صدر مؤخرا عن وزارة الثقافة الفلسطينية، كتاب بعنوان “حسن مصطفى: تجربة حياة”، للكاتب الفلسطيني “عزيز محمود العصا”.
ويقع الكتاب الجديد في (129) صفحة من القطع المتوسط، ويحمل غلافه الأخير كلمة شاملة للدكتور عاطف أبو سيف وزير الثقافة الفلسطيني، يؤكد فيها على دور قطاعه في ترويج الثقافة وإيجاد المناخ المناسب لتنويع أشكال الإبداع الأدبي، كما أنها – الوزارة – تستهدف جميع المواطنين في إطار التعدّدية الفكرية، من منطلق المحافظة على الهوية الثقافية والوطنية للشعب الفلسطيني.
وقدّمت لهذا الكتاب، ابنة “حسن مصطفى”، الباحثة “نادية” بعنوان “بتير التاريخية منشأ القائد”، في إشارة إلى مسقط رأس الراحل حسن مصطفى ومكان نشأته حتى وفاته سنة 1961م.
واستعرض الكتاب، مولد الراحل حسن مصطفى، إبّان الحرب العالمية الأولى، في 25/15/1914، وطفولته بين يديّ والده “مصطفى حسن” الذي شكّل حاضنة للثورة الفلسطينية في ثلاثيينات وأربعينيات القرن العشرين.
وأما حسن، فقد تعلّم في مدارس فلسطين، وأكمل دراسته الجامعيّة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، قبل أن يستقرّ في قريته “بتّير”، ويسهم بجدارة في المشهد الثقافي الفلسطيني، من خلال: المقالات في مختلف المجالات، وترأسه تحرير مجلة القافلة.
وفي ذلك كله، جمع حسن مصطفى، كما رآه الكاتب عزيز محمود العصا، من خلال التمعّن في آثاره الأدبية والفكرية، بين ميزتيْن، هما: “أنه كاتب القرية التي لم يغادرها، وقوة الصياغة بلسان نقديّ لاذع”.
واستعرض العصا شخصية الراحل حسن مصطفى، متكئًا على عديد من الأمثلة وعشرات الصور التوثيقية، والوقائع والتسجيلات المختلفة، التي تُجمع على أن “حسن مصطفى” تمتّع بعديد من السمات والخصائص، منها: كاتب مقال، نحّات الكلمة ولاذع النكتة، شجاع في مخاطبة المسؤولين، يوظّف تأثيره لخدمة بلده، تعاونيّ ويشكّل أنموذجًا يحتذى به، إلى جانب انتصاره للمرأة وحطّم قيودها وأطلق حريتها.
ولم يتوقف العصا عند ذلك، وإنما ضمّن كتابه السّيَريّ – الغيري هذا ومضات حسن مصطفى التي أضاءت ظلمة المكان والزمان، وتحت عنوان “ذكرى وذاكرة” استعرض (15) دراسة تمت حول هذه الشخصية الوطنية – التعاونية التاريخية.
وينتهي الكتاب بملحق خاص كتبه ابن بتّير المربّي “أ. عليَّان عبد الفتاح عوينة” كشاهد على إنجازات حسن مصطفى في بتّير.
ومن باب الوفاء، يبدع الكاتب العصا في وصف “حسن مصطفى” بالقول: “إنه الحضن الدافئ لمنكوبي شعبه الذين غادروا قراهم ومدنهم تحت وابل القوة المفرطة، من قبل من جاء ليمحو الشعب والحضارة والتاريخ”، في إشارة إلى دوره رحمه الله في رعاية المنكوبين إبّان النكبة (1947-1949)، وفي تثبيت أهالي بلدته “بتّير” في بيوتهم واستعادة من غادرها في أجواء من الخوف والرعب!