اكتسبت «الياسين 105»، وهي قذيفة مضادة للدروع صنّعتها المقاومة الفلسطينية محليا شهرة واسعة عبر العالم، بعد أن نجحت في تدمير نحو 24 آلية عسكرية، بينها دبابة «ميركافا» التي توصف بـ”فخر الصناعة الصهيونية”. وقد استخدم المقاومون، «الياسين 105» في عملية «طوفان الأقصى»، التي أطلقوها على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر 2023.
ويقول خبراء السلاح إن «الياسين 105» أصلها روسي لكن مهندسي المقاومة أضافوا إليها لمسة فلسطينية، بعدما كانت لكن المدرعات تنجح في تفجرها، طورها المقاومون حتى صارت تدمر دبابة «الميركافا» رمز الصناعة الحربية الصهيونية. ونشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) لقطات تصور لحظة تدمير مقاتليها لدبابات ومدرعات صهيونية باستخدام قذائف «الياسين 105» الخارقة للدروع.
أطلقت كتائب القسام على هذه القذيفة اسم «الياسين 105» تيمنا باسم الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس سنة 1987، الذي اعتقلته سلطة الاحتلال يوم 18 ماي 1989 مع مئات من أعضاء الحركة، وأفرجت عنه في الأول من أكتوبر 1997، واغتالته في 22 مارس 2004.
«الياسين 105» قذيفة «آر بي جي» محمولة على الكتف مضادة للدروع، صنعتها كتائب القسام في قطاع غزة عبر تطوير قذيفة «تاندوم 85» الروسية، التي استخدمتها المقاومة لأول مرة في معركة «الفرقان» في جانفي 2009، وقد استهدفت المقاومة بهذه القذيفة -التي ظهرت أيضا في كثير من العروض العسكرية لكتائب القسام- ناقلة جند صهيونية شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة ودمرتها بشكل كامل، أما في معركة «العصف المأكول» في جويلية 2014، استخدمت المقاومة طرازا روسيا مطورا من قذيفة «تاندوم 85» وأثبت فعاليته، إذ فجرت به 9 دبابات صهيونية.
وفي فيفري 2017 أعلنت القسام أنها طورت نسخة محلية من قذيفة «تاندوم 85» وسمتها قذيفة «الياسين 105″، وقالت إنها أضافت إليها تحسينات طورت بها دقتها وفعاليتها ضد الدبابات والمركبات المدرعة عموما، وأضافت الكتائب في فيلم وثائقي عن الشهيد محمد القوقا، أحد قادتها الميدانيين الذين اغتالهم الاحتلال، أن قذيفة «بانتوم 85» أثبتت فعاليتها في حرب 2014 وألحقت خسائر فادحة بالجيش الصهيوني، وقال القيادي في الكتائب رائد سعد في شهادة في الفيلم نفسه إن الشهيد القوقا كان له دور مهم في تطوير هذه القذيفة إلى نسخة «الياسين 105».
وأعلنت كتائب القسام عن استخدام قذيفة «الياسين 105» لأول مرة في حرب «طوفان الأقصى»، وكشف عن ذلك الناطق باسمها أبو عبيدة في خطاب له يوم السبت 28 أكتوبر 2023، وقد تم إسقاط هذه القذيفة في بداية المعركة على دبابة من الجو بواسطة طائرة مسيرة، كما استهدف بها المقاومون دبابات الاحتلال من مسافات قريبة في عدة مناطق بقطاع غزة.
تتكون قذيفة الياسين من رأس تدميرية مزدوجة، تحتوي على حشوتين تنفجران عبر مرحلتين، الأولى تنفجر وتخرق الدرع الخارجي، والثانية تخترق فولاذ الدبابة وتنفجر بداخلها، ويقدر مدى قذيفة «الياسين 105» بما بين 100 و500 متر، ويكون مداها المؤثر في حدود 150 مترا، كما تبلغ سرعتها القصوى 300 متر في الثانية.
