مفكّكا أسطورة المثالية الأمريكية.. تشومسكي يفضح الديمقراطية الملطخة بعار الإمبريالية

في عالم تتداخل فيه السياسة والقوة والنفوذ، لا يمكن تجاهل التأثير العميق الذي مارسته الولايات المتحدة على مجريات الأحداث الدولية. فبينما تصف واشنطن نفسها كداعم أول لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، غالبًا ما تتناقض ممارساتها مع هذه المبادئ، مما يثير تساؤلات جوهرية حول الدوافع الحقيقية التي تحرك سياستها الخارجية. ومن بين المفكرين الذين تناولوا هذا التوجّه وأثاروا الأسئلة حوله، يبرز نعوم تشومسكي، الذي قدم من خلال أعماله تحليلات نقدية لاذعة حول التناقضات التي تحكم السياسة الأمريكية. وفي هذا الإطار، يأتي كتاب “أسطورة المثالية الأمريكية”، الذي تشارك تشومسكي في تأليفه مع ناثان ج. روبنسون، ليكشف الأبعاد المظلمة للسياسة الأمريكية ويعري الأساطير التي تروج لها واشنطن حول نفسها.

يُعدّ نعوم تشومسكي أحد أبرز المفكرين الذين امتلكوا الشجاعة الفكرية لكشف التناقضات العميقة في السياسة الخارجية الأمريكية. ففي الوقت الذي تروج فيه الولايات المتحدة لشعارات الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، تنخرط في ممارسات إمبريالية تُدمر المجتمعات وتُزهق الأرواح. وعلى مدى أكثر من ستة عقود، قدم تشومسكي تحليلات دقيقة وأطروحات جريئة تُظهر أن الولايات المتحدة لا تسعى لتحقيق المثل العليا التي تدعيها، بل تُكرس جهودها لتوسيع نفوذها الاقتصادي والعسكري على حساب شعوب العالم. ومن خلال كتاباته وخطاباته، فكك تشومسكي أسطورة المثالية الأمريكية، كاشفًا الوجه الحقيقي لسياسات واشنطن التي تُعبر عن مصالح نخبها الحاكمة، بعيدًا عن الشعارات السامية التي تروج لها.

وكما أشار ستيفن والت، الكاتب في مجلة فورين بوليسي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، فقد: “ثبت أن نعوم تشومسكي كان على صواب… السجل الذي يقدمه تشومسكي وروبنسون من النفاق مقلق ومقنع. لا يمكن لأي قارئ منفتح الذهن أن يطالع هذا الكتاب دون أن يشكك في المبررات الدينية التي يستخدمها قادة الولايات المتحدة لتبرير أفعالهم العنيفة.” يشير هذا التصريح إلى التناقضات التي تتسم بها السياسات الأمريكية، والتي تناولها تشومسكي في كتابه المشترك مع ناثان ج. روبنسون بعنوان “أسطورة المثالية الأمريكية: كيف تهدد السياسة الخارجية الأمريكية العالم”، وهو عمل يُعد توثيقًا شاملًا لسياسات الهيمنة والإمبريالية الأمريكية.

وأوضح والت أن ناثان ج. روبنسون، المؤلف المشارك في هذا الكتاب الذي صدر مؤخرًا عن منشورات بينغوين في أكتوبر 2024، كتب في مقدمته أن الغاية من هذا العمل هي “جمع رؤى مستخلصة من مختلف أعمال تشومسكي في كتاب واحد يتيح للقارئ فهم انتقاداته المحورية للسياسة الخارجية الأمريكية.” وأكد روبنسون أن الكتاب يقدم تحليلًا نقديًا عميقًا لمفهوم “الاستثنائية الأمريكية” وللسياسات الخارجية التي تدّعي المثالية بينما تخدم مصالح الهيمنة.

 ماذا خلف شعارات الديمقراطية الرنَّانة؟

في كتابه “أسطورة المثالية الأمريكية”، يقدم المفكر اليهودي المعادي للصهيونية نعوم تشومسكي، بالتعاون مع ناثان ج. روبنسون، نقدًا لاذعًا وشاملًا للسياسة الخارجية الأمريكية، سواء على مدى زمني يمتد لأكثر من نصف قرن أو عبر مختلف أبعادها. يسعى الكتاب إلى تفكيك الأساطير المحيطة بالسياسات الأمريكية، كاشفًا التناقضات العميقة بين ما تدعيه الولايات المتحدة من مبادئ إنسانية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وما تمارسه فعليًا من حروب وتدخلات عسكرية تدمر الدول وتحصد أرواح الملايين.

