نحن واقعون، شئنا أم أبينا، وسط مجموعة من الكذّابين والمهرّجين وقتلة الأطفال الذين يكذبون حتّى وهم نيام، يبيعون للنّاس الوهم وهم يتنكّرون بملابس المهرّجين.
جوقة الكذّابين التي ترابط منذ سبعة أشهر في “تل أبيب” وواشنطن من أجل إكمال مؤامرة الإبادة والتّشريد ضدّ الشّعب الفلسطيني في غزّة، وتنفيذ مشاريعهم الاستعمارية الجشعة في غزّة وبحرها.
آخر أكاذيب هذه الجوقة الجبانة، حملة وفخ التّضليل الذي تمارسه آلة الدّعاية الإسرائيلية والأمريكية فيما يخصّ حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزّة، التي بدأت فصلًا جديدًا في محافظة رفح مع دخولها شهرها الثّامن.
الحديث المتداول حول محدودية العملية العسكرية في مناطق شرق رفح، ما هي إلّا أكاذيب يناقضها الوقائع والحقائق على الأرض وسط قصف جوّي وبرّى وبحري طال كافّة المناطق في محافظة رفح.
وتعرّضت رفح منذ بداية هذه الحرب الوحشية، للقتل والتّدمير الممنهج أسوة بباقي مناطق القطاع، وسجّلت عشرات الآلاف من الشّهداء والإصابات، إضافة إلى تدمير آلاف البيوت والوحدات السّكنية كليًّا أو جزئيًا.
ومنذ إعلان جيش الاحتلال اجتياح شرق رفح، ارتقى قرابة 100 شهيد وأصيب المئات، فضلًا عن تدمير عشرات البيوت، فيما طال القصف المدفعي بشكل عشوائي، مدارس ومساجد، وأبراج سكنية وسط وغرب المحافظة في الوقت الذي يدّعي العدو أنّ عملياته تتركّز في شرقها. وتسبّبت عمليات القصف المتواصل على مدار السّاعة، بنزوح الآلاف من الأسر الفلسطينية إلى وسط وغرب المحافظة، التي يسكنها قرابة مليون ونصف المليون فلسطيني.
كلّ ذلك يتمّ على مرأى من العالم، وعلى تماس مباشر مع النّظام الرّسمي العربي الذي يبدو وكأنّه يتوافق مع هذه الحرب في السّر، فالعالم يرى سيطرة العدو على معبر رفح وإغلاقه وتوقّف المساعدات وإمدادات الوقود، وإغلاق باقي المعابر بهدف تجويع المدنيين الفلسطينيين وإلحاق أكبر ضرر وخسائر بهم.
ومنذ سبعة أشهر والاحتلال يستخدم سلاح التّجويع والقتل البطيء ضدّ الفلسطينيين ضمن سياسة العقاب الجماعي لإجبار السكّان على الخضوع والنّزوح، وتبدو تصريحات الإدارة الأمريكية مخادعة ومضلّلة. لكنّ الشّيء المؤكّد هو أنّ تصريحات هذه الإدارة تؤكّد أنّها متورّطة بشكلٍ مباشر في الحرب على غزّة وفي إدارة العمليات الميدانية مع الكيان، فالكل يعرف تمامًا أنّها تستطيع إنهاء الحرب بإشارة من أصبعها وبدقائق معدودة.
أمّا الانتقادات الأمريكية الأخيرة للكيان الصّهيوني، وقرارها بتعليق إرسال شحنة قنابل هي مجرّد إجراءات شكلية لن توقف العدوان أو حرب الإبادة المستمرّة، كما أنّها مجرّد رسائل تخذير للرّأي العام الأمريكي الغاضب على سياسة الإدارة الأمريكية ودعمها اللّامحدود للكيان. وتبدو هذه الانتقادات ضمن تبادل الأدوار ولعبة الخدع والتّضليل التي يمارسها المهرّجون والسّحرة في “تل أبيب” والبيت الأبيض.