تقوم مجموعة من النساء، في العاصمة الهندية نيودلهي، بصناعة دُمى دَببَة ذات ألوان زاهية محشوة بحشوٍ أبيّض مصنوع من منتج يشيع وجوده في سّلة المهملات.
فمادة ذلك الحشو، هي أعقاب السجائر، التي جرى تحويلها إلى ألياف ويجري تنظيفها وتبييضها، بعد جمعها من شوارع المدينة إذ يتم التخلص من ملايين غيرها.
وما قامت به النساء ليس فكرة مبتكرة، بل سبقهنّ إلى ذلك رجل الأعمال الهندي نامان جوبتا، حيث قام بإعادة تدوير أعقاب السجائر، وتحويلها إلى منتجات أخرى كالألعاب والوسائد في مصنع له.
ومن داخل مصنعه الذي يقع في ضواحي العاصمة الهندية، قال جوبتا لرويترز: “بدأنا بعشرة جرامات (من الفيبر كل يوم)، أما اليوم فنصنع ألف كيلوجرام … وسنويا يمكننا إعادة تدوير الملايين من أعقاب السجائر”.
ويفصل العاملون في مصنعه أيضا الطبقة الخارجية لأعقاب السجائر والتبغ، والتي يجري تحويلها إلى ورق مُعاد تدويره ومسحوق سماد.
الإبقاء على البيئة نظيفة..
والجدير بالذكر، أن منظمة الصحة العالمية تُقدر عدد المدخنين في الهند يبلغ نحو 267 مليون شخص، أي ما يقرب من 30 في المئة من السكان البالغين في البلاد، وتنتشر أعقاب السجائر في شوارع المدن التي تعاني انخفاضا شديدا في معايير النظافة العامة.
وقالت بونام، وهي عاملة في مصنع جوبتا لم تذكر سوى اسمها الأول، “… العمل هنا يسهم أيضا في الإبقاء على بيئتنا نظيفة”.
خطر “أعقاب السجائر”..
وعلى الرغم مما هو متعارف عليه، أن معظم المواد الكيميائية المنبعثة من السيجارة التي تم إطفائها تنبعث خلال الـ24 ساعة الأولى فقط، إلاّ أن العلماء وجدوا أن أعقاب السجائر يمكن أن تطلق مستويات خطيرة من النيكوتين لما يصل إلى أسبوع حتى على الرغم من إطفائها، إذ تظل تركيزات النيكوتين والترياسيتين في نصف معدلها الطبيعي بعد 5 أيام من إطفاء السيجارة.
وتوصل العلماء إلى أن كل عقب سيجارة ينبعث منه 15% تقريبا من النيكوتين المنبعث من السيجارة المشتعلة، وأن خطر أعقاب السجائر يكون أكبر في الطقس الدافئ.