يُبرز تشومسكي في تحليله كيف أن هذه السياسات لا تنبع من التزام بالمبادئ الأخلاقية التي يتغنى بها القادة الأمريكيون، بل تخدم مصالح اقتصادية وسياسية تسعى لترسيخ الهيمنة الأمريكية على الساحة الدولية. يُعد الكتاب شهادة جريئة على انتقاد تشومسكي للنهج الإمبريالي الذي يُضحي بالمبادئ الإنسانية لتحقيق أجندات الهيمنة والقوة.

في كتابهما، يرفض تشومسكي وروبنسون التبريرات الأخلاقية التي تسوقها الولايات المتحدة لتبرير تدخلاتها العسكرية وحروبها. ويُسلطان الضوء على ممارسات مثل دعم الأنظمة الديكتاتورية في بعض المناطق، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بوصفها جزءًا من سياسات الهيمنة التي تخدم مصالح واشنطن.

من أبرز الأمثلة التي يقدمها تشومسكي في انتقاده للسياسة الأمريكية، الإطاحة بحكومة تشيلي المنتخبة ديمقراطيًا في عام 1973، والتي جاءت ضمن مساعي الولايات المتحدة لكبح انتشار الشيوعية في أمريكا اللاتينية. ولم يكن هذا التدخل استثناءً، فقد تكرر النهج الأمريكي في دول مثل فيتنام والعراق وأفغانستان، حيث شنت الولايات المتحدة حروبًا تحت شعارات محاربة الإرهاب أو نشر الديمقراطية. إلا أن هذه الحروب، كما يوضح المؤلفان، لم تهدف سوى لتحقيق مصالح استراتيجية واقتصادية، مع تجاهل تام للتكاليف البشرية الباهظة التي دفعها الملايين من الأبرياء.

وفي العراق، على سبيل المثال، يشير الكتاب إلى أن الولايات المتحدة كان بإمكانها اعتماد حلول دبلوماسية لمعالجة النزاع الذي أعقب حرب الخليج الأولى، إلا أن الخيار العسكري كان هو السبيل الذي اتخذته واشنطن لفرض هيمنتها الإقليمية وضمان مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

إضافة إلى تدخلاتها العسكرية التقليدية، لم تتوانَ السياسة الأمريكية عن خلق أزمات جديدة، مثل الحرب الأوكرانية ضد روسيا. يرى تشومسكي أن الولايات المتحدة لعبت دورًا رئيسيًا في تصعيد هذا الصراع، من خلال محاولاتها لتقليص قدرات الجيش الروسي، دون الاكتراث بالتبعات الخطيرة لهذه السياسات على الأمن العالمي.

كما يسلط الكتاب الضوء على عداء الولايات المتحدة للصين، والذي لا ينبع من تهديد عسكري مباشر، بل من الهيمنة الاقتصادية المتصاعدة التي تمثلها الصين. هذا الصعود جعل واشنطن تنظر إلى بكين كمنافس استراتيجي يهدد مصالحها الاقتصادية المستقبلية، مما يعكس طبيعة الصراع على النفوذ والموارد في الساحة الدولية.

وفي سياق آخر، ينتقد المؤلفان التناقض الواضح في مواقف الولايات المتحدة تجاه قضايا حقوق الإنسان، لا سيما عندما يتعلق الأمر بحلفائها الاستراتيجيين. فعلى سبيل المثال، تغض واشنطن الطرف عن الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي، مثل قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، حفاظًا على تحالفاتها ومصالحها الاستراتيجية في منطقة الخليج العربي. هذه الازدواجية في المعايير تكشف عن جوهر السياسة الخارجية الأمريكية، التي تسعى دائمًا لخدمة مصالحها، حتى لو كان ذلك على حساب مبادئ العدالة والإنسانية.

فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يفضح الكتاب الدعم الأمريكي غير المحدود للانتهاكات الصهيونية ضد الفلسطينيين، ورفض الولايات المتحدة إدانة الأعمال العسكرية للاحتلال أو تقديم تعريفات موضوعية للإرهاب. هذا الانحياز الواضح يعكس سياسة تخدم مصالح الكيان الصهيوني على حساب حقوق الفلسطينيين ومصيرهم، مما يؤدي إلى تآكل سمعة الولايات المتحدة في العالمين العربي والإسلامي، ويُعزز مشاعر العداء تجاهها.

