ما بين التوجه السياسي والهوية العرقية والدينية.. ما الذي يهم الأمريكيين خلال تلقّي الأخبار؟

كشف استطلاع رأي جديد نشره مركز “بيو للأبحاث”، أنّ أعدادا متزايدة من الأمريكيين يعتبرون معرفة الإنتماء السياسي للصحفيين الذين يعتمدون عليهم في نقل الأخبار أمرا هاما، ومن بين العديد من السمات الشخصية التي طرحها الاستطلاع أمام المستجوبين، تبيّن أنّ الانتماء العرقي سمة هامة بالنسبة إلى الأمريكيين السود، والانتماء الديني مسألة أساسية بالنسبة إلى المسيحيين البروستانت. 

يعتبر عدد متزايد من الأمريكيين أنّ معرفة التوجّه السياسي للصحفيين الذين يعتمدون عليهم في الحصول على الأخبار، أمر بالغ الأهمية مقارنة بباقي السمات الشخصية الأخرى. وحسب دراسة جديدة نشرها “Pew Research Center” أو معهد “بيو للأبحاث” – مركز أبحاث مستقل، مقره العاصمة واشنطن – قال معظم الأمريكيين إنه ليس من المهم أن تأتي الأخبار من الصحفيين الذين يشاركونهم وجهات نظرهم السياسية أو يتماثلون معهم في السن أو الجنس وغيرها من السمات، ولكن من المهم أن يشارك الصحفيون توجهاتهم السياسية مع الجمهور، أكثر من أي خاصية أخرى.

وسأل الاستطلاع الجديد، الأمريكيين عن مدى أهمية أن يتمتع الصحفيون الذين يحصلون على الأخبار منهم بست خصائص شخصية مشابهة لخصائصهم، فقال حوالي أربعة من كل عشرة أمريكيين “39℅” إنه من المهم على الأقل أن يحصلوا على الأخبار من الصحفيين الذين يشاركونهم وجهات نظرهم السياسية. وهو ما يقرب من ضعف نسبة الذين قالوا الشيء ذاته عن الحصول على الأخبار من الصحفيين الذين يشاركونهم آرائهم الدينية “22℅” أو الذين يتحدثون أو يبدون مثلهم “20℅”.

وكشفت النسب الأصغر حجما أنّ الأمريكيين يريدون الحصول على أخبار من الصحفيين الذين يشبهونهم في العمر “15℅”، أو يشاركونهم في العرق أو الأصل “14℅”، أو ينتمون إلى نفس جنسهم “10℅”.

وتختلف الآراء حول العديد من هذه الأسئلة بناء على آراء المشاركين السياسية وعمرهم وسماتهم الشخصية الأخرى، فبالنسبة إلى الانتماء السياسي، قالت حصص مماثلة من الجمهوريين والديمقراطيين إنه “من المهم إلى حد ما” على الأقل أن تأتي الأخبار من الصحفيين الذين يشاركونهم وجهات نظرهم السياسية، وقال أربعة من كل عشرة جمهوريين ومستقلين يميلون إلى الحزب الجمهوري ذلك، مقارنة بـ “41℅”من الديمقراطيين والمستقلين الذين يميلون إلى الديمقراطيين.

وعند الجمع بين الحزب والإيديولوجية، اتضح أنّ الأشخاص الذين يضعون أنفسهم على طرفي الطيف السياسي، هم أكثر احتمالا من أولئك الذين يميلون إلى الوسط للقول بأنّ التوجه السياسي للصحفيين أمر مهم.

هذا وقال ما يقرب من نصف كل من الجمهوريين المحافظين “47℅”، والديمقراطيين الليبراليين”50℅” إنه من المهم أن تأتي الأخبار من الصحفيين الذين يشاركونهم توجهاتهم السياسية، وتتبنى هذا الرأي حصص أصغر من الجمهوريين الليبراليين والمعتدلين “29℅” والديمقراطيين المحافظين والمعتدلين “33℅”.

وعند تقسيم المستجوبين وفق الفئات العمرية، اتّضح أنّ الشباب هم أكثر ميلا من الأمريكيين الأكبر سنا إلى القول بأنهم يريدون الأخبار من الصحفيين الذين هم في نفس عمرهم تقريبا، ومن بين البالغين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما، قال 23% إنّ هذا الأمر مهم إلى حد ما على الأقل، مقارنة بواحد من كل عشرة ممن تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكبر.

