أبرز ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر، محمد الحمامي، أنّ القاعدة تقول أنّ قوة الحق دائماً ما تنتصر على الباطل في نهاية المطاف، واليوم أصبح العالم بأسره يُدرك يقيناً هول ما يتعرض له الأبرياء والعزل في قطاع غزّة، من حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي من قبل الاحتلال الصهيوني الجائر المدعوم من الدول الغربية الاستعمارية والولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر شريكًا في هذه الحرب الشعواء ضد الأمنيين في بيوتهم في القطاع، والتي لم تحقق ولو هدفاً واحداً من أهدافها المعلنة في ظل صمود وثبات الفلسطينيين وشجاعة وبسالة المقاومة الفلسطينية على أرض الميدان.
وفي هذا الصدد، أوضح الحمامي في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّنا نتحدث عن 76 عاما من الاستيطان والاستعمار والقتل والدمار والاعتقال والسحل بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، واليوم بات الجميع يعي جيّدا أنّ الرواية والسردية الصهيونية كاذبة وأن أصحاب الأرض وأصحاب الحق هم الفلسطينيون ولا أحد غيرهم، والآن بدأنا نرى العلم الفلسطيني وهو يرفرف عاليا في سماء مختلف عواصم العالم.
في السياق ذاته، أشار محدثنا أنّ ما حدث بتاريخ السابع من أكتوبر 2023، والذي وضع القضية الفلسطينية على المسار الصحيح، جاء ردّا على ما قام به الاحتلال على مدار 76 عاما من استعمار فلسطين و57 عاما من احتلال الضفة وغزة والقدس، إلا أنّ هناك أصواتا وأبواقا تتحدث عن السابع من أكتوبر كمبرر لِمَا يرتكبه الاحتلال في القطاع، متناسين عشرات السنين من القتل والتنكيل والاعتداءات المتكررة بحق كل ما هو فلسطيني.
على صعيدٍ متصل، أفاد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بأنّ هذه رسالة إلى القيادة السياسية الرسمية للشعب الفلسطيني، بأنّ كل الخيارات التي كانت تُراهن عليها والوعود الكاذبة والزائفة التي كانت تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية على مدار 76 عاما من سياسة الانتظار لم تجدي نفعا، بل على العكس تماما فالاحتلال الصهيوني المستبد له مشروع واضح وجليّ وهو تهجير الشعب الفلسطيني أو قتله، وهذا ما يتحدث عنه كل قادة الاحتلال كلما أتيحت لهم الفرصة، وبالتالي فإنّ العدوّ الصهيوني لا يفقه إلاّ لغة المقاومة ردا على ثلاثين عاما من لغة الاستجداء والاستعطاف التي مارستها القيادة السياسية الفلسطينية.
إلى جانب ذلك، أفاد المتحدث أنّه وقبل تاريخ السابع من أكتوبر الماضي، تم طرح مشروع تعميم التطبيع العربي الإسرائيلي ومسح وشطب القضية الفلسطينية، فقد كان هؤلاء يريدون للشعب الفلسطيني أن يكون عبارة عن سكان أو عن أهالي بحكم ذاتي لا دولة فلسطينية لهم، لكن طوفان الأقصى ورغم الألم والوجع وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والبيوت والمساجد والمشافي المدمرة إلاّ أنه أعاد القضية الفلسطينية إلى المشهد وأصبح هناك من يتحدث عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
وتابع قائلا: “علينا كفلسطينيين أن نعيد قراءة المشهد من جديد لأن تداعيات “طوفان الأقصى” لم تقتصر فقط على مستوى فلسطين أو على مستوى الإقليم، بل كانت لهذه العملية التاريخية تداعيات كبرى على مجمل النظام السياسي العالمي، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على قراءة المتغيرات التي أحدثها هذه العملية، وآن الأوان اليوم حتى تعي أمريكا أنّ العالم يتغير وأنّ هذه العملية التاريخية صنعت معادلة جديدة ستغير الإقليم وستغير العالم على مستوى النظام السياسي العالمي ولم تعد الولايات المتحدة الأمريكية هي الشرطي الذي يحمي هذا الاحتلال الجائر”.
هذا، وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أبرز الحمامي أنّ الشعب الفلسطيني سينتزع استقلاله أُسوةً بالجزائر والفيتنام وبكل حركات التحرر على غرار جنوب إفريقيا التي واجهت نظام الأبارتايد، وما يعيشه الشعب الفلسطيني هو أفظع من نظام الأبرتايد في مدن الضفة الفلسطينية التي يوجد بها أزيد من 700 حاجز أمني، إضافةً إلى الاعتقال واجتياح مخيمات جنين، ونابلس وطول كرم والخليل بشكل يومي، فيما تكتفي السلطة الفلسطينية بأخذ دور المتفرج.