يجدر بالذكر أن الكتاب أُنجز قبل عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة ضد الاحتلال الصهيوني في 7 أكتوبر 2023، وقبل تعرض نعوم تشومسكي لسكتة دماغية وتدهور حالته الصحية. وفي ملحق الكتاب، قدّم ناثان روبنسون، المؤلف المشارك، تحليلًا للأحداث التي قامت بها حركة حماس وتداعياتها، مستعينًا بالمنهجية التحليلية التي يعتمدها تشومسكي، مما أضاف بعدًا معاصرًا للعمل وأبرز تداعيات السياسات الأمريكية على الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

منطق الهيمنة في مرآة السياسة الخارجية

يُبرز تشومسكي كيف استخدمت الولايات المتحدة الحرب كأداة لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية، بينما غلّفت هذه السياسات بادعاءات الدفاع عن الحرية والديمقراطية. كما يُلقي الضوء على تواطؤ النخب الأمريكية، بما في ذلك المجمع الصناعي العسكري والشركات الكبرى، في تشكيل هذه السياسات، مما يجعلها تخدم مصالح شركات الطاقة والبنوك الكبرى على حساب أرواح الشعوب واستقرار مناطق مختلفة من العالم.

من القضايا المحورية التي يتناولها الكتاب تأثير المصالح الخاصة على السياسة الخارجية الأمريكية. يرى تشومسكي أن هذه السياسة ليست مدفوعة بدوافع أخلاقية أو باهتمامات تتعلق بالشعب الأمريكي، بل تُصاغ في المقام الأول من قِبل مؤسسات تجارية ضخمة تهدف إلى فرض هيمنتها على الأسواق العالمية. ومع ذلك، يشير الكتاب إلى أن المصالح الاقتصادية لا تتحكم بشكل مطلق في السياسة الخارجية؛ ففي بعض الأحيان، تتعارض مصالح الشركات الكبرى مع الأهداف الأمنية والاستراتيجية الأمريكية، ما يخلق تحديات معقدة أمام صانعي القرار في واشنطن.

يتبع الكتاب نهجًا مكثفًا في تسليط الضوء على المسؤولين الأمريكيين، حيث يُقدَّمون كأشخاص مدفوعين بمصالح أنانية، مقتنعين بأن سياساتهم تخدم مصلحة أكبر للولايات المتحدة والعالم، رغم الطابع الوحشي الواضح لهذه السياسات. وبينما يصور تشومسكي وروبنسون هؤلاء المسؤولين كمنفذين للمصالح الخاصة للنخب الاقتصادية والسياسية، يثير الكتاب تساؤلات حول مدى وعيهم الكامل بتداعيات أفعالهم. ويبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كان هذا التصور يعكس بدقة تعقيد السياسة الخارجية الأمريكية.

كما يناقش الكتاب طبيعة تفاعل الجمهور الأمريكي مع هذه السياسات. فرغم الإخفاقات العسكرية المتكررة والتكاليف البشرية والاقتصادية الباهظة، يواصل العديد من الأمريكيين دعم سياسات حكومتهم الخارجية. ويُرجع تشومسكي ذلك إلى ضعف الوعي العام وعدم قدرة المواطنين على التأثير الفعلي في قرارات السياسة الخارجية.

علاوة على ذلك، يتناول الكتاب دور المؤسسات الإعلامية في تعزيز ما يسميه تشومسكي بـ”صناعة الموافقة”، من خلال تقديم المعلومات بشكل انتقائي يخدم الرواية الرسمية. هذا الانتقاء يُساهم في بناء دعم شعبي مستمر لسياسات قد تكون غير أخلاقية في جوهرها، مما يُظهر التداخل بين الإعلام والنظام السياسي في تشكيل الرأي العام.

على الرغم من النقد الحاد الذي يوجهه الكتاب للسياسات الأمريكية، يُقرّ تشومسكي وروبنسون بأن القوى الكبرى الأخرى تتبع نهجًا مشابهًا، مما يعكس منطق التنافس بين القوى العظمى أكثر من كونه نتيجة للمصالح الرأسمالية وحدها. ويشير الكتاب إلى أن هذه القوى طالما استخدمت مبررات أخلاقية لتبرير سياساتها الاستعمارية، سواء من خلال شعارات مثل “عبء الرجل الأبيض” أو ادعاءات حماية الاشتراكية.

ومع ذلك، يعترف الكتاب بأن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تنتهج سياسات هيمنية. فبينما تميز سياساتها بمزيج من التبريرات الأخلاقية والمصالح الاقتصادية، لا تختلف القوى الكبرى الأخرى كثيرًا في جوهر سلوكها، حيث تسعى جميعها إلى ترسيخ نفوذها على الساحة الدولية، ولو على حساب الشعوب التي تُنفذ فيها هذه السياسات.

