معركة شمال غزة تشتعل.. هزيمة الاحتلال بالصوت والصورة

بثبات مستمر، بثّت كتائب القسام وسرايا القدس مشاهد لعمليات استهداف للآليات والمواقع العسكرية الصهيونية في قطاع غزة، بما في ذلك دبابات ميركافا وطائرة مسيّرة شمالاً، وسط معارك عنيفة تتزايد فيها خسائر الاحتلال. كما وثّقت سرايا القدس قصفها لقوات الاحتلال جنوب رفح، مؤكدةً استمرار المقاومة. وفي المقابل، شن “جيش” الاحتلال سلسلة اقتحامات في الضفة الغربية، أسفرت عن مواجهات واعتقالات وهدم منازل، ما يعكس تصاعد الإرهاب الصهيوني في الأراضي المحتلة، على الرغم من المطالب الدولية المستمرة بضرورة إنهاء الإبادة الصهيونية فورا.

 بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس الأربعاء، مشاهد من استهداف مقاتليها آليات صهيونية، وإسقاط مسيّرة استخباراتية في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد استهداف دبابتين صهيونيتين من طراز “ميركافا” بقذيفتي “الياسين 105” المضادة للدروع، وإصابتهما بصورة مباشرة.

وعرضت القسام مشاهد من استيلاء مقاتليها على طائرة مسيّرة من نوع “إيفو ماكس”، وذلك خلال ما وصفته بـ”مهمة استخباراتية لها في بيت لاهيا”. وتصف وسائل الإعلام الإسرائيلية القتال في مخيم جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع بأنه “ضار وصعب”، في حين قدرت القناة الـ13 أن العملية البرية في شمال غزة ستستمر عدة أسابيع أخرى.

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية –الأسبوع الماضي- إن الرقابة العسكرية أعلنت حتى الآن مقتل 29 جنديا في معارك شمال غزة. وكان “جيش” الاحتلال قد أعلن في السادس من أكتوبر الماضي بدء عملية عسكرية جديدة في شمال القطاع، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.

ودأبت كتائب القسام في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات “جيش” الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال، منذ بدء العملية البرية الصهيونية يوم 27 أكتوبر 2023، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال. وكذلك دأبت القسام على نصب كمائن محكمة ناجحة ضد “جيش” الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها.

ومن جانبها، عرضت سرايا القدس– الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– مقطع فيديو تضمن مشاهد قالت إنها من استهداف مقاتليها بقذائف الهاون لجنود وآليات الاحتلال الصهيوني المتمركزين عند الحدود الفلسطينية المصرية جنوب مدينة رفح في جنوبي قطاع غزة.

وظهر أحد المقاتلين في مقطع الفيديو وهو يتلو الآية الكريمة من سورة التوبة: “قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين”، ثم قال “إن الصراع بيننا وبين اليهود هو صراع الحق والباطل.. إنهم لا يقاتلوننا إلّا لديننا”، واستشهد بقوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: “ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا”.

ودعا هذا المقاتل في سرايا القدس إلى الاستمرار في مقاومة الاحتلال الصهيوني قائلا: “وإنه لجهاد نصر أو استشهاد”. وتضمنت المشاهد عملية إطلاق صواريخ الهاون باتجاه جنود وآليات الاحتلال الصهيوني جنوب مدينة رفح. وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة في استهداف قوات وآليات الاحتلال الصهيوني في مختلف مناطق القطاع. ومن جهته، يستمر “جيش” الاحتلال الصهيوني في قتل الفلسطينيين وقصف منازلهم ومدارسهم، ووفق مراسلين ميدانيين، فقد نسف الاحتلال مباني سكنية في منطقة الجنينة شرقي مدينة رفح.

الاحتلال يشن حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة

وفي مقابل هذه البطولات، شنت قوات جيش الاحتلال الصهيوني حملة اقتحامات لمناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة صباح أمس الأربعاء، مما أدى لحدوث مواجهات في بعض المناطق واشتباكات في عدة محاور بمحافظة طوباس، تخللتها اعتقالات عدد من المواطنين الفلسطينيين، كما هدمت قوات الاحتلال منزل عائلة شهيد في منطقة الخليل.

