مركز “أورشليم”: الجزائر خصم شرس لـ”إسرائيل”.. وهذه تفاصيل القمة العربية المرتقبة

كشفت دراسة بحثية “إسرائيلية” صدرت حديثا، قوة الموقف الجزائري ضد “موجة التطبيع” العربي للكيان الصهيوني، حيث اعتبرت الجزائر الخصم والمعارض الشرس العنيد لـ “إسرائيل” بالمنطقة بسبب موقفها الرافض بشدة للتطبيع مع تل أبيب.

الدراسة التي نشرها “مركز أورشليم للدراسات والأبحاث” وأعدها الباحث “الإسرائيلي” يوني بن مناحيم، تحت عنوان “بين قمتين: الشرق الأوسط مستمرا في الغطس في مشاكله”، تناولت قمة العربية المقبلة في الجزائر، وتحدث في فصل منها عن الموقف الجزائري ضد التطبيع، مشيرة إلى أن هذا الموقف الصلب قد يثير خلافات داخل القمة المرتقبة خاصة مع الدول العربية التي أبرمت “اتفاق آبرهام” مع دولة الاحتلال.

ملفات القمة العربية المرتقبة

وقالت الدراسة البحثية: “إنه من بين القضايا الخلافية في العالم العربي التي ستناقش في القمة العربية المقبلة، القضية الفلسطينية ومسألة التطبيع بين “إسرائيل” والدول العربية”، موضحة أن المشكلة الفلسطينية عالقة بشكل أعمق بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسلطة الفلسطينية.

وقالت الدراسة إن الجزائر داعم كبير للفلسطينيين وخصم شرس لـ”إسرائيل”، وستكون نِدّا ومهاجما قويا للدول العربية التي وقعت مؤخرا اتفاقيات سلام وتطبيع مع “إسرائيل” (الإمارات – البحرين – السودان – المغرب) أو تلك الموجودة في بداية الطريق مثل المملكة العربية السعودية.

وأشارت الدراسة “الإسرائيلية” إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان المغرب سيشارك في القمة العربية في ظل الخلاف الطويل بينه وبين الجزائر الذي أدّى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما نهاية العام الماضي.

وأعادت الدراسة “الإسرائيلية”  نشر رسم كاريكاتوري في صحيفة سعودية وعلقت عليه قائلة: “هل حصل بايدن على ما يريده من زيارته للشرق الأوسط؟”، موضحة أن الرسم الكاريكاتوري في صحيفة “مكة” السعودية يعبر عن أن رئيس الولايات المتحدة عاد خالي الوفاض بعد قمته الأخيرة من جدة دون الحصول على زيادة ضخ النفط الذي كان يطمع فيه، مشيرة إلى أن هذا الموقف يؤكد أن الشرق الأوسط أصبح مغايرا للماضي.

ولفتت الدراسة إلى أن الشرق الأوسط شهد مؤخرًا اجتماعان مهمان، القمة الأولى كانت اجتماع القمة في جدة بالمملكة العربية السعودية، لبايدن مع قادة دول الخليج وقادة مصر والأردن والمغرب، وبعد ذلك بوقت قصير اجتماع قمة ثلاثية في طهران بين الرئيس رئيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن هذين الاجتماعين لم يغيرا شيئا في أوضاع الشرق الأوسط التي لا تزال متجذرة في مشاكلها، على حد وصفها.

وأوضحت الدراسة العبرية أن هذه اللقاءات لم تؤد إلى شيء جديد في منطقة الشرق الأوسط، فهي لم تقلل الخطر الذي تتعرض له إسرائيل ودول الخليج من الأسلحة النووية الإيرانية وصواريخها الباليستية والطائرات دون طيار، ولا تزال مشاكل سوريا والفلسطينيين والخليج قائمة، مع استمرار إيران في التحرك نحو قنبلتها النووية دون العودة إلى الاتفاقية النووي الذي وقع عام 2015.

تحالف خليجي إسرائيلي ضد إيران

وقالت الدراسة إن هناك مؤشرات مقلقة على أن دول الخليج مثل السعودية والإمارات ترفض الفكرة الأمريكية، التي بدأت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بإنشاء تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة يضم “إسرائيل” ودول الخليج ضد التهديد الإيراني، موضحة أن هذه الدول تخشى إيران بشدة وتفضل الرقص في كل الأعراس بما في ذلك فتح سفارات في طهران وتوثيق العلاقات معها.

وكشفت الدراسة “الإسرائيلية” أن المشكلتين المتفجرتين في الشرق الأوسط، هي استمرار سوريا والفلسطينيين قنبلة موقوتة تهدد بالانفجار بشكل مفاجئ، وفشل القادة الثلاثة بوتين ورئيسي وأردوغان في التوصل إلى تفاهم بشأن الوضع في سوريا، بينما دفن بايدن، المشكلة الفلسطينية أعمق في الأرض، فهو يريد الاستمرار في إدارة الصراع وليس في حل الصراع.

وزعمت الدراسة أنه لا يوجد حاليا أفق سياسي للقضية الفلسطينية وينتظر العالم العربي نتائج الانتخابات “الإسرائيلية” في بداية نوفمبر المقبل، حسب قولها.

..وشروط عودة سوريا

ولفتت الدراسة إلى أن الرئيس بايدن حاول من خلال زيارته لـ”إسرائيل” والسلطة الفلسطينية والسعودية أن ينقل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لم تتخل عن السلطة الفلسطينية لمنع الفراغ السياسي الذي قد تدخل فيه روسيا والصين.

وعن الاستعدادات للقمة العربية، قالت الدراسة “الإسرائيلية”، إن على خلفية هذه التطورات، بدأت المفاوضات في العالم العربي لعقد مؤتمر قمة في نوفمبر المقبل، وستعقد القمة في الجزائر وستكون الأولى منذ ثلاث سنوات بعد تأجيلها بسبب وباء كورونا.

وتأتي مشاركة سوريا في القمة في قلب الاتصالات بين الدول العربية، وتسعى الجزائر المُضيفة بشدة لدعوة سوريا التي طردت من جامعة الدول العربية في نوفمبر 2011 بسبب سياسة الرئيس السوري بشار الأسد، حسب الدراسة.

وتتطلب مشاركة سوريا في اجتماع القمة العربية اتفاقا واسعا، ولكن في الوقت الحالي ترفض عدة دول عربية الموافقة على إعادة دمجها في جامعة الدول العربية.

وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة ضيفا في دمشق شهر يوليو الماضي، التقى الرئيس الأسد وبحث معه الأمر، وقبل تلك الزيارة كان وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، زار الجزائر في الخامس من الشهر نفسه للمشاركة في احتفالاتها بالذكرى الستين لعيد الاستقلال.

محمود محمد - القاهرة

محمود محمد - القاهرة

اقرأ أيضا