مع عميد الجغرافيّين الجزائريين الدكتور “عبد القادر حليمي”.. جغرافية مدينة الجزائر عبر التَّاريخ (الجزء الثاني والأخير)

كيف كانت مدينة الجزائر، وإلى أيّ مدى تغيَّرت ملامحها عبر العصور، لا سيما في حيَّ “القصبة”، وكيف كانت تسميَّات شوارعها العتيقة، ونظام المرور فيها، ومن أين كان يأتي الماءُ إلى بيوتها؟ وأسئلة أخرى كثيرةٌ يجيب عنها الدكتور “عبد القادر حليمي”، ربَّما تُشفي الفضول لدى كلِّ من يستهويه تاريخ المدينة التي أرعبَت الأوروبيّين على امتداد قرون أو “مدينة الرُّعب” كما كانت تُسمَّى في الدول التي “تُرعب” العالمَ اليومَ.

نواصل مع مقال عميد الجغرافيّين الجزائريين الدكتور “عبد القادر حليمي”، الذي نشرته مجلة “الأصالة” الجزائريَّة في الأول جانفي 1972، حول أثر التضاريس في تخطيط مدينة الجزائر عبر محطّات تاريخيَّة عديدةٍ.. للتَّأكيد على أهميَّة المقال العلمي وضرورة بعثه في الإعلام الوطني عمومًا والإعلام الثَّقافي على الخصوص. وأيضًا ليعيد القارئ استكشافَ مدينة الجزائر على ضوء عميد الجغرافيِّين الجزائريين..

“عرُّوج” يُوسِّع مدينة الجزائر

بدأ “عرُّوج” سنة 1516 مشروع توسيع المدينة الذي استمرَّ طيلة 85 سنة، فيها مُدَّت المباني نحو الجهات العليا من “القصبة”، وهي الجهات التي ما زالت تحمل أسماءً أثريَّة للأتراك مثل: نهج المماليك، نهج الإنكشارية.. ورأى المخطِّطون الأتراك ضرورة تشييد أسوار المدينة مرة أخرى وإطالتها نحو الجهات الجنوبية الغربية بالخصوص، بدلاً من الجهات الشرقيَّة التي يحميها البحر، وبدلاً من الجهات الشماليَّة التي تحميها الانحداراتُ الشَّديدة، ثم إنَّ الجهات الجنوبية الغربية بحكم شدَّة ارتفاعها تساعد أكثر من الجهات الأخرى على مراقبة سفن العدو.

ورغم هذا التوسُّع، فإنَّ مشكلة السَّكن ظلَّت قائمة لتكاثر السكّان وتعقيد المنطقة، إذ ليس من السَّهل إيواء عدد كبير من البشر في منطقة محصورة، وحمايتها من العدو الذي يتربَّص بهم الدَّوائر.

ولذلك بدأت المساكن تتزاحم، وأخذت الدِّيار تُرفع في كل شبر ممكن من المدينة، فعمرت الحدائق والشعاب وأسرة المجاري المائيَّة. ثم تسلَّقت المباني فوق بعضها البعض مثل حبَّات عنقود العنب، بعد أن غزت حتى الأنهج القديمة منها والحديثة، ببناء طابق ثانٍ أوسع فوق الطَّابق القديم، ورُكِّز الطَّابق الثاني على أضلاع مائلة مُركَّزة على الطَّابق الواقع في الأسفل، بحيث تحوَّلت معظم الأنهج في الأخير إلى أنفاق ودروب لا تظهر منها الشمس بمجرد قلب النَّظر إلى السَّماء إلاَّ بمشقَّة، بل منها ما لا ترى الشمس طوال اليوم.

قصبة “بلكين”..

عامل الحماية وتوفير المساكن دفعا بالأتراك إلى بناء حيٍّ شديد التسلُّق والتَّركيب فوق “القصبة” العليا، بدلاً من القصبة الدُّنيا التي بناها “بلكين” سنة 950 ميلاديَّة. وبذلك نلاحظ قصبتين في مدينة الجزائر قصبة “بلكين” وقصبة “عرُّوج”.

