لهذا السبب.. الكيان الصهيوني مُجبر على تقديم تنازلات لفائدة لبنان

على خلفية تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني، في بيانه الأخير بخصوص إمكانية التوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية بين سلطة الاحتلال ولبنان، قال المحلل السياسي الاستراتيجي الجنرال عاموس يدلين، والذي شغل في السابق منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية (آمان) إنه يتوجّب على «إسرائيل» تقديم تنازلات في عدد من النقاط حتى تتجنّب مواجهات مسلحة من جانب تنظيم حزب الله اللبناني.

وزعم «يدلين» خلال مقابلة إذاعية أجراها معه «راديو 103 اف ام» الصهيوني، أن الكيان يبدي اللين فيما يخص ترسيم الحدود البحرية لأنه يرغب في أن يكون الجيران (الخصوم) غير عالقين في وضع ليس لديهم فيه ما يخسرون، فالكيان لا يريد غزة في لبنان، على حد تعبيره.

وتابع «يدلين» مشيرًا إلى أن الدور البارز الذي يؤديه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في هذه القضية يدل على حقيقة سيطرته على ما يحدث في لبنان سياسيا وعسكريا، وسيكون من المعقول أن يدفع اللبنانيين والإسرائيليين إلى مكان لا يريده الطرفان، حسب قوله.

وكان نصر الله قد أكد خلال كلمته السبت الماضي، أن الحقل خط أحمر، قائلا: “أعتقد أن لدى الإسرائيليين والأمريكيين وغيرهم، المعطيات الكافية حول جدية المقاومة وأنها لا تمزح في الأمر”، وأضاف حسن نصر الله: “عيوننا كلها على حقل كاريش، وصواريخنا كذلك”، مؤكدا “أعطينا فرصة حقيقية للمفاوضات من أجل إخراج لبنان من الفوضى الاقتصادية”.

وخلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكين»، بحضور الوسيط الأمريكي «آموس هوكشتاين»، في نيويورك، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إنه تم “عرض مجمل الملفات، وجرى التشديد بشكل خاص على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية، وتمنينا دعم لبنان من كل من هو قادر على ذلك”.

وأضاف: “تطرقنا إلى المواضيع المتعلقة بالنازحين السوريين والاتفاق مع صندوق النقد الدولي والكهرباء، وبشكل خاص الملف التربوي”، مؤكدا أن “ملف ترسيم الحدود البحرية (مع سلطة الاحتلال) يشهد تقدما كبيرا”.

وكانت إذاعة جيش الاحتلال قد نقلت عن سفير الكيان الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ قوله: “هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية مع لبنان، لكن هذا غير مؤكد، ولن أستبعد احتمال التصعيد، فـ(إسرائيل) تريد اتفاقا لكنها لن تغير موقفها في ظل تهديدات نصر الله بالعنف، لن نوافق على التفاوض تحت تهديد السلاح” .

يذكر أن  رئيس الأركان أفيف كوخافي يتوجه إلى فرنسا الأسبوع المقبل لعقد اجتماعات عمل مع نظيره الفرنسي ومستشار الرئيس ماكرون للأمن القومي، وستركز الاجتماعات على اتفاقية الحدود البحرية مع لبنان وحقل «كاريش» وحزب الله، إلى جانب قضايا أخرى تتعلق بإيران والاتفاق النووي.

وكانت وزارة الطاقة في حكومة سلطة الاحتلال قد أعلنت، في تحدٍّ صارخ لكلمة الأمين العم للحزب، أنها تستعد لإجراء فحوص على حقل الغاز البحري المتنازع عليه مع لبنان، قبل ربطه بشبكة الغاز الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها منحت رخصة تشغيل الحقل إلى شركة إينيرجيان ومقرها لندن.

ويأتي إعلان الوزارة الصهيونية، بعد أقل من 10 أيام على تأكيد «إينيرجيان» أن المشروع الرئيسي لكاريش في طريقه لبدء الإنتاج في غضون أسابيع قليلة.

وفي السياق العسكري، كشفت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال في حالة تأهّب عسكري، بعد التهديدات التي أطلقها حزب الله اللبناني.

وكان رئيس هيئة الأركان الصهيونية افيف كوخافي، قد زعم في تصريحات سابقة أن لبنان ينتهك القوانين الدولية، مشددا على التحديات التي يواجهها جيش الاحتلال وحجم أنشطته غير العادية.

وقال المسؤول العسكري الصهيوني: “الأنشطة العسكرية في الساحة الشمالية هي مثال لتفعيل القوة العسكرية التي تسمح بتشكيل الساحة وتتيح لـ(إسرائيل)؛ تحقيق أهدافها، بينما دولة لبنان وأيضا حزب الله سيتحمّلون النتائج في حال تضررت الاحتلال”.

وكان مستشار الأمن القومي الصهيوني إيال هولاتا قد أكد، خلال مؤتمر في جامعة ريتشمان في هرتسليا على أن التهديدات لن تردع «إسرائيل» وستواصل تحقيق مصالحها في مجال الطاقة وتفعيل كاريش، والوفاء بالعقود المهمة التي وقّعتها، بما فيها مع مصر والاتحاد الأوروبي.

وتوسّطت الولايات المتحدة في الخلاف الذي تصاعد مطلع يونيو/جوان مع استقدام إينيرجيان سفينة لاستخراج الغاز من الحقل، وتحدّث المفاوض الأمريكي آموس هوكستين عن تقدم في المفاوضات، لكنه قال إن التوصل إلى اتفاق “لا يزال يتطلب مزيدا من العمل”.

محمود محمد - القاهرة

محمود محمد - القاهرة

اقرأ أيضا