“كيف يمكن أن يتراجع سانتشيث” عنوان مقال للباحث الأكاديميّ محمّد البشير لحسن، لخّص فيه أبرز تداعيات “الإنحراف الخطير” لرئيس الحكومة الإسبانيّة حيال القضيّة الصّحروايّة.
تتواصل ردود الأفعال على خروج رئيس الحكومة الإسبانية عن الشرعية الدولية وحياد بلاده الذي طبع سياستها الخارجية وموقفها من احتلال الصحراء الغربية.
يقول الباحث الأكاديميّ محمّد البشير لحسن، إنّ “هناك ورقتان للضغط يمكن أن تدفعا رئيس الحكومة الإسبانيّة للتراجع عن دعم مقترح المغرب لحل قضية الصحراء الغربية”.
ويبرز أنّ “الأول داخلي؛ وهي في يد حزب بوديموس اليساري، الشريك في الحكومة، وبدونه ستجد نفسها بدون دعم ويضطر سانتشيث لتنظيم انتخابات مبكرة”.
ويضيف البشير أنّ “مواقف حزب بوديموس وجميع وزرائه في الحكومة إلى الآن رافضة بشكل قطعي هذا التغيير، وما يخشاه سانتشيث حقيقة هو انتخابات في هذا الوقت، حيث تراجعت شعبيته على الصعيد الأوروبي (حسب الاستطلاع الشهري الذي يجريه مركز الدراسات الاجتماعية الإسباني CIS).
وبحسب الباحث المتخصّص في الشّؤون الإسبانيّة، فـإنّه “في حال سحب حزب بوديموس دعمه للحكومة، فذلك يعني أن سانتشيث سيتراجع عن الموقف الجديد، لأن وزيرة العمل الحالية ونائبة رئيس الحكومة هي أشد منافسيه وتجاوزته في الشعبية حسب آخر استطلاع رأي نظمه CIS وهو مركز حكومي إسباني مرموق، إذ حصلت الوزيرة يولاندا دياث، على أعلى تقييم من طرف الإسبان بمعدل 5.23 نقطة بصفتها السياسية الأكثر شعبية بين الإسبان، بينما حصل سانتشيث على 4.79 نقطة فقط”.
ووفق المقال التّحليليّ للباحث فإنّ “ما يهم سانتشيث هو البقاء في الحكم، وإذا شعر بخطر على التحالف الحكومي الذي يضمن له ذلك، فإنه سيتراجع، وإذا رفض وتم تنظيم انتخابات فمن المرجح أن يخسرها لأن شعبيته في الحضيض مقارنة بمنافسته يولاندا دياث والتي ستستغل هذا الملف كموضوع حرج في الحملة الانتخابية، ويكفي التذكير هنا أن قضية الشعب الصحراوي لها إجماع في اليمين واليسار والوسط وكل ألوان الطيف السياسي الإسباني”.
وضمن تعمّقه في تشريح الموقف الإسباني الجديد والمفاجئ، يتطرّق البشير إلى العامل الثّاني الّذي سيؤثّر في مسار الموقف الإسباني على العموم، وهو “خارجي ويتعلق بالجزائر” بحسبه.
ويوضح البشير أنّ “سانتشيث سيحاول تقديم بلاده أمام الأوروبيين كبوابة للغاز الطبيعي القادم من الجزائر، لكن هذه الورقة لن يتمكن من تسويقها بعد الآن”. ويرجّح المتحدّث “أن تختار الجزائر إيطاليا، حيث يربط البلدان أنبوب لنقل الغاز الطبيعي عبر تونس”.
ويعلقّ على ذلك بالقول إنّ “تجريد إسبانيا منها يعني خسارة كبيرة لسانتشيث أمام شركائه الأوروبيين إذ يحاول منذ فترة تقديم نفسه كصاحب الحل السحري للاستغناء عن الغاز الروسي”.
ويكشف البشير أنّ قرارالجزائر استدعاء سفيرها لدى مدريد، هو “مؤشر على جدية الموضوع وخطورته، والأكيد أن سانتشيث لا يريد أزمة الآن مع أهم مزودي بلاده بالغاز (49%)، مقابل لا شيء سيحصل عليه من المغرب”.