية الكويت إلى بيروت التي تعد الأولى لمسؤول خليجي منذ أزمة تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي، أفادت الرئاسة اللبنانية، أن الرئيس ميشال عون أكد حرص بلاده على المحافظة على “أفضل العلاقات” مع الدول العربية.
وأضاف عون أن مقترحات وزير الخارجية الكويتي لإعادة بناء الثقة مع دول الخليج ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها.
تأتي هذه التصريحات بعد تأكيد وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح الأحد أنه قدم إلى السلطات اللبنانية قائمة بإجراءات مقترحة يتعين اتخاذها لتخفيف حدة التوتر الدبلوماسي مع دول الخليج العربية.
وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة “رويترز”، إن المقترحات التي قدمها وزير الخارجية الكويتي إلى لبنان، تركز على اتفاقية الطائف، وتطبيق قرارات مجلس الأمن، والالتزام بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في موعدها.
كما تشمل مقترحات الوزير الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وفقا للمصادر ذاتها، تشديد الضوابط على الصادرات إلى الخليج ومنع تهريب المخدرات والتعاون بين أجهزة الأمن اللبنانية والخليجية.
وقد سلم المقترحات إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والرئيس ميشال عون، خلال زيارة هي الأولى لمسؤول خليجي كبير إلى لبنان منذ نشوب التوتر الدبلوماسي في العام الماضي.
وفاقمت الأزمة الانهيار الاقتصادي في لبنان الذي يواجه أزمة مالية قال البنك الدولي إنها من الأسوأ في العالم في التاريخ الحديث.
وتفيد تقديرات بأن أكثر من 300 ألف لبناني يعيشون في دول الخليج ويشكّلون شريانا حيويا لبلادهم.
وقال الشيخ أحمد للصحافيين الأحد عقب لقائه الرئيس عون، إن قائمة “أفكار ومقترحات قُدّمت بالأمس، وذكرتها اليوم إلى فخامة الرئيس”. وأضاف “ننتظر منهم إن شاء الله الرد عليها” رافضا الخوض في مزيد من تفاصيل المقترحات.
ولفت الشيخ أحمد إلى أن وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب سيزور الكويت نهاية الشهر الجاري، مشيرا إلى أن الرئيس ميقاتي دُعي أيضا لزيارة الكويت من دون أن يُحدد موعدا لهذه الزيارة.
وأوضح الوزير أنه “ثمة رغبة لدى الجميع ليكون لبنان مستقرا وآمنا، مؤكدا أن تحقيق ذلك سيتم من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية والعربية”، وفقا لـ “كونا”.
وحول تسمية سفير جديد للكويت، قال الصباح: “لم نرشح أحدا لمنصب السفير في لبنان، وهذا الأمر يخضع لقوانين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفقا اتفاقية فيينا، ويجري بشكل طبيعي”.
وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين السعودية ولبنان على خلفية تصريحات لوزير الإعلام حينها جورج قرداحي، سجلت قبل توليه مهامه وتم بثها بعد ذلك، قال فيها إن “الحوثيين” المدعومين من إيران في اليمن “يدافعون عن أنفسهم” في وجه “اعتداء خارجي” من السعودية والإمارات.
واستدعت السعودية بشكل مفاجئ سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقررت وقف كل الواردات اللبنانية إليها.
وتضامنا مع الرياض، اتّخذت البحرين والكويت خطوة مماثلة، وسحبت الإمارات دبلوماسييها وقررت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان.
وقررت السلطات الكويتية لاحقا “التشدد” في منح تأشيرات للبنانيين.
وقدم قرداحي استقالته الشهر الماضي في مسعى لاحتواء الأزمة، وقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس والرياض اتفقتا على الانخراط بشكل كامل في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع لبنان.