مع الفيلسوف “روجيه غارودي”.. الفكر الاستعماري والعقيدة الصهيونية.. علاقة لها تاريخ! (الجزء الأول)

“طالما حفظتُ في ذاكرتي هذا التّنويه الذي كان سببًا في إبعادي عن تونس عام 1945 بتهمة الدعاية ضد “فرنسا”! لقد كان مُحرمًّا التأكيد على أنّ الحضارة العربية كانت تسيطر سيطرةً كليّة على الحضارة الأوروبية حتى القرن الرابع عشر”، هكذا اختصر الفيلسوف “روجي غارودي” رفض الغرب للحضارة العربية، وعدم اعترافه بوجود حضارات عبر التاريخ البشري إلاّ الحضارة الغربيّة!

يُحدّثنا “غارودي” عن دراسة تناولت التاريخ في الكتب المدرسية لعدد من الدول الغربية، توصّلت إلى النتيجة أنّه ليس هناك تاريخ إلاّ التاريخ الغربي “مع ملاحق تتعلق بالشعوب الأخرى”. إنّها النّزعة الغربيّة التي ترى في الآخر مجرّد كائن “همجي” و”متوحّش”، بمعنى أنّ أوروبا هي المدنيّة والحضارة، وكل ما يقع خارجها هو الغابة والأدغال.. هذه النزعة تاريخيّةٌ وتعود إلى ما قبل التاريخ، أوضحها “ليفي ستراوس” في كتابه “العرق والتاريخ”، حينما قال: “كانت العصور القديمة تسِم كل من لم يسهم في الثقافة اليونانية (ثم اليونانية – الرومانية) بأنّه: همجي؛ أمَّا المدنيّة الغربية فقد استخدمَت مصطلح: متوحِّش، من أجل المعنى ذاته… وهذا يعني أنّه (من الغابة)، ممّا يستدعي نمطًا من الحياة الحيوانيّة مقابل (الحضارة)”.

يكفي لنفهم “الحضارة الغربيّة” أكثر، أن نقرأ هذه الشهادة حول المستوى الذي بلغه التوحّش الفرنسي في الجزائر – عندما نقول فرنسي فإننا نعني الغرب الأوروبي، فقد شاركت كثيرٌ من الدول الأوروبية في استعمار الجزائر، تحت الراية الفرنسية – فقد “وصف لنا (الكونت دي هيريسون) في كتابه (صيد البشر) عمليات الرّتل العسكري الذي كان مرتبطًا به قائلاً: كانت قيمة أُذُني كل فردٍ من السكان الأصليين عشرة فرنكات، وظلّت نساؤهم خير طريدة للصّيد”.

إنَّ الغرب المتقدّم الإنساني الحامل للواء الحريّة والعدالة والأخوّة الإنسانية.. يمثّل الرؤية التاريخية التي تحفل بها الكُتب المدرسيّة في أوروبا، حيث “يُفضّل تعليم الأطفال المقاطع الغنائية المؤثِّرة حول قبعة الأب بيجو”، وأمّا النّصوص والشّهادات التي تحفل بها الكتب التاريخية للغرب ذاته “ممّا كان يثبت أنّ بُناة الإمبراطورية (الفرنسية) يمارسون جرائم الحرب وجرائم ضدّ الإنسانية، لم ترد في أيّ كتاب مدرسي”.

نلاحظ أنّ الفكرة التي ترى بأنّ الآخر – العربي والمسلم على وجه التحديد – هو كائن بشري همجي ومتوحّش وينتمي إلى الغابة والأدغال، والغربي هو “إله” الحضارة والتقّدم، بمعنى أنّ الأوروبي هو: إنسان العلم المُختار، بل هو الإنسان وغيره ممّن ينتمي إلى خارج جغرافية الغرب هو “حيوان” خُلِق ليخدم التقدّم الغربي بروحه وثرواته..  هذه الفكرة تكاد أن تتطابق مع العقيدة اليهودية القائلة بأنَّ “اليهود شعب الله المُختار”، بل هم البشر وغيرهم من الناس هم حيوانات خلقهم الله في صورة بشر، وسخّرهم لخدمة اليهود. وفي مدار هذه الرؤية، ناقش المفكّر الجزائري “مالك بن نبي” ما أطلق عليه تسمية “المسألة اليهودية”، وتوصَّل إلى أنَّ اليهود هم الذين صاغوا الفكر الأوروبي خلال قرون من الزَّمن، وكانوا وراء حركة الاستعمار الغربي للبلدان والشعوب في إفريقيا وآسيا.. وخاصة البلدان والشعوب العربيّة.

