وقّع المئات من الموظفين الفيدراليين رسالة مفتوحة تدعو الرئيس جو بايدن إلى ضرورة “مطالبة الكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار بشكل عاجل”، ووقف العدوان من خلال إطلاق سراح الرهائن وتقديم المساعدات الإنسانية. وتعد هذه المرة الثانية التي يبدي فيها الموظفون الفديراليون تعاطفهم مع المدنيين الفلسطينيين، حيث قام من قبل موظفون بمكاتب العديد من أعضاء الكونغرس الأمريكي بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى الكابيتول، للمطالبة بوقف إطلاق النار، ووضع حد للجرائم التي يرتكبها جيش الكيان الإسرائيلي في حق المدنيين الفلسطينيين.
ووقّع أكثر من 400 موظف في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على رسالة مفتوحة تطالبه بالسعي إلى وقف إطلاق النار في الحرب بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية ممثلة في حركة حماس، والتي أودت بحياة آلاف المدنيين، حتى الآن.
بدأت الرسالة، التي أفادت بأن الموقعين يمثلون خلفيات وأديان مختلفة ويعملون في أكثر من 30 إدارة ووكالة فدرالية، كالآتي:”نحن نمثّل تحالفا من المعيّنين السياسيين والموظفين المدنيين في إدارة بايدن هاريس، المختصين في مجالات السياسة الداخلية والخارجية، ويعملون في الوكالات الفيدرالية والإدارات والوكالات المستقلة والبيت الأبيض..إننا ندعو الرئيس بايدن إلى المطالبة بشكل عاجل بوقف إطلاق النار، والدعوة إلى وقف تصعيد العدوان الحالي من خلال ضمان الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين تعسفيا، واستعادة خدمات المياه والوقود والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية الكافية إلى قطاع غزة”.
وقال اثنان من موظفي الإدارة الذين قادوا جهود توقيع الرسالة لشبكة “آن بي سي نيوز” الأمريكية إنه، منذ توزيعها لأول مرة قبل حوالي أسبوعين، حصلت على توقيعات موظفي الإدارة رفيعي المستوى والأقل منهم الذين يعملون عبر الحكومة الفيدرالية وفي بلدان أجنبية متعددة، ومن بينهم موظفون في وزارات التجارة والدفاع والداخلية والأمن الداخلي والمكتب التنفيذي للرئيس، ووكالات حكومية أخرى.
الموقعون على الرسالة لم يكشفوا هويتهم خوفا من التّبعات
وطلب الموظفان عدم الكشف عن هويتهما خوفا من الانتقام بسبب التحدث علنا ضد موقف الإدارة، كما كشفا أن الأشخاص الذين وقعوا على الرسالة ظلوا مجهولين أيضا خوفا على أمنهم الوظيفي وسلامتهم الشخصية، وتشكل الرسالة إضافة إلى الدعوات المتزايدة لدفع إدارة بايدن للمطالبة بوقف إطلاق النار، وإعادة تقييم تعاملها مع الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي.
وقال أحد الموقعين على الرسالة، وهو عضو هيئة إدارية لشبكة “آن بي سي نيوز”: “كل يوم، تذهب للعمل في هذه الإدارة، ثم ستنظر إلى هاتفك، وترى المعاناة التي تشعر أنك تسببها. .. الكثير من الناس أصبحوا لا يشعرون بالراحة في الصمت، لا تستطيع أن تشعر بالراحة والرضا عن النفس كونك شريكا فيما يحدث بطريقة ما”.
ومنذ أن بدأت الحرب بعد هجوم الـ 7 أكتوبر الذي نفذته كتائب القسام، التابعة لحركة حماس الفلسطينية، وما تبعه من رد إسرائيلي همجي، أُعلن عن العديد من الجهود من داخل الحكومة الأمريكية للضغط على الكيان الإسرائيلي من أجل وقف العدوان، بما في ذلك رسائل من مئات من موظفي حملة الرئيس جو بايدن السابقين (رئاسيات 2020)، وأعضاء الكونغرس المسلمين واليهود، كما حث موظفو الكونغرس الأمريكي، أعضاءه على دعم وقف إطلاق النار، ونظم عمال مكاتبهم وقفة احتجاية طالبوا من خلالها بوضع حد لإزهاق أرواح المدنيين الفلسطينيين.
ومن بين الموقعين على الرسالة موظفين لديهم العديد من أفراد عائلاتهم وأصدقائهم في قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال أحدهم لشبكة “آن بي سي نيوز”: “إن أحبائنا في خطر وشيك، وكل يوم يستيقظون ولا يعرفون ما سيحدث، إنه جحيم مطلق”. وقال الموظفون الذين تحدث إليهم المصدر، “إنه بناء على ما اختبروه شخصيا وسمعوه من زملائهم في البيت الأبيض، وعبر العديد من الوكالات الحكومية، فهم يعتقدون أن هناك نقصا في التوجيه حول الطريقة التي من المفترض أن يتحدث بها الموظفون عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
وقال آخر: “عقدت بعض الوكالات اجتماعات محددة حول هذا الأمر… وفي بعض الأماكن كان مجرد الحديث عن هذا الأمر محظورا تماما.. لقد سمعت أن الموظفين من جميع المستويات أعربوا عن شعورهم بنقص التوجيه حول كيفية التحدث عن هذا الأمر، وكيفية إدارة الأشخاص الذين يعانون بسبب ذلك”، وأضاف الموظف: “يشعر الكثير من الناس بالوحدة والإحباط”، وأشار المتحدثون إلى الانفصال الحاصل بين ما يصدر عن المستويات العليا في الإدارة الأمريكية وما يشعر به الموظفون، وقال أحد الموظفين لـ “آن بي سي نيوز”: “الكثير منا معينون سياسيا يخدمون وفقا لرغبة الرئيس، والكثير منا جاء من حملته الانتخابية. . لذلك هناك شعور بعدم الارتياح لعدم توافق ما نقوم به مع ما نشعر به.”
هذا، ووقّع أكثر من 50 موظفا في اللجنة الوطنية الديمقراطية، التي تتولى جهود جمع التبرعات لحملة الرئيس جو بايدن، المترشح لعهدة ثانية في انتخابات 2024، رسالة مفتوحة هذا الشهر يحثون فيها قيادتهم على مطالبة بايدن بالسعي إلى وقف إطلاق النار مع تصاعد الأحداث في قطاع غزة.
وتأتي الدعوات المختلفة ومتعددة المصادر لحث الرئيس جو بايدن على وقف إطلاق النار، وسط انتقادات داخلية وخارجية لرد فعله الذي خلف امتعاضا شديدا وسط العرب والمسلمين الأمريكيين، الذين أظهرت استطلاعات الرأي أن بايدن لن يكون مرشحهم المفضل في الرئاسيات المقبلة في الـ 5 نوفمبر 2024.