في ظل تصاعد التوتر بين فرنسا والجزائر، تتجه السلطات الفرنسية نحو تشديد إجراءاتها ضد المؤثرين الجزائريين الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، متهمة إياهم بالتحريض على العنف.
ويأتي اعتقال المؤثر الجزائري المعروف باسم “دوالمن”، صباح الخميس، ليؤكد هذه السياسة، حيث قامت الشرطة الفرنسية بنقله من منزله في مونبلييه إلى باريس تمهيدًا لترحيله، وذلك بعد صدور قرار جديد بطرده.
وتزامن هذا الإجراء مع ملاحقات قضائية أخرى استهدفت مؤثرين جزائريين مقيمين في فرنسا، ما يعكس أبعادًا سياسية وقضائية تزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.
توقيف جديد يثير الجدل
وكشفت وسائل إعلام فرنسية أن الشرطة الفرنسية أوقفت، صباح الخميس، المؤثر الجزائري المعروف باسم “دوالمن” في منزله بمدينة مونبلييه، قبل نقله إلى باريس ووضعه في مركز احتجاز إداري استعدادًا لترحيله.
ووفقًا لما نقلته قناة BFM وصحيفة لوفيغارو، فقد صدر بحق “دوالمن” قرار طرد جديد، يوم الأربعاء، من قبل لجنة مكونة من ثلاثة قضاة، أيدت طلب السلطات الفرنسية بترحيله، وجاء ذلك بعد أن أثار ترحيله السابق من الجزائر توترًا في العلاقات بين باريس والجزائر، وفقًا لما صرحت به محاميته لوكالة فرانس برس.
وسبق أن حاولت السلطات الفرنسية ترحيل “دوالمن” في جانفي الماضي، غير أن الجزائر رفضت استقباله على أراضيها. كما أيدت لجنة الطرد في إقليم Comex بمنطقة l’Hérault في 12 مارس، قرار ترحيله.
وكان المؤثر الجزائري قد أُدين قبل أسبوع من اعتقاله، حيث حكمت عليه محكمة جنائية في مونبيلييه بالسجن خمسة أشهر مع وقف التنفيذ، بتهمة “التحريض غير المباشر على ارتكاب جريمة أو جنحة”، وذلك بعد نشره مقطع فيديو يدعو فيه إلى “إعطاء درس قاسٍ” لمعارض جزائري عبر منصة تيك توك.
ملف المؤثرين في فرنسا يتعقد
ويأتي هذا الاعتقال في سياق تصاعد التوتر بين فرنسا والجزائر، حيث كثّفت السلطات الفرنسية من ملاحقتها لعدد من المؤثرين الجزائريين على منصات التواصل الاجتماعي، متهمة إياهم بتمجيد العنف.
وفي سياق متصل، طالبت النيابة العامة في مدينة ليون يوم الثلاثاء بالحكم على المؤثرة صوفيا بنلمان بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ، بعد اتهامها بـ”التهديد بالقتل” ضد معارضين جزائريين.
وحكمت محكمة مدينة بريست، في أواخر فيفري، على المؤثر الجزائري يوسف زارو بالسجن 18 شهرًا نافذًا، إلى جانب منعه من دخول الأراضي الفرنسية لمدة عشر سنوات، بعد دعوته إلى تنفيذ هجمات في فرنسا وأعمال عنف في الجزائر.