أفاد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وفي مقدمتها رأس عصابة الشر الرئيس جو بايدن، ومنذ بداية العدوان الصهيوني الجائر على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزّة، وهو يُعبّر عن صهيونيته ودعمه اللامشروط للاحتلال، ويسانده في ذلك كل من وزير خارجيته أنتوني بلينكن، جون كيربي وجيك سوليفان، الذين عبروا عن شراكتهم المباشرة وعداوتهم المفضوحة للشعب الفلسطيني ووقوفهم في كل مرة ضد حقوقه الوطنية المشروعة، فالولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي الرسمي لما يسمى بعملية السلام التي تريد من خلالها السيطرة على مقدرات وخيرات المنطقة وتعميم التطبيع عن طريق استكمال ما يعرف باتفاقيات “أبراهام”، إلا أنّ عملية “طوفان الأقصى” جاءت وقلبت الطاولة على الجميع، وشكلت زلزالا أمنيا وسياسيا وحتى اقتصاديا عصف بالكيان الصهيوني وكل الداعمين له.
وفي هذا الصدد، أوضح الحمامي، في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن وأركان إدارته حاولوا الكذب وممارسة النفاق من خلال زعمهم أنهم حريصون كل الحرص على حياة الإنسان الفلسطيني وعدم المساس بالمدنيين العزل، إلا أن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما، فآلاف الشهداء الذين ارتقوا في قطاع غزّة تم قصفهم واستهدافهم بأسلحة أمريكية قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لـ “إسرائيل”، في إطار دعمها اللامشروط للكيان الصهيوني، وقد بدا هذا واضحا وعبّر عنه بايدن بشكل جليّ خلال المناظرة التي جمعته مؤخرا بسلفه دونالد ترامب.
في السياق ذاته، أشار محدثنا إلى أنّ الحزب الديمقراطي الأمريكي تاريخيا يمول ويدعم الاحتلال الصهيوني، الأمر الذي سيبقى وصمة عار على جبين الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال هذا الانحياز وهذه الشراكة في قتل الشعب الفلسطيني وإبادته وارتكاب مجازر مروعة بحقه، إلا أنّ هذا الطوفان البشري الكبير الذي تشهده كبرى عواصم العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وخروج آلاف الطلبة في مسيرات حاشدة دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، إضافةً إلى ما حدث في بريطانيا، ونتحدث هنا عن خروج المحافظين واستلام حزب العمال لزمام الحكم، كل هذه المعطيات تأتي تداعيات لعملية “طوفان الأقصى”، التي كشفت وأوضحت للعالم أجمع حجم المأساة وحقيقة المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ أزيد من 76 عاما، وهي رسالة أيضا للأنظمة العربية التي خذلت الشعب الفلسطيني بعدما بقيت صامتة ومشاهدة لما يتعرض له الأبرياء والعزل في قطاع غزّة، فكان أقسى ما فعله هؤلاء هو بيانات الشجب والتنديد التي لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به.
على صعيدٍ متصل، أبرز ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، أنّ من يتحكم بأروقة البيت الأبيض والسياسيات الأمريكية هي الحركة الصهيونية المتغلغلة في صناعة القرار الأمريكي، حيث إنّ هناك علاقة متبادلة بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية من خلال التنسيق بين الجانبين سواء أمنيا، سياسيا، أو اقتصاديا، على اعتبار أنّ “إسرائيل” تشكّل قاعدة عسكرية في منطقة ما يسميه الغرب “الشرق الأوسط”.
وأردف محدث “الأيام نيوز” قائلا: “إنّ الحزب الديمقراطي يعتقد أنه إذا ما تم تغيير بايدن بإمكان أن يُغفر للحزب ما قام به الرئيس الأمريكي تجاه ما يحدث من جرائم حرب مكتملة الأركان في قطاع غزة، بل وشراكته المفضوحة في ذلك، فالتاريخ سيسجل بأن الولايات المتحدة الأمريكية سقطت أخلاقيا وإنسانيا أمام كل شعوب العالم، كما لن يغفر ولن ينسى التاريخ ما فعله بايدن وأركان البيت الأبيض تجاه الشعب الفلسطيني بعد نحو عشرة أشهر من حرب الإبادة والتجويع والتطهير العرقي، وغيرها من الممارسات الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية”.
إلى جانب ذلك، أوضح الحمامي، أنّ إدارة بايدن في كل مرة كانت تُحمّل المقاومة وحماس المسؤولية عن عرقلة المفاوضات، لكن بكل تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية هي من يعطي المجال الواسع لنتنياهو الفاشي النازي من أجل التمادي أكثر في عدوانه السافر على القطاع، والآن هم يتحدثون عن اليوم التالي للحرب، فما فشلوا في تحقيقه عسكريا يريدون تحقيقه سياسيا، الأمر الذي يستدعي ويتطلب منا كفلسطينيين أن نكون عند مستوى التضحيات الجسام التي يقدمها شعبنا الفلسطيني، من أجل تفويت الفرصة أمام كل من تُسوّل له نفسه العبث بالقضية الفلسطينية.
خِتاماً، أبرز ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، أنّ التاريخ سيسجل بين دفتيه وصمة عارٍ جديدة وسقوطا سياسيا وأخلاقيا لجو بايدن ومعه أركان البيت الأبيض، فحتى وإن رحل بايدن وتم تحميله هذه المسؤولية، ستتحمل الولايات المتحدة الأمريكية وبكل أركانها تداعيات هذه السياسات القاتلة والمضطهدة للشعوب، سعيا منها للسيطرة على مقدراتها وخيراتها، لافتًا -في السياق نفسه- إلى أنه لا يوجد فرق بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري باتجاه إشهار عدائهما للشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه المشروعة، كما أنّ الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت اليوم معزولة بعدما فعلته في مجلس الأمن والأمم المتحدة، ونتحدث هنا عن إنكارها لوجود شيء اسمه شعب فلسطيني ومماطلتها تجاه حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.