حذّرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، من أنّ الصمت الدولي والأمريكي على عمليات الاستيطان والتهويد في القدس، سيَنْحُو للتّفريط بحل الدولتين.
وأضافت وزارة الخارجية في بيان صدر عنها، في وقت متأخّر من ليلة السبت، أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن حكومة الإحتلال الإسرائيلي تسابق الزمن لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية الاستعمارية في أرض دولة فلسطين المحتلة، في محاولة لفرض تغييرات كبرى على الواقع التاريخي والقانوني والديموغرافي القائم في الضفة الغربية المحتلة، بحيث يصعب تجاوزها في أية مفاوضات مستقبلية، بما يحقق خارطة مصالح “إسرائيل” الاستعمارية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها إغلاق الباب نهائيًا أمام أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.
وتابعت الوزارة قائلة إن هذه المشاريع الاستيطانية تستهدف المساحة الأكبر من المنطقة المصنفة “ج”، وتتركز بالأساس بالقدس الشرقية المحتلة ومحيطها، بهدف استكمال الطوق الاستيطاني الضخم الذي يفصل القدس عن محيطها الفلسطيني ، وبهدف إغراق الأحياء والبلدات المقدسية بالقدس في محيط استيطاني واسع لتصبح عبارة عن جزر لا رابط بينها، لتختفي معالم المدينة المقدسة وهويتها الحضارية من جهةٍ أخرى.
وأشارت الوزارة إلى أن آخر هذه المشاريع الاستيطانية الاحتلالية كان ما تحدث عنه الإعلام العبري بشأن قيام اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال الشروع بالدفع بمخططات لبناء 6 أحياء استيطانية جديدة بجبل المشارف في القدس المحتلة، بشكلٍ يتزامن باستمرار مع عمليات هدم وتوزيع إخطارات بالهدم لآلاف المنازل الفلسطينية في مناطق القدس المختلف.
وأدانت وزارة الخارجية الاستقواء الإسرائيلي الاستيطاني على القدس وعمليات هدم المنازل والتطهير العرقي، وعمليات القمع والتنكيل والتضييقات التي تفرضها سلطات الاحتلال على المواطنين المقدسيين الصامدين في القدس، محمّلةً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن انتهاكاتها وجرائمها في القدس ومحيطها ومحاولاتها حسم مستقبلها من جانب واحد وبالقوة، واجراءاتها وتدابيرها الاستعمارية التوسعية التي تسير باتجاهٍ واحد لتكريس الاحتلال وتهجير المواطنين الفلسطينيين واستكمال بناء نظام الفصل العنصري البغيض “الأبارتهايد” في فلسطين المحتلة.
وحذّرت الوزارة مجددًا من مخاطر هذا التغول الاستيطاني على فرصة إحياء عملية السلام على أساس مبدأ حل الدولتين، مؤكدةً أن التمسك بمبدأ حل الدولتين يجب ألا يكون موقفًا للاستهلاك الإعلامي أو التلاعب بالألفاظ أو شعارًا شكليًا لا يترافق مع خطوات عملية لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة وذات معنى، تضمن حمايته وسرعة تطبيقه على الأرض.
وطالبت الوزارة الرباعية الدولية بسرعة عقد اجتماع على المستوى الوزاري تحضيرًا لعقد مؤتمر دولي للسلام يطلق مفاوضات جادة بإشراف الرباعية وفقًا لمبدئيات السلام الدولية ومبدأي الأرض مقابل السلام، وحل الدولتين.
واختتمت الوزارة بيانها بالقول: “حتى يتم ذلك فإن المطلوب من المجتمع الدولي الضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف جميع أنشطتها ومشاريعها الاستيطانية بأرض دولة فلسطين كضمانة لحماية حل الدولتين”.