الكتاب لا يقتصر على تقديم نقد سياسي، بل يُعَد دعوة قوية للعمل. في جوهره، يحث على ضرورة إعادة التفكير في السياسة الأمريكية، خاصة في طريقة تعاملها مع بقية دول العالم. يشير تشومسكي وروبنسون إلى أن الولايات المتحدة تواصل فرض قيود صارمة على الدول الأخرى، بينما ترفض تطبيق نفس المعايير على نفسها. هذه التناقضات هي التي تُفضي إلى النتائج الكارثية التي نشهدها اليوم على الأرض. كما يُبرز الكتاب الحاجة الملحة لإصلاح النظام الدولي، وإقامة علاقات قائمة على العدالة والمساواة، بعيدًا عن الهيمنة والإمبريالية.

نحو عالم متعدد الأقطاب

بعيدًا عن الأزمات التي أثارها تدخلات الولايات المتحدة العسكرية، يتجاوز الكتاب ذلك ليحلل التهديدات المستقبلية التي قد تنشأ نتيجة للسياسات الأمريكية. في مقدمة هذه التهديدات، تأتي السياسات النووية الأمريكية والعلاقات مع القوى العظمى الأخرى مثل الصين وروسيا. كما يحذر الكتاب من أن الأساطير التي أدت إلى التدخلات العسكرية الكارثية في الماضي قد تقود الولايات المتحدة مرة أخرى إلى صراعات عالمية جديدة. إضافة إلى ذلك، يشير الكتاب إلى أن السياسات الأمريكية، بما في ذلك التعامل غير الجاد مع قضايا البيئة وتغير المناخ، قد تسهم في تفاقم التهديدات العالمية الناجمة عن هذه السياسات غير المسؤولة.

في الجزء الثاني من الكتاب، الذي يحمل عنوان “فهم نظام القوة”، يتم التطرق بشكل معمق للأصول المحلية التي تشكل السياسة الخارجية الأمريكية، مع التركيز على الدور الذي تلعبه النخب الإعلامية في توجيه الرأي العام. يستعرض هذا الجزء كيف يقوم الإعلام الأمريكي إما بتحريف الأحداث المتعلقة بالتدخلات العسكرية الأمريكية أو بتجاهلها تمامًا، وهو ما يُعتبر الأسلوب الأكثر شيوعًا. كما يناقش هذا القسم التأثير البالغ للإعلام على تشكيل وجهة نظر الجمهور حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

يتناول الكتاب كذلك العديد من القضايا الأساسية التي طرحها تشومسكي، حيث يعيد تسليط الضوء على أفكار قديمة، مثل كيفية “صناعة الصحافة الأمريكية للموافقة” في أوساط الجمهور. لكن هذا ليس مجرد نقد، بل هو تأكيد لما هو واقع بالفعل. ورغم أن الكتاب قد يفتقر إلى بعض الأصالة أو الجديد، إلا أنه يعوض ذلك بوضوحه واختصاره. لذا، يُعتبر كتاب “أسطورة المثالية الأمريكية” بمثابة تحديث دقيق لأعمال المفكر الأمريكي الذي يعرّف نفسه بـ”النقابي الفوضوي والليبرالي الاشتراكي”.

ويصل المؤلفان إلى استنتاج مفاده أن السياسة الداخلية والخارجية الحالية للولايات المتحدة تمثل تهديدًا حقيقيًا ليس فقط لرفاهية الحاضر والمستقبل، بل أيضًا لوجود البشرية والحضارة الإنسانية. وفي حال كان هناك أمل في مستقبل مستدام، فهو يتطلب أن تفسح الإمبراطورية الأمريكية المتداعية مجالًا ليس لهيمنة جديدة، بل لعالم متعدد الأقطاب يركز على التعاون والتعايش بين الدول، حيث تُوزَّع القوة على أسس أكثر ديمقراطية ومساواة.

كتاب نعوم تشومسكي يتجاوز كونه مجرد تحليل سياسي ليُعتبر دعوة جادة لإيقاظ الوعي الجماعي حيال السياسات الأمريكية وتداعياتها على العالم. كما أشادت صحيفة “ذا أيريش تايمز” بالكتاب واعتبرته أحد أبسط العروض لأفكار تشومسكي، مشيرة إلى أن قراءته تفتح أعين القراء على حقائق نادرًا ما يتم تناولها في وسائل الإعلام الأمريكية السائدة. يقدم الكتاب رؤية نقدية توضح أن السياسة الخارجية الأمريكية ليست نتاجًا لمبادئ أخلاقية نبيلة، بل هي مجموعة من السياسات التي تهدف إلى الهيمنة على العالم واستغلال موارده. ومع ذلك، يظل هناك العديد من الأسئلة العميقة التي تحتاج إلى إجابات، مثل: كيف يمكن أن يتغير الوعي العام في الولايات المتحدة؟ وهل ستكون هذه التغييرات كافية لتحفيز البلاد نحو سياسات أكثر إنسانية؟

شهرة شناف - الجزائر

شهرة شناف - الجزائر

اقرأ أيضا