“عندما لا تمتلك سوى المطرقة، فإنك سترى جميع الأشياء حولك مسامير”، تغريدةٌ اقتبسها المتحدث باسم الخارجية الصينية “تشاو لي جيان”، من تصريح للجنرال الأمريكي المتقاعد ويسلي كلارك. وأتبعها بعدد من التغريدات حول خُطط البنتاغون، قبل عشرين عاما، للسيطرة على سبع دول في العالم.
نشر “تشاو لي جيان” تغريدات على صفحته في تويتر، هي مقتطفات من خطاب نشره الجنرال الأمريكي المتقاعد “ويسلي كلارك” في “نادي الكومنولث” في كاليفورنيا عام 2007 بعنوان “حان وقت القيادة.. باسم الواجب والشرف والوطن”، وقال فيه “كيف أن مسؤولا في هيئة الأركان في العام 2001، كشف عن مخطط استراتيجي سرّي لوزارة الدفاع الأمريكية، لمهاجمة وتدمير سبع دول في غضون خمس سنوات”.
كُلّها دولٌ إسلامية
أوضح المتحدث باسم الخارجية الصينية أن الدول المقصودة هي: العراق وسوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وإيران. وأكّد بأن “مسؤولي البنتاغون أنفسهم، حينها، لم يدركوا المتطلبات اللازمة لتنفيذ المهّام العسكرية الملقاة على عاتقهم”.
أمريكا خطرٌ على العالم
يُذكر بأن “تشاو لي جيان” اتّهم الولايات المتحدة بأنها تُشكّل خطرا على البشرية جمعاء، وأوضح بأن أمريكا أساءت فهم عبارة “المجتمع الدولي”، من خطاب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ حول “طبيعة الحلف الدفاعية”.
الاغتيال الدموي الأمريكي
من آخر تغريدات المتحدث باسم الخارجية الصينية “تشاو لي جيان”، نشر رابط وعنوان مقال “الاغتيال الدموي: الولايات المتحدة لا تحترم أيّ حقوق إنسان أو قانون دولي” في إحدى الصحف الصينية، للكاتب “شين بينغ”. وقد اختارت “الأيام نيوز” أن تضعه بين يدي قرّاء العربية.
خلقُ الانقسامات، ورعاية المعارضات، والتحريض على الانقلابات، والتخطيط لتغيير الأنظمة، وفرض الحصار، وفرض عقوبات أحادية الجانب، وإلقاء القنابل، وشن غزو صريح. كل شيء في “فنون” التخريب المظلمة على الأراضي الأجنبية، خارج حدود الولايات المتحدة، مارسته واشنطن، وتمتلك أجهزة مُصمّمة لذلك.
العالم ينزلق في قبضة واشنطن
العالم ينزلق في قبضة أمريكا، تم توثيق سلسلة الخطايا، بشكل جيد، من قبل المؤلف الأمريكي “ويليام بلوم” في كتابه “قتل الأمل: الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية”.
ومع ذلك، فإن أكثرها قسوة ويأسًا هو الاغتيال السياسي. في فترة قصيرة من الزمن، نفذت الولايات المتحدة عددًا من التدخلات، من خلال عمليات القتل خارج نطاق القضاء أو الاختفاء القسري، بهدف صريح هو إزالة الشخصيات الأجنبية التي تُعتبر الأعداء الرئيسية لأمريكا.
وكان على رأسهم الزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو. وبحسب تحقيقات مجلس الشيوخ الأمريكي، نفذت وكالة المخابرات المركزية ثماني عمليات ضده بين عامي 1960 و1965. وقدّر إحصاءٌ آخر لرئيس جهاز المخابرات الكوبية السابق “فابيان إسكالانتي” العدد الإجمالي للمحاولات الأمريكية لاغتيال كاسترو بـ 638، ومعظمها تم تدبيرها على الأراضي الكوبية. كما تم اتهام وكالة المخابرات المركزية بالوقوف وراء الاغتيالات ضد الرئيس الدومينيكاني السابق “رافائيل تروجيلو”، وأول رئيس وزراء لجمهورية الكونغو الديمقراطية “باتريس لومومبا”، والرئيس السابق لفيتنام الجنوبية “نجو دينه ديم”، وغيرهم كثيرون.
حظر الاغتيال.. مع حظر التنفيذ
مثل مدمن يحاول علاج نفسه، بذلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة جهودًا للتخلي عن هذا السلاح الفتاك. في عام 1976، أصدر الرئيس الأمريكي السابق “جيرالد فورد” الأمر التنفيذي رقم 11905، الذي أعلن أنه “لا يجوز لأيّ موظف في حكومة الولايات المتحدة أن ينخرط في اغتيال سياسي أو يتآمر للانخراط فيه”. وقد أعاد الرئيس “جيمي كارتر” تأكيد ذلك في أمر تنفيذي آخر في عام 1978. في عام 1981، كرر الرئيس “رونالد ريغان” الحظر في الأمر التنفيذي رقم 12333.
ألدورادو كاينون.. لاغتيال معمر القذافي
في الواقع، لقد كان فقط “عفوًا!.. لقد فعلت ذلك مرة أخرى”. في 14 أبريل 1986، أمر “رونالد ريغان” بغارة عملية “ألدورادو كاينون” للقضاء على معمر القذافي في ليبيا. جعل ظهور الطائرات بدون طيار في عام 2000 مثل هذه العمليات أسهل. وكان “بيل كلينتون” أول رئيس أمريكي يحاكم “أفراد الاغتيالات السياسية”، ويُذكر أن أول نجاح، لقوة الاغتيالات، حدث خلال إدارة بوش في اليمن.
2243 غارة بدون طيار.. ترامب يتفوّق
ورث أوباما استخدام بوش المتهور للطائرات بدون طيار في عمليات القتل، وزادت العمليات عشر مرات، حيث قارب 1878 غارة بطائرات بدون طيار في سنواته الثمانية. وتفوق دونالد ترامب عليه من خلال إجراء 2243 غارة، فقط، خلال مدة عامين في رئاسته، وفقًا لمكتب الصحافة الاستقصائية، وهو مركز أبحاث مقره المملكة المتحدة. وكان آخرها اغتيال القائد الأمني والاستخباراتي الأقوى في إيران، قاسم سليماني، في 3 يناير / جانفي 2020.
ينجو المُستهدف.. الأبرياء هم الضحايا
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو حقيقة أن الهدف المعني بالاغتيال غير مستهدف على الإطلاق، حيث أنه مقابل كل شخصية جرت محاولة اغتيالها، لقي تسعة أطفال في المتوسط حتفهم، كما أوضحته المنظمة الأمريكية غير الحكومية لحقوق الإنسان “ريبريف الولايات المتحدة”. وقد كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار قتلت الآلاف في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال، بما في ذلك المئات من المارة الأبرياء، بنهاية الولاية الأولى للرئيس أوباما.
يُدينون الاغتيال ويُمارسونه.. يا لها من جرأة!
هناك جوقة عالمية تندد بالبرنامج الدموي الأمريكي. يُدين مُقرر الأمم المتحدة الخاص، المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي، ذلك باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي، من خلال أعمال تدوس على سيادة الدول الأخرى وحقوق الإنسان لشعوبها. ومع ذلك، فإن السياسيين الأمريكيين – وأيديهم تنضح بالدماء تحت الطاولة – ما زالوا يهزّون بألسنتهم بشأن “دعم النظام الدولي القائم على القواعد”. يا لها من جرأة!