توصّل الفيلسوف “روجي غارودي” إلى أنّ هناك علاقة وطيدة بين الصهيونية العالمية والاستعمار الغربي.. وفي اعتقادنا أنّ الغرب لن ولم يتخلّ عن نزعته الاستعماريّة ورؤيته إلى الآخر – العربي والمسلم – بأنّه مجرّد همجي ومتوحّش، إلاّ إذا تخلّى اليهود عن عقيدتهم بأنّ الآخر هو حيوان خلقه الله في صورة بشر وسخّره لخدمتهم.. وفي إطار هذه الرؤية، يجب أن نعيد قراءة التاريخ والحاضر أيضًا، لنفهم مواقف الغرب الأوروبي من الحرب على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية عمومًا، وماذا يُمكن أن يقدّمه هذا الغرب لوقف هذه الحرب الهمجيّة الوحشيّة؟ وأيضًا، لنفهم أبعاد الأحداث والوقائع في عالمنا العربي الذي يعاني من الضّعف والترهّل والتّشتّت.. الأبعاد الخفيّة التي لا يُمكن استجلاؤها من التصريحات السياسية والكتابات الإعلامية، بل من التاريخ وكتابات المُفكّرين الغربيين عبر مُختلف العصور.

تُعيد جريدة “الأيام نيوز” نشر ما كتبه “روجيه غارودي” حول “الاستعمار الثقافي، والصهيونية، والتمسك بالأسطورة بدلاً من سرد الحقائق في تدريس التاريخ”، ونشرته مجلة “الآداب الأجنبية” في أكتوبر 2001، مُترجَمًا من طرف “هشام حداد”.. ونترك القارئ مع المقال..

الاستعمار باسم المدنيّة لـ “تصدير الحضارة”

كان من الواضح في عهد الاستعمار الأوروبي أنّ التاريخ لم يكن إلَّا سردًا تاريخيًّا للغزو المشروع لأراضٍ جديدة في سبيل جلب “الحضارة إلى الشعوب المتخلفة”.. وهكذا فإنَّ أي اجتياح أو عدوان استعماري كان مُبرّرًا شرعًا باسم المدنيّة. أمّا المقاومة التي تبديها الشعوب المستعمَرة، والمغتصبّة حقوقها، والذبيحة، فهي الإرهاب كما يُطلق عليها دومًا.

ولم يكن لمادة التاريخ في المدارس، ولاسيما في الغرب، سوى مصدرين شأنها في ذلك شأن الغرب ذاته، اليهودية – المسيحية واليونانية – الرومانية. في عام 1975، قام الباحثان “بريسويرك” و”ميرو” بدراسة ثلاثين كتابًا مدرسيًّا من تلك التي كانت أكثرها تداولاً (ثلاثة ألمانية، أربعة إنكليزية، وأحد عشر فرنسية، واثنان برتغاليان، ثمانية روسية)، واقتصرت الدراسة على مشكلة واحدة وهي المشكلة المتعلقة بالتَّشويه الذي تُحدثه نزعة التعصب القومي في كتب التاريخ المدرسية، واستعمارها الثقافي الذي يجعل من التاريخ “تاريخًا للغرب مع ملاحق تتعلق بالشعوب الأخرى”.

المعيار الغربي للتقدّم والحداثة

إنَّ اقتصار وجهة نظر الاعتزاز العرقي على اتّخاذ القدرة التقنية على الطبيعة والبشر معيارًا للتقدّم والحداثة، أتاح إقامة منافسة، أحرزت فيها أوروبا قصب السّبق الذي لم يقتصر على حقوقها فحسب، بل وعلى واجباتها في أن ترفع الشعوب البدائية لتصبح في مستواها الذي بلغته من الكمال. وحتى حينما يرد في أحد الكتب المدرسية أنَّ “الأوروبيين وجدوا في تلك البلاد مدنيّة مزدهرة”، فهم لا يجدون ازدهارًا سوى فيما ينطبق على معاييرهم الخاصة.

