بينما يحتفل حزب التجمع اليمني للإصلاح، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي منفاه البعيد وبجانب مُموّليه وداعميه، باستعادة مجد زائف، وبحث عن كرسي رئاسة ظل يلهث خلفه مُنذُ 32 عاما وهو عمر انطلاقته الأولى، فإن حكومة صنعاء “ٲنصار الله” تعزف نشيد تواجدها في الساحة، ينطلق منتسبوها في مواكب العرض العسكري ذي الخطوة الواحدة، والصوت الذي زمجر في ميدان السبعين في عرض عسكري يعدّه كثيرون الأكبر منذ انطلاق شرارة الحرب على اليمن في مارس2015م.
21 ٲلفا من مُخْتَلِف الوحدات العسكرية المنضويّة تحت لواء وزارة الداخلية التابعة لصنعاء شكّلوا لوحة عرض أمني ودفاعي عنوانها: الفخر والصمود والثبات، ورسالتها: معادلة الترهيب والترغيب، الترغيب لمن يُريد أن يكون من حراس المجد “العيون الساهرة”، والترهيب للطرف الآخر الذي فكّر وقدّر فخاب كيف قدّر.
المِنصةُ ورمزيتها
مطلع يناير/جانفي من العام 2016م، تم استهداف منصّة السبعين بعديد الغارات من قبل طيران تحالف الحرب على اليمن ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وتضّرر جزء من جامع الصالح الذي يقف خلف المنصة وهو ما اعتبره ناشطون إفلاسا، كون المنصة مفتوحة لكل المواطنين باعتبارها منشأة مدنية.
وفي سياق تجهيز وإقامة حكومة صنعاء لعديد الفعاليات الدينية والوطنية والعسكرية، تم ترميم جزء كبير من المنصة، وهو ما لاحظه المتابعون للعرض العسكري الذي نظّمته وزارة الداخلية وتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بشكل واسع كشيء لافت لا يُمكن تجاوزه.
صورةٌ مربكة
في هذا السياق يتحدث الرائد/ صلاح القاضي أحد منتسبي وزارة الداخلية لـ “الأيام نيوز”، “نحن اليوم أمام مرحلة جديدة لبناء وطن خرج من تحت ركام الحرب صانعا قوة عسكرية بعدّته وعتاده، وما زخر به ميدان السبعين اليوم في حفل ضمّ مختلف الوحدات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، ليس إلا عبارة عن النسيج الحامي للوطن داخليا، أما تلك القوات التي تحرس اليمن من ثغوره الممتدة بطول جغرافية اليمن فالعدد لا شك أضعاف ما رأيناه وترونه عبر شاشة التلفزة”.
ويضيف، “لقد وصلت رسالة القيادة والشعب اليوم لكل الدول المتحالفة والصامتة إزاء ما يحدث لليمنين منذ أكثر من سبع سنوات، لذا ما بعد الهدنة ليس كما قبلها وها هي القيادة العسكرية بصنعاء تكشف عن أنياب قوتها بكل تحدٍ وثقة”.
من جهة أخرى يشير الصحفي مازن الأديمي في حديثه لـ “الأيام نيوز”، إلى دلالة العروض العسكرية التي تقيمها صنعاء في الفترة الأخيرة قائلا:” يبدو أن الهدنة التي شهدناها ليست سوى لتكثيف جهود الطرفين في التحشيد والتعبئة، وإن كانت صنعاء هي الوحيدة لحد الأن التي ترجّح كفّتها، من حيث بروز قوّتها العسكرية وعدد مقاتليها، إلا أنه وبكل الحالات ستظهر قوات الطرف الآخر وهذا ما يعني مرحلة جديدة من الحرب في اليمن، فيما بعد الهدنة وهذا ما لا يتمناه اليمنيون الذين ظنّوا بالهدنة خيرا”.
وبحسب متابعين فإن العرض العسكري الذي أقيم بصنعاء يعبّر عن حالة استقرار تعيشه المحافظات اليمنية التي لا تخضع لسيطرة قوى خارجية، كما هو الحاصل في المحافظات الجنوبية التي تشهد حالات احتراب بين الفصائل التابعة لتحالف الحرب على اليمن.
أرقام وإنجازات
حسب تقارير صادرة عن الداخلية اليمنية بصنعاء، فقد تمكّنت الوزارة خلال 7 أعوام مضت من ضرب أوكار القاعدة وداعش، التي حاولت استهداف الأسواق والمدارس والمستشفيات والأماكن العامة والطرقات والمؤسسات الخدمية ومراكز الشرطة بالمفخخات والعبوات الناسفة.
وتؤكد التقارير أن مجمل الإنجازات الأمنية منذ بداية الحرب، بلغ 200 ألف و353 إنجازا، منها كشف وإحباط 347 مخططا لتحالف الحرب على اليمن.
ومنذ بداية الحرب تم تفكيك 2700 عبوة ناسفة كانت قد زرعتها العناصر المعادية لاستهداف أمن الوطن وحياة المواطنين، إضافة لضبط 148 ألفا و770 جريمة جنائية مختلفة، وبنسبة ضبط بلغت 94%.
ونفّذ رجال الأمن منذ بداية الحرب 16 ألفا و36 عملية ضبط واستعادة مسروقات وتسليمها لأصحابها، كما ضبطت وزارة الداخلية 565 خلية منظّمة، بالإضافة إلى 11 ألفا و396 عمليات ضبط لجرائم تهريب وترويج للمخدرات.
وأحبطت وزارة الداخلية اليمنية 317 عملية تهريب آثار، وتم ضبط المتهمين فيها، كما تم ضبط 54 مخالفة بناء في المناطق الأثرية.
وضبطت الوزارة ألفين و921 مخالفة جمركية، ونفّذت أكثر من 11 ألفا و914 مهمة لتأمين فعاليات رسمية وشعبية.
واستقبل مركز الشكاوى والبلاغات منذ التأسيس، 31 ألفا و16 شكوى، تم إنجاز 29 ألفا و358 شكوى من هذه الشكاوى، وخلصت تحركات المركز إلى الإفراج عن ألفين و552 شخصا في ألفين و552 شكوى، وتم تعويض أكثر من 471 شخصا أبرزها استعادة أراضي ومنازل.
كما تم إحالة 10 آلاف و34 شكوى للجهات القضائية وألف و132 شكوى لجهات حكومية أخرى. هذا واتخذت قيادة وزارة الداخلية وجهاز المفتش العام، إجراءات قانونية في ألفين و585 شكوى ضد المخالفين من منتسبي وزارة الداخلية.
ردودُ ٲفعال
لم يمض يوم كامل على العرض العسكري التابع لوزارة الداخلية الذي ٲُقيم بميدان السبعين حتى توالت ردود الٲفعال المضادة، إذ سَخِرت منه عديد الوسائل الإعلامية التي كرّست برامجها المختلفة، مستضيفة ناشطين وٳعلاميين وعسكريين للحديث عن تلك القوة، التي وصفتها بالشعبوية الخارجة تحت ضغط الحاجة الحياتية، والممارسة القمعيّة، واستغلال الحاجة.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي من جهتهم وصفوا هذا العرض – وبعيدا عن حقيقة عدد القوات ـ بأنه رسالة تحدي واضحة، وتجهيز للصفوف لما بعد الهدنة التي تم تمديدها وما زال الحديث عن تمديد ثالث تسوّق له الأمم المتحدة.