أمَّا قصبة “بلكين” فكانت تمتدُّ فيما بين شارع “باب الوادي – باب عزون”، وخطّ نهج بالمي أنيبال، أي بين خطَّي کنتور 20 و80 مترًا تقریبًا، وكان السُّور المحيط بمدينة “بلكين” ينطلق من “باب عزُّون” مارًّا بالأنهج التَّالية: ماندي سانتور، بالمي أنيبال، رمضان دي دات (تمور رمضان)، ثم ينحني جنوبًا ليخرج في “باب الوادي” بالقرب من حديقة “سيدي عبد الرحمان”. والمتتبِّع لخطِّ هذا السُّور يلاحظ أنَّه كان لا يسير في استقامة واحدة، بل كان عبارة عن خطٍّ منكسر يشبه أضلاع مثلَّثٍ رأسه عند نقطة التقاء نهج بالمي ونهج أنيبال، وهما النَّهجان اللَّذان حلاَّ محلَّ السُّور الصَّنهاجي بعد أن هدم الأتراك سور “بلكين” لتوسيع المدينة إلى هذه الجهات العلوية. ويظهر أنَّ أهمَّ أنهجٍ نشأت في العهد الصنهاجي هي أنهج المُتون والأذرع المتقطِّعة مثل نهج “الباب الجديد” ونهج “القصبة” حاليًّا اللَّذين تولَّدا عن سُبل بسيطة كانتا تمثِّلان المدخلَين الرئيسيين للمدينة من الجهات العلوية.

ويظهر أيضًا أنَّ المنازل كانت في أوَّل الأمر متباعدة عن بعضها، تتخلُّلها أو تفصل بينها مزارع وحدائق لتموين سكَّان المدينة بالخضر والفواكه، وتضمن لهم الأرزاق أثناء الحصار. ولقد اختار “بلكين” لبناء قصبته موضعًا يتشابه إلى حدٍّ بعيد والموضع الذي انتقاه أبوه الأمير الصَّنهاجي “زیري بن منَّاد” في القرن 10 للميلاد لبناء مدينة “آشیر”، ذلك أنَّ الجزائريين في بنائهم للمدن كانوا ينتقون الرَّوابي التي تتوفَّر بها مياه الشرب وتكثر بها العيون الجارية، وتشرف على منطقة واسعة لاكتشاف العدوِّ من بعيد والاستعداد له قبل الوصول.. وكانوا يراعون في تخطيطاتهم للمدن أن تكون العيون داخل أسوار المدينة حتى إذا دهمهم العدو أو حاصرهم لا يمكنه أن يقطع عنهم مياه الشرب، ويُستحسن أن تكون العيون في الجهات العلوية من المدينة حتى يسهل عن طريق الجاذبيَّة بناء السَّواقي لتموين السُّكان وإدخال المياه إلى المنازل.

“آشير” مدينة العيون..

ولهذا اختار “زيري” لبناء مدينة “آشير” في جبل تنبجس من أعاليه عيون غزيرة المياه مثل: عين سليمان، عين تلّة تيراخ. وكذلك فعل “بلكين” في تجديده وتوسيعه لجزائر بني مزغنة، فاختار موضعًا تتوفُّر به مواد البناء ومياه الشرب قريبًا من البحر، على ربوة مشمسة، يمكن الإشراف منها على مساحة واسعة من البرِّ والبحر، ومن خريطة العيون القديمة لمدينة الجزائر، نلاحظ أنَّ الصنهاجيين اختاروا عين النزاوقة عند التقاء نهج بالمي وأنيبال والغزالة، حدًّا غربيًّا لمدِّ أسوار “القصبة”.

عين العطش.. وعيون أخرى

ولأداء تلك الوظائف السابقة، إذ تنبجس هذه العين على خطِّ ارتفاع 80 مترًا تقريبًا، وبالتَّالي يمكن إدخال المياه منها عن طريق الجاذبية إلى المنازل الواقعة في أسفل العين. ولا شك أن “عين النزاوقة” تقع داخل أسوار المدينة، مثلها في ذلك مثل بقيَّة العيون التي كانت تموِّن سكّان “القصبة” و”حيّ البحريَّة”، مثل: عين العطش، عين العلج، عين السلطان، العين الجديدة. وكانت مياه هذه العيون تكفي لسدِّ حاجات السكان قبل اكتظاظهم. ثم حُفرت الآبار في ساحات المنازل عندما زاد عدد السكان. وهذا يُظهر أنَّ الاختيارات الصنهاجيَّة كانت موفَّقة في توسيع مدينة الجزائر.

“عرُّوج” يصعد بالمدينة نحو الجبل

أمَّا “قصبة” الأتراك فقد بُنيت إلى أعلى من “القصبة” الصنهاجيَّة وفي موضع أكثر ارتفاعًا من الموضع الذي اختاره الصنهاجيُّون من قبل، أي فوق القمَّة الحقيقيَّة لربوة “القصبة”. والذي دفع “عرُّوج” إلى ذلك هو أنَّ الموضع الذي اختاره “بلكين” لتوسيع “جزائر بني مزغنة” في القرن العاشر للميلاد أصبح لا يؤدِّي وظيفته الكاملة في القرن السادس عشر للميلاد، عندما اشتدَّ طمع الإسبان لاحتلال “جزائر بني مزغنة” التي تحوَّلت إلى عاصمة البلاد، وتدفَّقت نحوها موجات من الهجرة الداخليّة والخارجيَّة، فالظُّروف التاريخيَّة وعامل الحماية والنمو الدِّيموغرافي أملت على “عرُّوج” أن يصعد بالمدينة نحو القمَّة، أي القمَّة الأكثر ارتفاعًا.. فاتَّسعت المدينة نحو الجبل بدلاً من الشريط السَّهلي للشاطئ الضيِّق، واتَّجهت المباني نحو الرَّوابي أكثر من اتِّجاهها نحو بقيَّة الجهات، وأنشِئت أنهجٌ أخرى، زيادة على الأنهج القديمة، وينبغي أن نلاحظ أنَّ أغلب الأنهج لـ “قصبة” العهد التُّركي كانت تتِّبع في سيرها بطونَ الشِّعاب، على عكس أغلب الأنهج في العهد الصنهاجي التي كانت تتَّبع خطوط الذُّرى.

