باللغتين الوطنيتين -العربية والأمازيغية- وكذلك باللغة الإنكليزية، ألقت فتيات صغيرات مرتديات الزي المحلي كلمة ترحيب برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وكان ذلك أمام بوابة ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد، الواقع بالمدخل الغربي لولاية تيزي وزو التي خصها الرئيس أمس الأربعاء بزيارة عمل وتفقد أشرف خلالها على تدشين ومعاينة عدد من المشاريع التنموية والحيوية بهذه الولاية.
وظهرت تيزي وزو بوجهها المشرق، محاطا بأصالة التراث الجزائري الممتد في عمق التاريخ والمتصالح مع روح العصر، وذلك في صورة فتيات صغيرات تقدمن إلى الرئيس عبد المجيد تبون بكلمات ترحيب صيغت بثلاث لغات، وكان هذا المشهد بمثابة تتويج للاستقبال الشعبي الحاشد الذي لقيه الرئيس من قبل أعيان مواطني الولاية ومختلف ومختلف فعاليات المجتمع المدني.
وقد شهدت الشوارع الرئيسية بوسط مدينة تيزي وزو توافدا لجموع كبيرة من المواطنين رافعين الرايات الوطنية وحاملين لافتات دونت عليها شعارات ترحب ب رئيس الجمهورية وتشيد بالأهمية التي يوليها للتنمية بهذه الولاية، وقد اصطفت جموع المواطنين القادمين من مختلف بلديات الولاية على طول الشوارع الرئيسية لتحية رئيس الجمهورية.
وعلى مستوى شارع سعد عميروش، قام رئيس الجمهورية بمصافحة عدد من المواطنين وتبادل أطراف الحديث مع بعضهم، حيث عبروا له عن اعتزازهم وفخرهم بهذه الزيارة ودعمهم التام لمساعيه في تنمية البلاد ورقيها وازدهارها، كما أشادوا بوفاء رئيس الجمهورية بالتزاماته، لاسيما منها الحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة وإنجاز مشاريع حيوية في مختلف القطاعات بما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن.
ولدى وصوله، حُظي رئيس الجمهورية الذي كان مرفوقا برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، باستقبال مميز من قبل السلطات المحلية المدنية والعسكرية، حيث استمع الى النشيد الوطني واستعرض تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي أدت له التحية الشرفية.
وبعدها، أشرف رئيس الجمهورية على تدشين ملعب المجاهد حسين آيت أحمد، الواقع بالمدخل الغربي لمدينة تيزي وزو، والذي يتوفر على كافة التجهيزات والمرافق الضرورية المنجزة وفق المقاييس الدولية، وقد استمع رئيس الجمهورية بالمناسبة إلى عرض شامل حول المشاريع التنموية الكبرى بولاية تيزي وزو.
ويعد ملعب “المجاهد الراحل حسين آيت أحمد” بمدينة تيزي وزو الذي دشنه، أمس الأربعاء، رئيس الجمهورية، تحفة معمارية مصممة وفق المعايير الدولية من أجل ترقية الرياضة في هذه الولاية.
وبفضل هذا الملعب، الذي يتسع لـ50 ألف متفرج والكائن بقطب الامتياز بوادي فالي بالمدخل الغربي لمدينة تيزي وزو والمدمج ضمن مشروع المركب الأولمبي المتعدد الرياضات، يحظى النادي الأكثر تتويجا في الجزائر، فريق شبيبة القبائل لكرة القدم، بمنشأة حديثة تليق بمكانته وتستجيب للمعايير الدولية.
وقد تمت دراسة كل التفاصيل بعناية لضمان أن يتوفر هذا الملعب، المزين بألوان نادي شبيبة القبائل، على جميع الشروط اللازمة لإقامة المباريات ودخول المناصرين والتغطية الإعلامية وراحة اللاعبين والجمهور.
وتم تزويد الملعب بعدة مداخل خصوصا من جانب الطريق الوطني رقم 12 والطريق الاجتنابي الشمالي ومحول بوعيد للسماح بخروج المناصرين بعد نهاية المباريات وبالتالي تجنب الازدحام، كما جهز الملعب الجديد بنظام الإدارة التقنية المركزية الذي من شأنه ضمان السير الحسن لهذه المنشأة الكبيرة من خلال تسيير عرض الفيديوهات وكاميرات المراقبة عن بعد والتحكم في التكييف والتهوية و الإضاءة بـ400 كاشف.
ويندمج هذا الملعب ضمن مشروع مركب رياضي يتضمن أيضا فضاء لألعاب القوى يتسع لنحو 6500 مقعد وأرضية ملحقة بالعشب الطبيعي وموقفا لركن السيارات يتسع لـ3800 مركبة.
ويحمل هذا الصرح الرياضي اسم المجاهد الراحل حسين آيت أحمد، أحد الوجوه التاريخية للحركة الوطنية الذي بدأ نشاطه السياسي في سن مبكرة في صفوف حزب الشعب الجزائري، قبل أن يتولى رئاسة المنظمة الخاصة سنة 1947 بعد وفاة محمد بلوزداد.
وقد ساهم بفعالية في تحضيرات الهجوم الذي استهدف بريد وهران سنة 1949 وشارك في مؤتمر باندونغ (إندونيسيا) سنة 1955 ومثل وفد جبهة التحرير الوطني بمنظمة الأمم المتحدة بنيويورك سنة 1956.
وفي 22 أكتوبر 1956، كان آيت أحمد من بين القادة التاريخيين الخمسة للثورة التحريرية الذين تعرضت طائرتهم للاختطاف من قبل الجيش الاستعماري الفرنسي، حيث تم سجنه إلى غاية الاستقلال سنة 1962.