ويبتعدون بهذا عن التواضع العلمي المثير للإعجاب، بل عن الموضوعيّة والشموليّة الفكرية التي ضرب “ليفي ستراوس” مثالاً عليها في كتابه “العرق والتاريخ”، حينما قال: “كانت العصور القديمة تسِم كل من لم يسهم في الثقافة اليونانية (ثم اليونانية – الرومانية) بأنّه: همجي؛ أمَّا المدنية الغربية فقد استخدمت مصطلح: متوحِّش، من أجل المعنى ذاته… وهذا يعني أنّه (من الغابة)، ممّا يستدعي نمطًا من الحياة الحيوانيّة مقابل (الحضارة)”. (ليفي ستراوس: عالم اجتماع وأنثروبولوجي فرنسي، يُعتبر فيلسوف البنيويّة، 1908 – 2009).

إنَّ غزو الجزائر وتصريحات الماريشال “بيجو” خير مثال على ذلك، فقد أعلن “بيجو”، في (14 ماي 1840) في مجلس النواب، أنّه “يجب القيام باجتياح واسع لإفريقيا” يشابه ما فعله الفرنج والقوط”.

“صيد البشر” وبرنامج التخريب العشوائي في الجزائر

وتطبيقاً لهذا المبدأ، حين أصبح حاكمًا للجزائر، وجّه إلى زعماء المقاومة الجزائرية الإنذار التالي: “اخضعوا لفرنسا، وإلّا دخلتُ جبالكم، وحرقتُ قراكم ومنازلكم، وقطعت أشجاركم المثمرة، فلا تلوموا حينئذ سوى أنفسكم، وسأكون أمام الرب، بريئًا كل البراءة من هذه الكوارث”. (المصدر: الجريدة الرسمية الجزائرية، 14 أفريل 1844).

وتمّ تنفيذ برنامج التخريب العشوائي والجريمة الذي قام به مساعدوه من أمثال الماريشال “دي سان أرنو” الذي قال في رسائله: “ها نحن نخرّب، ونحرق، ونسلب وننهب، ونهدم المنازل ونقتلع الأشجار”.

ومن خلال “رسائل جندي” للكولونيل “دي مونتانياك”، علمنا ما حدث في منطقة “معسكر”، إذ قال: “لاحقنا العدو، وخطفنا نساءه، وأطفاله، وماشيته، وقمحه، وشعيره”. وأضاف: “ولقد قام الجنرال (بُدو)، ذلك الرجعي من الطراز الأول، بمعاقبة إحدى القبائل التي كانت تعيش على ضفاف نهر (الشلف)، فخطف النساء والأطفال والبهائم”.

ويصف لنا “الكونت دي هيريسون” في كتابه “صيد البشر” عمليات الرّتل العسكري الذي كان مرتبطًا به قائلاً: “كانت قيمة أُذُني كل فردٍ من السكان الأصليين عشرة فرنكات، وظلّت نساؤهم خير طريدة للصيد”.

كل هذه النصوص، وكثير غيرها، ممّا كان يثبت أنّ بُناة الإمبراطورية يمارسون جرائم الحرب وجرائم ضدّ الإنسانية، لم ترد في أيّ كتاب مدرسي حيث يُفضّل تعليم الأطفال المقاطع الغنائية المؤثرة حول قبعة الأب “بيجو”. ونحن لا نودّ نبش الذكريات من القبور ولكن هذه الحوادث الدّامية ما زالت تمارس تأثيرًا حاسمًا على التصرفات الرّاهنة من خلال هذه الأكاذيب التاريخية.

الجنرال “غورو”: ها قد عدنا يا صلاح الدين!

وها هو الجنرال “غورو” يعلن عام (1918): “ها قد عدنا يا صلاح الدين”. والواقع أنّه لدى عودته إلى “لبنان”، قام بتنظيم تقسيم طائفي وعشائري، وأقام، في ذلك البلد فوضى دامت قرنًا من الزمان. أمّا الجنرال الإنكليزي “اللنبي” فقد قال أمام قبر “صلاح الدين”: “ها قد انتهت اليوم الحروب الصليبية”. وعمل في “فلسطين” على خلق ظروف نظام فصل عنصري يعزل السكان الأصليين، ممّا يعيد الأحقاد والحروب التي وضع “صلاح الدين” حدًّا لها، في عام 1187، حين دخل القدس منتصرًا”.

