نقلت صحف أمريكيّة اليوم الجمعة عن مصادر رسمية أمريكيّة، أنّ “الولايات المتحدة تقترب من إعادة الاتفاق النووي مع إيران”، في وقت تستمرّ الجولة الثامنة لمفاوضات فيينا النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن،في يومها السّادس عشر.
وكشفت مصادر لصحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الجمعة، أن “المباحثات خلال اليوم الأخير عادت إلى مسار التقدم بعدما راوحت إلى حد ما في مكانها خلال بضعة أيام”، مشيرة إلى أن الكثير من الخلافات في المسوّدات ما زالت مفتوحة ولم تغلق”.
وأشارت إلى أن المفاوضات خلال اليوم الأخير بحثت “آليات تنفيذ أي اتفاق محتمل” إلى جانب مناقشة “القضايا العالقة” المرتبطة بالملفات الأربع، وهي: “رفع العقوبات والتعهدات النووية وآلية التحقق من تنفيذ التعهدات والضمانات”.
واستمرت اللقاءات في مفاوضات فيينا، اليوم الجمعة، على مستويَيْ الخبراء ورؤساء الوفود، بعد مباحثات مكثفة جرت يوم أمس الخميس.
وفي السياق، التقى كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني مع منسق المفاوضات إنريكي مورا، الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ومع كبار المفاوضين من الترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الشريكة في الاتفاق النووي، والمشاركة في المفاوضات لإحيائه.
كما أجرى باقري لقاءً آخر مع هذه الأطراف، فضلاً عن لقاء مع المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف.
في الأثناء، قال المندوب الصيني في مفاوضات فيينا وانغ كوان، لوكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، إن “المفاوضات تمضي قدماً ويسعى جميع المفاوضين إلى التوصل لاتفاق نهائي في أقصر وقت ممكن”.
في غضون ذلك، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، خلال مؤتمره الصحافي، إلى مفاوضات فيينا، قائلاً إن روسيا والصين المشاركتين في هذه المفاوضات “لديهما رؤية مشتركة حول ضرورة العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة (دونالد) ترامب”.
وبحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية، فإن الوزير الروسي قال: “سأكون واقعياً في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. هناك تقدم حقيقي، وهناك رغبة حقيقية، في المقام الأول بين إيران والولايات المتحدة، لفهم مخاوف محددة، لفهم كيف يمكن مراعاة هذه المخاوف في حزمة مشتركة. يمكن أن يكون (في شكل) حل شامل فقط، تماماً كما كان الاتفاق النووي نفسه حلاً شاملاً”.
وشدد الوزير على أن موسكو تتوقع التوصل إلى الاتفاق، قائلاً “من المهم أن تكون إيران واقعية وأن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وألا يحاول الغربيون خلق توتر نفسي”.
وأضاف لافروف: “كما نريد ألا تتخطى الأطراف إطار الاتفاق النووي. نعلم أيضاً أن هناك مخاوف لدى دول المنطقة وما بعدها، فالأفضل أن تتم مناقشتها في اجتماعات أمنية، منها مؤتمر الخليج الأمني. فهذه الاجتماعات تؤدي إلى تقارب بين إيران والدول العربية”.
وفيما من المقرر أن يزور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي موسكو في 19 من الشهر الحالي، أشار لافروف إلى هذه الزيارة قائلاً إنها “مهمة ويجب أن تستمر العلاقات على أعلى المستويات”.
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن “هناك مشاريع مشتركة كثيرة” بين البلدين، مشيراً إلى أن الرئيسين الإيراني والروسي سيبحثان قضايا متعددة خلال لقائهما.
ولفت لافروف إلى أن “هناك قضايا مرتبطة بالسياسات الدولية والاتفاق النووي والوضع العام في الخليج”، قائلاً إن الطرفين أجريا نقاشا حول هذه المواضيع.