أوصى رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، رونين بار، حكومة بلاده بالسعي لإنهاء العملية العسكرية في غزة قبل حدوث “أخطاء يمكن أن تورطها في عملية أوسع لا تريدها”، بحسب وسائل إعلام عبرية.
الأيام نيوز-وكالات
وقال موقع “واللا” العبري إن “بار” قدّم هذه التوصية خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) مساء السبت.
وأضاف الموقع في تقريره الأحد، نقلا عن وزيرين شاركا في الاجتماع، إن “بار” قال إنه “يجب بذل الجهود لإنهاء العملية في غزة قبل حدوث أخطاء، من شأنها أن تورط إسرائيل في عملية أوسع لا تريدها”.
ونقل الموقع عن بار قوله: “العملية حققت أهدافا أكثر مما حددناه، وسيكون لها تأثير في ساحات أخرى أيضا، بما في ذلك هدف استراتيجي مخطط له، يتمثل في فصل (حركة المقاومة الإسلامية) حماس، عن الجهاد الإسلامي”.
وبحسب المصدر ذاته، فقد أيّد غالبية المشاركين في الاجتماع، توصية رئيس “الشاباك”.
وأضاف الموقع: “صرح مسؤولون إسرائيليون كبار أن الجميع بشكل عام يعتقدون أنه من الضروري إنهاء العملية، إلا أن الظروف لم تنضج بعد لذلك”.
من ناحية أخرى، دعا نيستان هوروفيتس، رئيس حزب “ميرتس” اليساري، والذي يشغل منصب وزير الصحة إلى إنهاء “العملية العسكرية” في غزة.
وأضاف: “حاولنا منع عملية إطلاق واحدة (لصواريخ من قطاع غزة) وحصلنا على 400 عملية إطلاق”، وفق ذات المصدر.
ومضى مستدركا: “بأيدينا أعدنا أنفسنا إلى الوضع الذي كان من قبل، الآن علينا أن نتوقف”.
ويتبنى حزب ميرتس الذي يحتل 6 مقاعد من أصل 120 في البرلمان الحالي، مواقف تؤيد الانفصال عن الفلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفق مبدأ “حل الدولتين”.
من جانبها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن اجتماع “الكابينت”، السبت، خَلُص إلى أن “العملية في غزة حققت معظم أهدافها، وأن على “إسرائيل” أن تسعى جاهدة من أجل إنهائها بسرعة”.
وأضافت نقلا عن مصادر قالت إنها حضرت الاجتماع: “+إسرائيل+ تود أن تنتهي العملية في غضون ساعات، لكنها تفترض أنها ستستمر لعدة أيام أخرى، على أمل ألا تطول”.
وقال أحد المصادر للصحيفة: “لا أحد يعرف حقا متى ستنتهي”.
ولليوم الثالث على التوالي، يُواصل الجيش الإسرائيلي شن عدوانه على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها الجمعة، ضد أهداف قال إنها تتبع لحركة الجهاد الإسلامي.
وأسفرت هذه الغارات، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، عن “استشهاد” 29 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و4 سيدات، وإصابة 253 آخرين بجراح مختلفة.
في المقابل، كشفت مصادر فلسطينية الأحد، أنّ “حركة الجهاد الإسلامي اتخذت قراراً بعدم التعاطي مع أيّ جهود وساطة إلا بعد الثأر من العدوان والاغتيالات الإسرائيلية”.
ووفق قناة الميادين ، أكّد الناطق باسم الجــهــاد الإســلامي، طارق سلمي، الأحد، أنّ صواريخ المــقـــاومــة هي جزءٌ بسيط من الثمن الذي سيدفعه الاحتلال بعد اغتياله القيادي تيســيـــر الجــعـــبري وإمعانه في جرائمه.
وأضاف سلمي أنّه “لا تهدئة والكلمة للميدان وذاهبون للجم الاحتلال لأبعد مدى، وصواريخ المــقـــاومــة هي جزء بسيط من الثمن الذي سيدفعه الاحتلال بعد اغتياله القيادي تيســيـــر الجــعـــبري وإمعانه في جرائمه”.
ونعت حركة الجهاد الإسلامي، الشهداء الذين ارتقوا في عدوان استهدف منطقة سكنية في مخيم يبنا بمدينة رفح، وعلى رأسهم القائد المجاهد الشهيد خالد سعيد منصور “أبو الراغب” عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس.
غزة تشيّع شهداءها
شيّع المئات من المواطنين، الأحد، جثامين 15 فلسطينيا، قضوا في غارات شنّتها مقاتلات حربية إسرائيلية على مناطق مختلفة، شمالي وجنوبي قطاع غزة.
وأدّى المشيّعون صلاة الجنازة على سبعة جثامين، في مسجد “العودة”، شمالي القطاع، قبل مواراتهم الثرى في مقبرة “بيت لاهيا”.
وأما في جنوبي قطاع غزة، فقد أدى المشيّعون صلاة الجنازة في مسجد “بدر”، قبل مواراتهم الثرى في مقبرة رفح.
وقال محمد أبو طه، وهو أحد شهود العيان على قصف إسرائيلي استهدف مخيم الشعوت، بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة: “أثناء صلاة العشاء، استهدفت طائرة حربية بأربعة صواريخ، منزلا مكونا من ٥ طوابق، ودمّرته تدميرا كامل”.
وأضاف أبو طه لوكالة الأناضول خلال مشاركته في تشييع الجنازة: “إن قصف المنزل جاء دون سابق إنذار، حيث تم تدميره على رؤوس ساكنيه”.
واستهدفت هذه الغارة، اغتيال خالد منصور، القيادي البارز في سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، وتسببت بمقتل 8 أشخاص بينهم منصور.
وكان الاحتلال الإسرائيلي بدأ عدواناً على قطاع غزّة الجمعة. أعلنت “سرايا القدس”، في إثره، ارتقاء تيسير الجعبري شهيداً، وهو قائد عسكري في شمالي قطاع غزة.
وبدأت “سرايا القدس” عملية رد على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، عبر إطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.