النَّهج يتحوَّل إلى زُقاق

وقد أدَّت زيادة المساكن وانحصارها بين أسوار القصبة للحماية، إلى التَّسابق نحو الجوّ، واقتراب الدِّيار من بعضها البعض، وبالخصوص السُّطوح التي كثيرًا ما تعانقت في الهواء وغطَّت الأنهج التي تحوَّلت بطول الزمن إلى أنفاق مظلمة وضيَّقة مفروشة بالحجر الجيري، لا يزيد عرضها عن المِترين إلاَّ نادرًا، بل إنَّ بعض الأنهج تحوَّلت إلى أزقَّة لا يمكن العبور منها إلاَّ إلى أبواب المنازل، وهي أبواب ضيِّقة ومتينة رصِّعت بالمسامير وشُدّت بالألواح السّميكة ولا يمكن فتحها إلاَّ بمشقَّة، ورُبطت أغلبها بحبالٍ يتدلَّى منها ثِقلٌ يساعد على فتح الباب أو غلقه آليًّا.

القانون العربي القديم للعمران

وقد تبلغ عدد الأزقة في أواخر العهد التركي حوالي 151 زقاقًا، لا يتَّسع الزُّقاق الواحد لمرور جملين في اتِّجاهين متعاكسين، بل منها ما لا يتَّسع لمرور جمل واحدٍ، نظرًا للطَّوابق التي بُنيت فوق النَّهج. وبهذا كان لا ينطبق عليها القانون العربي القديم للعمران الذي ينصُّ على أنَّ النّهج يجب أن يكون اتِّساعه يكفي لمرور جملين مُحمَّلين على الأقل. ولم يسنّ الأتراك قانونًا تخطيطيًّا يمنع السكّان من البناء فوق الأنهج، بل تركوا الأمر للسكّان الذين رأوا في ذلك حلاًّ لمشكلة السّكن من جهة، ودرءًا لخطر ضربة الشمس واشتداد الحرارة من جهة أخرى في فصل الصيف.

حركة المرور في الأزقَّة الضيِّقة

الأزقَّة الضيِّقة والأنهج الملتوية والدُّروب المغطَّاة تقي المارَّة من حماوة قيض الصّيف، وتجلب لهم الدفء.. ثم أنَّ حاجة سكّان “القصبة” في العهد التركي لم تدعُ إلى توسيع الأنهج، لأنَّ التنقُّلات كانت تقع أكثر ما تقع على الأرجل، ولا تدخل دوابٌّ تكفيها الأنهج الضيّقة.. اقتصرت على الحمير لنقل الأوساخ، وهي دوابٌّ تكفيها الأنهج الضيِّقة. أمَّا الجِمال والبغال والخيل، التي كانت تمثِّل أهمَّ وسائل النَّقل، فكانت تُترك في إسطبلاتٍ بالقرب من أسوار المدينة.

ازدحام المارَّة في نهج الأسواق

وإلى جانب تلك الأنهج الضيِّقة في “القصبة”، كانت توجد بمدينة الجزائر في العهد التركي أنهجٌ واسعة في الجهات السُّفلى من المدينة، وأخرى تمتدُّ بالقرب من الأسوار، منها: نهج باب عزون، نهج القصبة، نهج الباب الجديد، نهج باب الوادي، نهج باب البحر.. وكان اتِّساعها يزيد عن المِترين، ومنها ما كان يصل إلى أكثر من أربعة أمتار، مثل نهج الأسواق التي كان يزدحم فيها المارَّة، كـ: نهج باب عزون، ونهج الجامع الكبير الذي كانت تتركز فيه عدَّة حِرف مثل: الصِّياغة والحِدادة والرِّصاصة والنِّحاسة والنَّحت والنِّجارة.