كما كشفت نتائج الاستطلاع أنّ البالغين الأصغر سنا هم أكثر ميلا من كبار السن إلى القول إنه من المهم أن يكون الصحفيون الذين يحصلون على الأخبار منهم من نفس جنسهم، ومع ذلك، فإنّ أغلبية كبيرة تقول إنّ هذا ليس مهما، حيث قال حوالي 16% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما إنه من المهم إلى حد ما على الأقل أن يشارك الصحفيون جنسهم، مقابل 6% فقط ممن تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكبر.

الانتماء العرقي سمة هامة بالنسبة إلى الأمريكيين السود

أما بالنسبة إلى الانتماء العرقي، فمن المرجح أن يقول الأمريكيون السود، أكثر من المجموعات العرقية أو الإثنية الأخرى أنه من المهم أن يحصلوا على الأخبار من الصحفيين الذين يشتركون في العديد من خصائصهم، وخاصة العرق.

وقال حوالي أربعة من كل عشرة أمريكيين سود “41℅” إنه “من المهم إلى حد ما على الأقل” أن تأتي الأخبار من الصحفيين الذين يشاركونهم عرقهم أو أصلهم العرقي، في حين قال ربع الأمريكيين من أصل إسباني، و20% من الأمريكيين الآسيويين، و5% فقط من الأمريكيين البيض الشيء ذاته.

أما بالنسبة إلى الدين، فإنّ الأمريكيين الذين يتعاطفون مع دين ما هم أكثر احتمالا من أولئك الذين لا ينتمون لأي دين، للقول بأنه “من المهم إلى حد ما” الحصول على الأخبار من الصحفيين الذين يشاركونهم وجهات نظرهم الدينية “26% مقابل 15%”.

وأوضحت نتائج الاستطلاع أنّ المسيحيين البروتستانت هم الأكثر ميلا من المسيحيين الكاثوليك للقول إنه من المهم أن يشارك الصحفيون وجهات نظرهم الدينية “30% مقابل 21%”، ولكن اللافت في مخرجات الدراسة هو ظهور اختلافات بين البروتستانت والكاثوليك، حيث ظهر أنّ البروتستانت الإنجيليون البيض “37℅” والبروتستانت السود “33℅” هم على الأرجح ضعف البروتستانت البيض غير الإنجيليين “16℅” الذين يولون أهمية كبيرة لديانة الصحفيين الذين يتلقون منهم الأخبار.

أما بالنسبة إلى الأمريكيين اليهود، فقد قال 10% فقط منهم، إنه “من المهم إلى حد ما” الحصول على الأخبار من الصحفيين الذين يشاركونهم انتماءاتهم الدينية، حسب الاستطلاع الذي حمل عنوان “عدد متزايد من الأميركيين يفضّلون أن يشاركهم الصحفيون الذين يحصلون على الأخبار منهم، توجهاتهم السياسية أكثر من أي سمة شخصية أخرى”.

سميرة بلعكري - واشنطن

سميرة بلعكري - واشنطن

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
الجنائية الدولية ترفض إلغاء أو تعليق مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت ميناء طنجة.. استقالات جماعية رفضا لنقل معدات حربية للكيان الصهيوني الصين تمنح واردات أمريكية إعفاءات من الرسوم وزير الاتصال يدعو إلى ترقية الإعلام الرياضي والابتعاد عن التهويل والتضخيم شراكة جزائرية-صينية جديدة لدعم الابتكار في الطاقات المتجددة انطلاق التسجيلات الأولية لتلاميذ السنة أولى ابتدائي عبر المنصة الرقمية سفارة السعودية بالجزائر تحذّر أسعار النفط تتجه لتكبد خسائر أسبوعية رئيس الجمهورية يعاين صرحًا رياضيًا جديدًا خلال زيارته لبشار وزارة الثقافة..إنجاز مركز طبي اجتماعي للفنانين الجزائر توقع اتفاقية شراكة مع مدرسة براغ العالمية للسينما الجزائر توقّع عقدين لتصدير منتجات غذائية نحو السوق السعودية بقيمة 5 ملايين دولار سنويًا رفع التجميد عن مشاريع الصحة وتكوين سنوي لـ 1050 طبيباً في هذه التخصصات رزيق يستقبل مسؤولاً أوروبياً لبحث آفاق الشراكة الاستراتيجية توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات وشركة "سيال" إيداع 4 أشخاص الحبس بتهمة المضاربة في البطاطا رسميا.. هذا موعد بيع الأضاحي المستوردة للمواطنين حماس تُحذّر من كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة الجزائر وسلوفينيا توقعان مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والعلوم عطاف يُستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي