في رحلة البحث عن حلول لأزمة الطاقة، قبل أن يُعلن الشتّاء برده وثلوجه وأجواءه القاسية على أوروبا، قامت العديد من الدّول الأوروبية بإرسال طلبات إلى تركيا من أجل توريد مواقد التدفئة.
كتبت الصحيفة التركية “يني شفق”: “بسبب أزمة الطاقة، تتلقّى تركيا طلبات توريد مواقد التدفئة من أوروبا”. وأكّد للصحيفة، مٌستثمرٌ في صناعة مواقد التدفئة في أولوس (أنقرة)، يُدعى “غوهان أيبار”، بأنّ “الطلبات القادمة من أوروبا، على مواقد التدفئة، قد ارتفعت خلال الأشهر الأربعة الماضية”.
أضاف “أيبار” مُوضّحا: “على الرغم من أنه كان لدينا في العام الماضي ستّة طلبات لبيع مُنتجنا في الخارج، إلا أننا لبيّنا حتى سبتمبر من هذا العام، أكثر من مائة طلب إلى أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، تلقينا هذا الأسبوع وحده 125 طلبا للشحن إلى إيطاليا”.
وحول سبب الطلبات الأوروبية على موقد التدفئة التركي، قال “غوهان أيبار”، مُتحّدثا عن زبائنه الأوروبيين “يقولون إنهم يشترون مواقد التدفئة، لأنهم لا يستطيعون تحمُّل تكلفة استخدام الغاز الطبيعي”.
وأشار “أيبار” إلى أن الاهتمام بمواقد التدفئة التي تُصَنّع في مناطق “أدرنة” و”كيركلاريلي”، قد ازداد أيضا، بسبب أولئك الذين يأتون من أوروبا، في زيارات سياحة أو تسوّق من تركيا.
كما أوردت الصحيفة التركية “يني شفق” رأي مواطن تركي يعيش في هولندا يُدعى “أورهان التيبارماك”، حول قدرة المواطن على تحمّل تكاليف التدفئة، فقال: “في الشتاء الماضي، كانت فاتورة الغاز الأخيرة الخاصة بي 157 يورو. في هولندا، تساعد الدولة أولئك الذين لا يعملون، لكن ليس هناك أدنى دعم للذين يعملون”. وأضاف “أورهان” بأن العديد من الأشخاص في هولندا بدأوا في تجربة طرق تدفئة مختلفة، مثل المواقد والسخانات الكهربائية.
يُذكر بأن صحيفة “غلوبال تايمز” كتبت، منذ أيّام، بأن الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر من أزمة الطاقة في أوروبا، والتي يمكن أن تتفاقم بسبب تعليق إمدادات الغاز عبر “السيل الشمالي-1”. وتوقّعت الصحيفة، بأنّه في وسط المخاوف بشأن وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أجل غير مُسمَّى، سيضطر الاتحاد الأوروبي إلى زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال من مصادر بديلة، تحسُّباً لفصل الشتاء المقبل. وأشارت إلى أن التحوُّل في الطلب الأوروبي من خط الأنابيب الروسي إلى الغاز الطبيعي المُسال، دفع إلى زيادة الطلبات على ناقلات الغاز، ووصولها إلى عدد قياسي هذا العام.