من أين جاءت أسماءُ الشَّوارع؟

وممَّا تجدر الإشارة إليه أنَّ أسماء الأنهج والأزقَّة لمدينة الجزائر العتيقة، بما فيها حيُّ البحرية وحيُّ القصبة، من وضعِ الاستعمار الفرنسي الذي جمعها واختارها لضبط الأنهج، لذلك نلاحظ عليها أنَّها غريبة عن العربية، لأنَّ الإدارة الفرنسية انتقتها من بين أسماء لعظماء فرنسيِّين أو أوروبيِّين بصفة عامة، أو هي أسماء ترجع إلى مدن أوروبية مثل نهج تولون. وقليلاً ما ضبطت الإدارةُ الفرنسية النَّهجَ باسم الحِرفة التي كانت سائدة فيه قبل الاحتلال.

وفي العهد التركي ومن قبله في العهد العربي، كانت الأنهج تعُرف باسم الحِرفة السَّائدة فيها، أو باسم الطَّائفة التي كانت تسكنها، أو يُطلق على النَّهج باب السّور المجاور لها، ومثالٌ لذلك “نهج السوق الكبير” الذي كان يمتدُّ من الجنوب إلى الشمال على طول شارع “باب عزون – باب الوادي” الحالي، وكانت المحلاَّت التِّجارية والدَّكاكين المختلفة تصطفُّ عن يمينه وشماله. وبالقرب من “باب عزون”، كان يمتدُّ “نهج السمَّارين”.. وموقع “نهج السمارين”، بالقرب من مدخل “باب عزون”، يساعد كثيرًا أصحاب الدَّواب والقادمين من الرِّيف على ترك حيواناتهم لدى السمَّارين لإصلاح حدواتها، بينما أصحاب الدَّواب يذهبون راجلين نحو داخل المدينة لقضاء مصالحهم.

شوارعٌ لا تتَّسع لمرور العربات

والمتنقِّل من “باب عزون” نحو “ساحة الشهداء” تعترضه أسماءٌ لـ: نهج سوق الرَّابعة، نهج خدم الخيل، نهج سوق الخرَّاطين. والمتنقِّل من نهج السوق الكبير نحو قمَّة القصبة تعترضه عدَّة أنهج يطول ذِكرها، منها نهج ينطلق من الباب الجديد، ويعرف هنا بنهج الباب الجديد، ثم يمرُّ بمسجد ابن شعون ويعرف هنا بنهج جامع ابن شمون، ثم يخرج في سوق السمن فيعرف بنهج السمن، ثم ينتهي بسوق الكتَّان. ويلاحظ على هذه الأسماء أنَّها كانت كثيرة التغيُّر، لتغيّر عامل اشتقاقها.. أمَّا أطوال الأنهج الضيِّقة والشوارع، فقد قدِّرت سنة 1830 بحوالي 15 كيلو مترًا، وأغلبها كانت لا تصلح لمرور العربات..

محمد ياسين رحمة - الجزائر

محمد ياسين رحمة - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
توقيع اتفاقيات بين "سكيلس سنتر" والمؤسسات الجزائرية لدعم التحول الرقمي أمن الشلف يضع حداً لشبكة دولية لتهريب مهاجرين عبر البحر أمن بشار يفكك شبكة إجرامية ويضبط 22.56 كيلوغرامًا من المخدرات هذا هو رابط المنصة الجديدة لأساتذة التعليم العالي للحصول على شهادة تدريس عبر الخط سفيان شايب: "الجزائر تضع أبناء الجالية ضمن أولوياتها لتنمية الاقتصاد الوطني" القرض الشعبي الجزائري..نمو ملحوظ في الصيرفة الإسلامية نحو إطلاق 12 مشروعًا رقميًا لحماية التراث الثقافي وحدات حرس السواحل تنفذ عملية إجلاء إنساني لـ 03 بحارين من جنسية بريطانية مزيان يدعو إلى تعزيز مهنية الإعلام لمواجهة حملات التضليل ضد الجزائر رداً على الاستفزازات الفرنسية.. حركة النهضة تدعو إلى رفع التجميد عن قانون تعميم استعمال اللغة العربية بداري يُشرف على توقيع 21 اتفاقية توأمة بين جامعات ومراكز بحثية وزارة الصناعة تُوقّع على مذكرة تفاهم مع شركة رائدة في صناعة السيارات لمناقشة ملفات هامة.. وزير الخارجية التركي في زيارة رسمية إلى الجزائر حرب الظل تبلغ ذروتها في روما.. تسريبات ولقاءات خفية تعيد ترتيب أوراق النووي الإيراني الخارجية الفلسطينية تُحذّر من مُخطّط خطير يستهدف الأقصى شنقريحة يُنصّب القائد الجديد للدرك الوطني أيام إعلامية حول الشمول المالي عبر ولايات الوطن قارّة الشرور.. كيف أنتجت أوروبا كل طغاة القرن العشرين؟ إصابة 12 شخصاً في انقلاب حافلة بالجزائر العاصمة جولة جديدة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن