يلتَقِي طُلاّب جامعيون في الجزائر أسبوعيًا، في ورشات عمل قاموا بتأسيسها تحتَ مسمى “نعم بالتركية!”، للتدرب على تحدث التركية وتحسين مهاراتهم اللّغوية عبر مجموعة من الألعاب والأنشطة المختلفة.
وضِمْنَ الأنشطة التي يجري تنظيمها في الفصول الدراسية والكافتيريات والمراكز الثقافية تحت شعار “لست وحدك”، تَعْقِدُ يسرى بلقاسم وكوثر فراح، الخريجتان من قسم اللّغة التركية في “جامعة الجزائر 2″، لِقاءات مع طلاب يدّرسون اللغة التركية لتطوير مهاراتهم اللغوية.
وقالت كوثر فراح مؤسسة المشروع، إن فكرة إنشاء ورشة عمل باللغة التركية جاءت استجابة لحاجة الطُلاب إلى مكان للتّدرب وتحسين مهاراتهم اللغوية.
وأضافت أن ورشات العمل حملت اسم “نعم بالتركية!” لسهولة هذه الكلمة وإمكانية تذكرها، مشيرة إلى أن الطلاب كانوا في البداية يذاكرون دروسهم في الكافتيريات، إلا أنهم بدأوا تنظيم لقاءات في فصول المدارس وقاعات الاجتماعات في بعض المراكز الثقافية.
زهرة اللّغة..
وعن أسباب استخدام شعار “لست وحدك” في مشروع ورشات العمل، قالت فراح: “لأن بعض أصدقائنا تعلّموا التركية بمفردهم، حيث لم يكن هناك الكثير من الناطقين بها في الجزائر لممارسة اللغة معهم، لذلك جاء الشِعار لدعم جميع الطلاب الساعين لتعلم اللغة التركية وممارستها بشكل عملي”.
وأضافت: “نلتقي ونتدّرب معًا ونتبادل الخبرات لتطوير مهاراتنا اللغوية من خلال التعاون المشترك”.
من جانبها، أوضحت بلقاسم وهي إحدى روّاد الورشة، أنّهم استخدموا زهرة الأقحوان رمزًا لورشات العمل، وأن الجزء الأصفر من الزهرة يرمز إلى اللغة التركية، فيما ترمز الأوراق البيضاء إلى الطلاب الملتفين حول الجزء الأصفر.
وقالت: “عندما كنا أطفالًا اعتدنا أن نقول: يحبني.. لا يحبني أثناء قطفنا أوراق الأقحوان، من أجل الحصول في النهاية على الجزء الأصفر في منتصف الزهرة”.
وتابعت: “هنا أيضًا تمثل الأوراق البيضاء أولئك الراغبين في تعلم التركية، والجزء الأصفر في المنتصف يمثل اللغة التركية ونحن نجتمع في الواقع حولها”.
طُلاّب أتراك..
وأشارت بلقاسم إلى وجود مدرسين وطلاب أتراك جاءوا إلى الجزائر ضمن برنامج لتبادل الطلاب يساهمون في دعم دروس الممارسة العملية للّغة التركية.
وقالت: “شكّلنا صداقات وثيقة مع مدرسين وطلاب أتراك أتوا إلى الجزائر عبر برنامج تبادل الطلاب وكنا نلتقي معهم ونتحدث إليهم وننظم جولات في البلاد برفقتهم ولا زالوا يدعمون ورشاتنا رغم رجوعهم لتركيا”.
وأضافت بلقاسم: “في ورشة عمل عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، شاركت صديقتنا أمينة أوغورلو وهي محاضرة في جامعة جلال بايار التركية، في أعمال الورشة وقدمت مساهمة مميزة من أجل تطوير المهارات العملية للطلاب”.
وذكرت بلقاسم أن أسلوب الدّروس التقليدية في الفصول يخلق أجواء مملة للطلاب، لذلك يغتنمون ورشات العمل بتنظيم مجموعة من الأنشطة والألعاب التي تساهم في حفظ الكلمات التركية وتضفي جوا من المتعة على أعمال ورشات العمل.
وأوضحت أنّ العديد من الطلاب في مدن مختلفة بالجزائر يشاركون في ورشات العمل بواسطة تطبيقات مكالمات الفيديو.
وأضافت: “يسمع الجزائريون اللغة التركية عادة في المسلسلات ويحبونها ويبدؤون في تعلمها، وتَحمَّس الطلاب كثيرًا لفكرة الورشات وشاركوا في دعمها وإيجاد أماكن مناسبة لعقد اللّقاءات الهادفة لتطوير المهارات اللغوية”.