أعلنت وزارتا الخارجية السعودية والكويتية، اليوم، إعادة سفيريهما وليد البخاري وعبد العال القناعي إلى بيروت، عقب ما يزيد على خمسة أشهر من سحبهما منها.
وقالت الخارجية السعودية، في بيان، إنها “تعلن عن عودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية لبنان الشقيقة”.
ووضعت الرياض قراراها ـ حسب البيان ـ في إطار الاستجابة لـ”نداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيداً لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمسّ المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي”.
وأكدت الخارجية “أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي متمثلةً بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية، وأن يعمّ لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبها بالاستقرار والأمان في وطنه”.
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، “عودة سفيرها لدى جمهورية لبنان الشقيقة»، واضعةً عودته في إطار «التجاوب اللبناني مع المبادرة الكويتية الخليجية”.
وكانت السعودية قد استدعت البخاري في تشرين الأول الفائت، عقب الأزمة التي افتعلتها، بذريعة موقف أطلقه وزير الإعلام السابق جورج قرداحي، من الحرب على اليمن، في الفترة التي سبقت تشكيل الحكومة.
ورغم استقالة قرداحي في كانون الأول الفائت، وما تلاه من اتصال بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بوساطة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن المملكة لم تعد سفيرها حتّى اليوم.
وفي بداية العام الجاري، بدأت الكويت مبادرة لحلّ الأزمة بين لبنان ودول خليجية على رأسها السعودية.
وبالتزامن، بالغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي في محاولات استرضاء السعودية، من خلال توعدهما معارضين لأنظمة خليجية يتواجدون على الأراضي اللبنانية وتوجيههما القوى الأمنية لملاحقتهم وترحيلهم، بتهمة التعبير عن آرائهم ونشر انتهاكات حقوق الإنسان في بلدانهم.
وطرأ الشهر الفائت تطور لافت، تمثّل بترحيب وزارة الخارجية السعودية ببيان كان قد أصدره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكد فيه التزام حكومته بـ”اتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي”.
وتتزامن عودة البخاري إلى لبنان مع الاستحقاق الانتخابي الذي يتحضّر لبنان لإجرائه في 15 أيار المقبل.
وتترقب القوى السياسية، تحديداً تلك التي تدور في فلك المملكة، إذا ما كان السفير العائد سيحمل معه حقائب الدعم المالي للوائحهم، التي يخوضون الانتخابات بها، تحت عنوان مواجهة حزب الله.