الرواية الغربية لمعركتي ماراتون وبواتييه

هناك مثالان يعبِّران عن التّباهي الكاريكاتوري الذي تتّسم به النّزعة العرقية لدى الغرب: إنهما الروايتان الرسميتان لمعركتي “ماراتون” و”بواتييه”، واللتان تعدّان مظهرين نموذجيين لانتصار “الغرب” على “همجية” المشرق. ومن أجل إزالة الأوهام حول معركة “ماراتون”، يجب عدم الاكتفاء بترداد رواية “هيرودوت” التي حذَّرَنا منها “بلوطارخوس”، والتي ذكر فيها أنّ الهدف منها هو تملّق الأثينيين ليحظى بمجموعة من الدنانير. (هيرودوت: مؤرخ يوناني من القرن الخامس قبل الميلاد، يُطلق عليه تسمية: أبو التاريخ، وأيضًا: أبو الأكاذيب. بلوطارخوس: فيلسوف ومؤرخ إغريقي من القرن الأول الميلادي).

ويعيد “توقيديدس” الحدث إلى حجمه الصحيح بتخصيص سطرين له فقط ضمن كتابه “حرب البيلوبونيز”. ولكن هذا لم يمنع، في عام (1968)، أحد أهم المختصين بالدراسات الإغريقية في جامعة السوربون”، “فرنسوا شامو”، من أن يذكر في كتابه حول “الحضارة الإغريقية”، أنَّ تلك المعركة كانت بمثابة نصر حاسم لـ “الغرب” ضدّ “المشرق”: “لم يكن الإغريق يقاتلون من أجل أنفسهم فحسب، بل من أجل مفهوم عالمي أصبح فيما بعد التراث المشترك للغرب”. (توقيديدس: مؤرخ إغريقي من القرن الخامس قبل الميلاد).

وكتب آخر من مشاهير أصحاب الاختصاص، وهو “البروفيسور روبير كوهين”، في كتابه: “اليونان وسيطرة الحضارة ة الإغريقية على العالم القديم”، وذلك في صدد حديثه عن حملات “الإسكندر”: “دائمًا ما يختلط تاريخ اليونان مع تاريخ الكون.” (ص396) ولكن الحقيقة هي أنّه في عهد “الإسكندر” كان يوجد – منذ أمد بعيد – كل من “الأناشيد الفيدية” (المقدسة لدى الهنود) ونصوصها “الأوبانيشاد”، و”البوذية”، وكذلك تعاليم “لاوتسو” و”كونفوشيوس” في “الصين”، والعديد من الشعوب التي لم تعرف شيئًا عن وجود “الإسكندر” وأسطورته، بيد أن منظور الغرب يحدّد العالم ضمن أفقه الخاص.

هناك حقيقتان تاريخيّتان أساسيتان يبدو أنّنا نسيناهما..

الحقيقة الأولى: أنّ هذا النزاع لم يكن حاسمًا، وأنه في عام 386 قبل الميلاد، أي بعد قرن من معركة “ماراتون”، أملى “تيريباز”، الحاكم الفارسي لـ “إيونيا” باسم ملك الملوك، رغباته على مندوبي كل من “أثينا”، و”إسبارطة”، و”كورنتس”، و”أرغوس”، و”ثيبة”. وقد ذكر “كزينوفون” في “إغريقيّاته” أنّ “اليونانيين” سارعوا إلى دعوته. وكان أمر ملك الفرس، “أرتحششتا”، يقول: “حقا إنّ مدن آسيا هي له، ومن لا يقبل هذا الصلح فسأحاربه برًّا وبحرًا”. وقام كلّ رسول بعرض هذه الشروط على دولته، وأقسم الجميع على التصديق عليها”.

وعلّق “إيسقراطي” على ذلك قائلاً: والآن ها هو (الهمجي) ينظّم شؤون الإغريق… ألسنا ندعوه ملك الملوك كما لو أنّنا أسراه.”

في الطرف الآخر من الغرب نجد مثيلاً لعقدة “ماراتون” في معركة “بواتييه” التي قاموا بتقديمها على أنّها تدفّق الهمجيّة “الآسيوية” على “الغرب” في كتاب “تاريخ فرنسا” بإشراف “إرنست لافيس”، وفي الفصل الخاص بـ “الكارو لنجيين”، دار الحديث عن معركة “بواتييه” كما كان عليه الأمر في معركة “ماراتون”: “إنَّ معركة بواتييه يومٌ مشهود في تاريخنا … وقد أطلق أحد كُتّاب الوقائع على جنود الفرنجة اسم (الأوروبيين)، وتقرّر فعلاً ألّا تصبح (بلاد الغال) مشرقية كما حدث في إسبانيا”.. إنّ “أوروبا” هي حقًّا التي دافع عنها الفرنجة ضد “الآسيويين” و”الأفارقة”.

