أبرز ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، أنّ سلطة الاحتلال الصهيوني وبتماديها في ارتكاب مجازر مروعة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا، أغرقت نفسها في وحل قطاع غزة، وأغرقت معها الولايات المتحدة الأمريكية، التي بدأت تغيّر لهجتها بشأن الأحداث الجارية، بعد أن عجز نتنياهو ومن معه، في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة، بما فيها فشلهم الذريع في القضاء على حماس، وتحرير الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، أفاد الحمامي في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية سقطت أخلاقيا وإنسانيا وانكشف زيف ادعاءاتها بأنها الحامية لحقوق الإنسان، والمدافعة عن قيم العدالة والديمقراطية في العالم، بعد أن استخدمت أساليب القمع والعنف في تعاملها مع الحركات الطلابية فقط لأنها دافعت عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لأبشع أنواع الإجرام والإرهاب، فأمريكا لا تريد لأي طرف أيا كان أن يتدخّل من أجل رفع الغبن المفروض على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
في سياق ذي صلة، أشار ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، إلى أنّ هناك تحرّكات في الحزب الديمقراطي الأمريكي وفي الكونغرس وفي كل المجتمع الأمريكي رفضا لسياسة بايدن وبلينكن ووزير الدفاع المنحاز كل الانحياز إلى سلطة الاحتلال الصهيوني، خاصةً وأنّ “إسرائيل” لم تتمكن لا هي ولا الولايات المتحدة الأمريكية من تطويع وتركيع الشعب الفلسطيني الذي سطّر لنا أروع مشاهد الصمود والثبات بالرغم من سياسة الإجرام التي تنتهجها “إسرائيل” ومن ورائها أمريكا بحق الأبرياء والعزل في القطاع.
إلى جانب ذلك، قال الأستاذ الحمامي: “إننا كفلسطينيين ملزمون اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأن نعجّل بتشكيل قيادة وطنية موحّدة، وأن ينضم الجميع داخل إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي أبدت حركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي موافقتها على دخولها، فالكرة الآن بأيدينا، والوحدة الوطنية وخيار المقاومة الفلسطينية هو ردّنا كذلك على بعض المسؤولين الفلسطينيين للأسف الشديد الذين يخرجون بأصوات نشاز، معتبرين المقاومة الفلسطينية إرهابًا، ويتسلّقون مع المشاريع الأمريكية والصهيونية، ونحن نقول أننا في المقاومة الفلسطينية لن نقبل بأن تُفرض علينا أي سيناريوهات أمريكية كانت أو غير ذلك”.
ختاما، أوضح ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، إن كانت تريد أن تعيد صورتها وألا تكون شرطي على العالم، عليها أن تدعو إلى وقف فوري لهذا العدوان النازي على الشعب الفلسطيني، وأن يتمّ عقد مؤتمر دولي للسلام، لأنه وعلى مدار ثلاثين عاما من الرعاية الأمريكية لمفاوضات السلام، تمّ منح كل الوقت لسلطة الاحتلال من أجل قضم الضفة والسيطرة على 70 بالمائة من مساحة الضفة الفلسطينية واستباحة باقي المدن، ونتنياهو اليوم لا يعترف باتفاقية أوسلو ولا بغير أوسلو ويتبجح الآن، ويريد أن يطيل في أمد الحرب من أجل مصالحه الشخصية، إلا أنّ صمود الشعب الفلسطيني ووقوف أحرار العالم معه سيدحر هذا الاحتلال ولا يوجد أمام أمريكا من خيار من أجل تبييض صورتها أمام العالم، إلا الضغط على سلطة الاحتلال، فبالجوهر “أمريكا” هي من تمارس الاعتداء على الشعب الفلسطيني، ولغة التغيير التي تظهرها الولايات المتحدة في الوقت الراهن، لن تنطلي على الشعب الفلسطيني الذي يؤمن فقط بلغة الفعل.