وأبرز مواصفاتها وخصائصها ما يلي:
ذات قدرة تدميرية عالية.
- تستخدم ضد الآليات المدرعة تدريعا عاليا.
- يتم إطلاقها بقاذف «آر بي جي» محمول على الكتف.
- لها رأس حربي مزدوج يحطم الدرع الخارجي للآلية وتخترقها وتدمرها من الداخل.
- عيار القذيفة: 64/105 مليمتر.
- الوزن الكلي: 4.5 كيلوغرامات.
- المدى الفعال: 100 متر.
- المدى المؤثر: 150 مترا.
- قدرة الاختراق في الحديد الصلب: 60 سنتيمترا بعد الدرع الخارجية.
ماذا عن عبوات «العمل الفدائي»؟
من جهة أخرى واجه المقاومون الدبابات الصهيونية بعبوات “العمل الفدائي” التي وصفتها تقارير عسكرية بأنها “أيقونة” عملية “طوفان الأقصى”، وهي عبارة عن عبوات محلية الصنع تُلْصَق على أشد الأماكن ضعفا في الآليات العسكرية الصهيونية، وتتطلّب تضحية كبيرة من عناصر حماس، كالاقتراب من مسافة صفر، وضمن أبرز مميّزاتها بعد المساهمة في تدمير عدة آليات صهيونية توغّلت في عدة محاور في غزة، وهذه أهم صفاتها:
- محلية الصنع بأيدي كتائب القسام.
- تتميّز بقدرة تدميرية عالية.
- تمنح مقاتلي المشاة قدرة كبيرة على المناورة والحركة.
- يتم إلصاقها على الآليات العسكرية الصهيونية وتدميرها من النقطة صفر.
- الطول: نحو 57 سم.
- قطر العبوة: 105 مم.
- الوزن الكلي: نحو 5 كيلوغرامات.
قاهرة مدرّعة “النّمر” الصهيونية!
يقول الخبير العسكري الروسي ليونيد إيفاشوف، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الجيش الصهيوني فتح تحقيقا في كيفية اختراق قذائف “الياسين” مدرعة “النمر” الصهيونية، التي تعد الأكثر تحصينا، وبعد تدمير دبابة “الميركافا” التي تتباهى بها (إسرائيل) بأنها الأكثر قوة من حيث الهيكل والتدريع بين الدبابات على الصعيد العالمي، يضيف إيفاشوف الآتي:
- صاروخ “الياسين” يتكون من حشوتين متفجرتين، الأولى تخترق الدرع المصفحة، والأخرى تخترق جسم المدرعة أو الدبابة.
- يُطلق من على الكتف وسهل التعامل به في حرب المدن.
- ينتمي إلى عائلة الـ”آر بي جي-7″، وهي تتشابه معه، وتقنياته تستخدم في العديد من القذائف الصاروخية خاصة الروسية.
- بعد إطلاقه بأمتار بسيطة يبدأ المحرك الصاروخي داخله بالعمل، ويعطي إشارة إلى أربع زعانف خارجية بالانفتاح التي تعطي بدورها المقذوف المنطلق ثباتا في رحلته نحو هدفه، كما تعطيه قدرة على التحليق بشكل أسرع.
- لا يحتاج إلى الإطلاق من مسافات بعيدة عن الهدف، فكلما ابتعدت المسافة بين الهدف والمُطلق تزداد احتمالية الخطأ، وأفضل مسافة لإطلاقها عن بعد 150 مترا عن الهدف وأقصى مسافة هي 250 مترا.
- “العمل الفدائي” هي قذيفة تُستخدم في العمليات الفدائية، وهي فعالة ضد الأهداف المدرعة والأفراد، لكنها سلاح خطير يتطلب تضحية كبيرة من المقاتل.
- تلك الأسلحة أسهمت في صمود “حماس”، ومن الممكن أن تغيّر من موازين القوة العسكرية في حرب غزة.