لم تكن الهزيمة ساحقة فبعد عامين؛ وفي سنة 734، تمكّنت ما أطلق عليها “ليفي بروفنصال”: الغارات أو الهجمات (وهي بعيدة كل البعد عن الاجتياح الشامل الذي قام به “الهون” قبل ثلاثة قرون) من الوصول إلى “فالانس” على نهر “الرون” والتمكّن من احتلال “ناربون”.

وهنا أيضًا لم يكن المؤرخون “المحترفون” هم الذين قضوا على هذه الترجمة الأخرى لأسطورة المعارضة الثنائية التي تقوم بها المدنيّة الغربية ضد الهمجيّة. ففي كتابه “الحياة الوردية” كتب “أناتول فرانس”: “سأل السيد (دوبوا) السيدة (نوزيير): ما هو أتعس يوم في تاريخ فرنسا، فلم تحر السيدة (نوزيير) جوابًاً، فقال (دوبوا): إنّه يوم معركة بواتييه، حين تراجع، في عام (732)، العلم والفن والحضارة العربية أمام الهمجية الفرنجية”.

طالما حفظتُ في ذاكرتي هذا التّنويه الذي كان سببًا في إبعادي عن “تونس” عام (1945) بتهمة الدعاية ضد “فرنسا”! لقد كان مُحرمًّا التأكيد على أنّ الحضارة العربية كانت تسيطر سيطرةً كليّة على الحضارة الأوروبية حتى القرن الرابع عشر.

ولقد أوضح الكاتب “بلاسكو إيبانيز” في كتابه “تحت ظلال الكاتدرائية” أنّ “بعث الحضارة الإسبانية لم يأت من الشمال مع البدائيين من القوم الرُّحّل، ولكن من الجنوب مع العرب الفاتحين”. وأضاف أيضًا: “لقد تمكَّن العرب، خلال سنتين، من الاستيلاء على ما لم تتمّ استعادته إلّا بعد سبعة قرون، ولم يكن ذلك اجتياحًا فرض نفسه بالسلاح، بل كان مجتمعًا جديدًا كانت تنبت جذوره الصلبة من كل جانب.”

أمَّا “ليفي بروفنصال”، في كتابه “تاريخ إسبانيا المسلمة” فقد اختصر الحدث العسكري إلى البعد الذي يستحقهّ، إذ خصص له زهاء عشرين سطرًا في مؤلف من عدّة مجلّدات.

محمد ياسين رحمة - الجزائر

محمد ياسين رحمة - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
من مزبلة التاريخ إلى مكبّ لنفايات أوروبا.. المخزن.. مملكة برتبة "سلّة قمامة" عام على زلزال الحوز بالمغرب.. المتغطي بدثار "المخزن" عريان غدا الثلاثاء.. صوت الصحراء الغربية وفلسطين يعلو في جنيف «تبّون» رئيسا لعهدة ثانية.. خيار الاستمرارية يفوز الإعلان عن نتائج الرئاسيات.. مديريات الحملة الانتخابية للمترشحين الثلاثة تصدر بيانا مشتركا عملية "معبر الكرامة": من قال إن القضية الفلسطينية شأن الفلسطينيين وحدهم! بعد انتخابه لعهدة ثانية.. زعماء دول العالم يهنّؤون الرئيس تبون بمناسبة انتخابه لعهدة ثانية.. قوجيل يهنئ الرئيس تبون بنسبة بلغت 94.65 بالمائة.. عبد المجيد تبون رئيسا لعهدة ثانية إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الفاف.. بن ناصر يغادر تربص “الخُضر” لهذا السبب! ظاهرة فلكية نادرة في سماء الجزائر هذا الإثنين جراء سيول الأمطار المتساقطة في الولايات.. الحماية المدنية تحذر عمليات حفظ السلام.. اجتماع جديد لمجلس الأمن هذا الإثنين المحكمة الدستورية تتسلم محاضر فرز التصويت لـ 6 ولايات اليمن.. فأر يتسبب بانفجار منزل وقتل طفلين طرق مقطوعة بسبب ارتفاع منسوب المياه شمال قطاع غزة.. استشهاد 5 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال لمخيم جباليا أمطار رعدية غزيرة مرفوقة ببرد على أغلب ولايات الوطن اليوم نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 48.03 بالمائة