ملفات عربية وإقليمية في قمة “مفاجئة” بين تبون والسيسي

يحل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الإثنين 24 جانفي/ كانون الثاني، بمصر في زيارة عمل “مفاجئة” لبحث عدة قضايا عربية وإقليمية.

الزيارة التي أعلنت عنها الرئاسة الجزائرية عبر بيان مقتضب نشرته على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك” تأتي لمناقشة التحضيرات لانعقاد القمة العربية في الجزائر والتنسيق مع القاهرة في هذا الخصوص.

وتأتي القمة الجزائرية المصرية التي ستجمع تبون بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبيل أيام من انعقاد قمة رؤساء الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، التي سيكون على رأس جدول أعمالها الفصل النهائي في موضوع منح الاحتلال الإسرائيلي صفة مراقب.

ومن المنتظر أن يناقش الطرفان مبادرة المصالحة الفلسطينية التي طرحتها الجزائر، والتي شرعت فيها فعلياً، من خلال الاجتماع بممثلي بعض الفصائل الفلسطينية لسماع وجهات نظرهم، تحضيراً للمؤتمر الشامل التي تسعى الجزائر لعقده، وستكون المساعدة المصرية فيه حاسمة، وفق بيان الرئاسة.

يأتي ذلك بعد أن تسربت معلومات تفيد بوضع بعض الفصائل الفلسطينية شروطا تعجيزية أمام أي مسار للمصالحة بينها وهو ما دفع بالرئيس الجزائري إلى التوجه إلى القاهرة لطمأنة المسؤولين هناك حول مضمون المبادرة الجزائرية وتبديد سوء التفاهم الذي يكون قد حدث.

القضية الثالثة التي ستكون على طاولة النقاش بين الرئيسين تبون والسيسي، هي العمل على إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وخاصة أن مصر من بين الدول العربية الكبرى التي تدعم تطبيع العلاقات العربية مع دمشق.

زيارة الرئيس تبون للقاهرة تأتي بعد تلك التي قادته إلى تونس، منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبعد أيام قليلة على الجولة العربية التي قام بها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى كل من الرياض وأبو ظبي والقاهرة والدوحة، وذلك في إطار تحضيرات الجزائر للقمة العربية المقبلة.

وكان رمطان لعمامرة قد أكد السبت، للسفراء العرب المعتمدين في الجزائر، أن الحديث عن تأجيل القمة العربية هو من باب المغالطة، مؤكداً أنه لم يتم تحديد موعد عقدها، وأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سيقترح تاريخاً وطنياً وقومياً لانعقادها.

وزار وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة مصر، الأسبوع الماضي، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، وقبلها الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس أركان الجيش الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة الى القاهرة، بصفته ممثلا للرئيس عبد المجيد تبون، لحضور فعاليات الطبعة الثانية لمعرض الدفاع.

كما ينتظر أن يتم فتح الملف الليبي للنقاش والتشاور بين الجزائر والقاهرة، لإيجاد حل سياسي ليبي – ليبي يفضي إلى إنهاء المرحلة الانتقالية وانتخاب قيادة شرعية، بما يحفظ سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، بعيدا عن التدخلات الخارجية، التي أزمت الوضع، خاصة مع وجود قوات أجنبية.

وفيما يخص الخلاف المصري-السوداني من جهة والإثيوبي من جهة أخرى، حول سد النهضة، فإن الجزائر قد شرعت في وساطة بين الأطراف الثلاثة لتقريب وجهات النظر بينها وإيجاد حل لهذا النزاع.

جدير بالذكر أن أول زيارة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الى خارج البلاد بعد اعتلائه سدة الحكم في عام يوليو 2014، كانت إلى الجزائر.

وأكد الرئيس المصري خلال هذه الزيارة على وجود “علاقات وموضوعات إستراتيجية مشتركة” بين مصر والجزائر وكذا “قضايا كثيرة” تحتاج من الجزائر ومصر “العمل سويا”.

وستكون هذه الزيارة فرصة لدفع الاستثمارات بين البلدين، مع إعطاء دفع قوي للتبادلات التجارية التي ما فتئت تتزايد خلال السنوات الأخيرة حيث تجاوزت 747 مليون دولار خلال عام 2020، حسب أرقام وزارة التجارة الجزائرية.

وبلغت قيمة الصادرات الجزائرية نحو مصر 188.4 مليون دولار خلال 2020، أما قيمة الواردات فقد بلغت 559.55 مليون دولار، خلال نفس الفترة.

وتتطلع الجزائر إلى الدفع بعلاقات التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي الثنائي من خلال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، التي يتم التحضير لانعقادها قريبا، وفق ما أعلن عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، خلال زيارته الاخيرة إلى مصر، الاسبوع الماضي، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

وفي هذا الإطار، بحث سفير الجزائر بمصر، عبد الحميد شبيرة، مع وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط، خلال لقائهما بمقر الوزارة، الأربعاء الماضي، العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات، وكذا التحضير لانعقاد أعمال اللجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة، حسب ما افاد به بيان لوزارة التعاون الدولي المصرية.

وتعتبر القاهرة ثالث محطة عربية للرئيس الجزائري تبون منذ انتخابه رئيسا للبلاد في ديسمبر/ كانون الأول 2019، بعد زيارة سابقة للسعودية في فبراير/شباط 2020، ثم تونس في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

أمين بوشايب

أمين بوشايب

صحفي بموقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
غلق مكاتب الاقتراع وبداية عملية فـرز الأصوات الانتخابية نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية إلى غاية الخامسة مساء بلغت 26.45 % تمديد توقيت غلق مكاتـب الإقتراع إلى الثامنة مساءً نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية إلى غاية الواحدة زوالا بلغت 13.11 % حرم رئيس الجمهورية تؤدي واجبها الانتخابي بوغالي: اليوم تصل الجزائر إلى محطة من محطاتها الخالدة وتعطى الكلمة للشعب الملاكمة إيمان خليف: الواجب الانتخابي ضروري من أجل حماية الوطن حساني شريف: نحن اليوم أمام استحقاق حاسم ومهم وسنقبل أي اختيار يقوم به الشعب الفريق أول السعيد شنقريحة يؤدي واجبه الانتخابي تبون: الفائز في هذه الانتخابات سيواصل المشوار المصيري للدولة الجزائرية قوجيل: الجزائر تعيش يوما تاريخيا نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 4.56% حتى الساعة العاشرة صباحا رئاسيات 2024.. العرباوي: الشعب الجزائري سيختار المرشح الأكثر استحقاقا المترشح أوشيش يدعو الجزائريين إلى التجند والتعبير عن صوتهم شرفي: قرابة 63 ألف مكتب تصويت و500 ألف مؤطر لتنظيم رئاسيات 2024 رئاسيات الـ 7 سبتمبر.. إمكانية التصويت بتقديم وثيقة رسمية تثبت هوية الناخب الجزائر تنتخب رئيسها