وقالت مصادر إعلامية إن قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات عسكرية إلى مخيم الفارعة في طوباس شمالي الضفة الغربية بعد اشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وجيش الاحتلال الصهيوني. وأفادت مصادر محلية بأن عددا من الدوريات الصهيونية اقتحمت برفقة جرافة مدينة طوباس، كما اقتحمت قوة أخرى برفقة جرافتين عسكريتين المخيم، في حين سمعت أصوات إطلاق نار، مضيفة أن الاحتلال دهم منزلا وحوله لثكنة عسكرية، في وقت اعتدت فيه جرافات الاحتلال على ممتلكات المواطنين في المخيم.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت فجر أمس طوباس، ثم انسحبت لتعيد اقتحامها المدينة، وأعلنت محافظة طوباس تأجيل وقت الدوام حتى الساعة الـ9 من صباح أمس، حفاظا على سلامة المواطنين، وتحويل دوام المدارس ورياض الأطفال إلكترونيا نتيجة اقتحام الاحتلال المستمر. وقالت سرايا القدس-كتيبة طوباس في بيان مقتضب لها “فجرنا عبوات ناسفة في آليات العدو بمحور السوق، ونواصل التصدي لقوات الاحتلال عند مدخل مخيم الفارعة”.

وفي رام الله اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر أمس، فتاة من قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، وشابا من بلدة سلواد شمال شرق رام الله. وأوضحت مصادر محلية أن الاحتلال اعتقل الفتاة سندس نبيل شريتح (20) عاما، وهي طالبة في جامعة القدس المفتوحة، بعد مداهمة منزل ذويها في المزرعة الغربية، في حين اعتقل الشاب براء إبراهيم سياغة (27) عاما، بعد مداهمة منزله في بلدة سلواد.

واقتحمت قوات صهيونية بلدة برقة شمال نابلس، واعتقلت الشاب باسل عبد الحكيم دغلس، بعد دهم منزل ذويه، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت فوريك (شرق نابلس)، وتمركزت في محور أبو هلال (غرب البلدة)، دون أن يبلغ عن اعتقالات. وفي قلقيلية، اعتقل الاحتلال 6 فلسطينيين بعد دهم منازلهم، وهم ناجي نزال ونجله هاني، والأسير المحرر أمجد العلا، والشاب نصر جعيدي، والشابين أمجد عوينات وعبد الرحمن عليان.

وهدمت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر أمس الأربعاء، منزل الشهيد مهند العسود في بلدة اذنا غرب الخليل. بعد أن اقتحمت البلدة بعدد كبير من الآليات العسكرية ترافقها “جرافات وبواجر”، وانتشرت في منطقة الذخرة، وهدمت بالجرافات منزل الشهيد العسود، المكون من 3 طوابق والمجهز بالكامل للسكن، وتزيد مساحته على 280 مترا مربعا، وذلك بعد محاصرته. وفرضت تلك القوات طوقا عسكريا على المنطقة، ونصبت الحواجز العسكرية ومنعت تنقل المواطنين، ودهمت عددا من المنازل القريبة واعتلت أسطح بعضها.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت الأسبوع الماضي منزل الشهيد العسود للمرة الثالثة، وسلمت ذويه قرارا بهدم المنزل، بعد أن كانت قد أخطرتهم قبل نحو 3 أسابيع بهدم المنزل، وفي مطلع شهر سبتمبر الماضي، كانت تلك القوات قد دهمت المنزل وأخذت قياساته الهندسية، وحفرت عشرات الثقوب في جدرانه تمهيدا لهدمه. واستُشهد العسود (34 عاما) في الأول من سبتمبر الماضي، بعد محاصرة قوات الاحتلال المنزل الذي كان فيه وسط مدينة الخليل، حيث أمطرته بوابل من الرصاص، وأطلقت صوبه صاروخا، واحتجزت جثمانه. والشهيد مهند العسود، هو منفذ عملية ترقوميا، في مطلع سبتمبر الماضي حيث قتل خلالها 3 من جنود الاحتلال، قبل أن يستشهد في اليوم نفسه في اشتباك بالخليل.

 

 

وحيد سيف الدين - الجزائر

وحيد سيف الدين - الجزائر

اقرأ أيضا