قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن الحكومة الأمريكية قرّرت تعليق المساعدات الغذائية الموجّهة إلى إثيوبيا بعد أن كشف تحقيق ـ قادته الوكالة وحصلت صحيفة «واشنطن بوست» على وثائق بشأنه ـ مخطّطا واسع النطاق رسمه عناصر داخل الحكومة الإثيوبية ويهدف إلى سرقة التبرعات.
استنادا للتحقيق الذي أجرته الوكالة، وشاركت ملخّصا عنه مع صحيفة واشنطن بوست، قام مسؤولون إثيوبيون بتحويل المساعدات الموجّهة إلى الفقراء، لإطعام عناصر في الجيش وقدماء المحاربين، وكذا بيعها في الأسواق المفتوحة لفائدة أصحاب المطاحن الذين أعادوا بدورهم تصدير الدقيق.
وفي خطوة ستؤثر ـ حتما ـ على ملايين الإثيوبيين الذين يُعتبرون من أفقر شعوب العالم، قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في بيان لصحيفة واشنطن بوست “بعد مراجعة على مستوى الحكومة، قرّرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بالتنسيق مع حكومة إثيوبيا، أن حملة واسعة النطاق ومنسّقة تعمل على تحويل المساعدات الغذائية” مضيفة “لا يمكننا المضي قدما في توزيع المساعدات الغذائية حتى يتم تطبيق الإصلاحات”.
ورغم أن الوثائق والمقابلات التي أجرتها الصحيفة، كشفت تفاصيل المخطّط الذي استهدف المساعدات المقدمة للموعوزين، إلا أن المتحدّث باسم الحكومة والمتحدّثة باسم رئيس الوزراء، وكذا اللجنة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث الإثيوبية، قد تجاهلت الردّ على طلبات التعليق حول الموضوع.
وجاء في وثيقة أعدّتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للمانحين وشاركتها مع صحيفة واشنطن بوست: إن “المراقبة المكثفة تشير إلى أن هذا التحويل للمساعدات الغذائية الممولة من المانحين هو مخطّط منسق وإجرامي، ما حال دون وصول المساعدات الموجّهة إلى إنقاذ حياة الفئات الأكثر ضعفاً”، كما أضافت الوثيقة “يبدو أن المخطط تمّ تنسيقه من قبل كيانات في الحكومة الإثيوبية، بحيث تستفيد الوحدات العسكرية في جميع أنحاء البلاد من المساعدات الإنسانية”.
ويأتي تعليق تقديم المساعدات الإنسانية من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي تكافح فيه ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، من أجل إطعام حوالي 20 مليون مواطن (حوالي سدس إجمالي السكان) في أعقاب الحرب الأهلية والجفاف والتضخم المتفشي في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تُعدّ أكثر دولة تقدّم المساعدات الغذائية إلى إثيوبيا، وذلك من خلال برنامجين، أحدهما تديره مجموعات الإغاثة والآخر تديره الأمم المتحدة، كما تأتي إثيوبيا في مرتبة متقدّمة ضمن قائمة الدول التي تُحظى بمساعدات مالية وعسكرية أمريكية. واستنادا إلى مقال نشره مؤخرا مجلس العلاقات الخارجية The Council on Foreign Relations ـ وهو مركز بحث أمريكي مستقل ـ فقد استفادت إثيوبيا من مساعدات عسكرية ومالية وإنسانية بقيمة 1.2 مليار دولار عام 2020.