من أوراق المُستعرب “ميكال دي إيباليزا”.. اعتراف قسّيس: كلمة “البارقليط” في الإنجيل تعني “أحمد” بالعربية (الثالث والأخير)

“ميكال دي إيباليزا” مستعرب إسباني تعمّق في الدراسات العربية والإسلامية، اشتغل أستاذا بكليّة الآداب في جامعة الجزائر خلال سبعينيات القرن الماضي، سيحدّثنا في هذا المقال عن “الصوفي النصراني” الذي سعى إلى التوحيد بين المسيحية واليهودية والإسلام، وذلك من خلال كتابه “الكافر والحكماء الثلاثة”.. كأنّما الذين ابتدعوا “الديانة الإبراهيمية” في عصرنا الحاضر إنّما أرادوا استكمال المهمّة التي فشل فيها هذا “الصوفي النصراني” فشلا ذريعًا قبل حوالي ثمانية قرون.

“الصوفي النصراني” هو الراهب الفرنسسكاني “ريمون لول” (1235م – 1314م) الذي تعلّم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم، و”أقنع ملك أراغون (1276) بإنشاء مدرسة لها – اللغة العربية – في ميرامار لتدريس العربية، وأشرف بنفسه عليها فتخرج منها بالعربية أكثر من 13 راهبًا.. وقد مهد بها إلى إنشاء معهد الدراسات الإسلامية في مدريد ومراكز الثقافة الإسبانية في الشرق”. وقام برحلات عديدة إلى بلدان إسلامية وعربية، للتبشير بالمسيحيّة وبدينه “الجديد” أيضًا، وقد تعرّض إلى السجن والطّرد من تونس والجزائر.. وقد جاء في كتاب “تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط” للكاتب “يوسف كرم” حول أسباب تعلّم “لول” للغة العربية والتوجّه إلى التبشير المسيحي في البلدان الإسلامية، هذه القصة التي تقول: “وهو في الثلاثين وقع له حادث خارق صرفه عن الدنيا إلى الدين: ذلك أن المسيح تراءى له ذات ليلة، فاضطرب، ثم لم يحفل بالأمر، ولكن الرؤيا تكرّرت أربع مرات في الظروف عينها، فأدرك أن المسيح يريده على أن يتوفر على خدمته، أي على الدفاع عن الدين والعمل على نشره”.

اختلف الباحثون والدارسون حول شخصية هذا “الصوفي النصراني”، فمنهم من رآه فيلسوفا وأديبا وشاعرا وعالم رياضيات ورحّالة ومتصوّفًا ومُبشّرًا بالمسيحية.. ومنهم من رأى فيه رمزا للتعصّب وازدراء الأديان، ولا سيما الدين الإسلامي.. ومن هذه الفئة الأخيرة، المستعرب “ميكال دي إيباليزا” الذي ألقى محاضرة في الملتقى الثامن للفكر الإسلامي في الجزائر بعنوان: “بين التعصب والإسلامية أو الإسلام من خلال بعض الشخصيات في العالم المسيحي”، هذه المحاضرة التي نشرتها مجلة “الأصالة” الجزائرية في شهر ماي 1974، وتعيد جريدة “الأيام نيوز” نشرها ليتعرّف القارئ على أنموذج من النماذج التي دعت وتدعو إلى “الديانة الإبراهيميّة”، وغايتها الحقيقية هي إخراج المؤمنين من أديانهم وخاصة المؤمنين بالدين الإسلامي. وأيضًا، ليتعرّف القارئ على شخصية أوروبية أخرى جاءت إلى المغرب العربي للتبشير بالمسيحية ولكنها اعتنقت الإسلام، ونقصد “أنسالم تورميدا” الذي اعتنق الإسلام فصار اسمه الشيخ “عبد الله الترجمان”، وكشف عن البشارة بمحمد صلّى الله عليه وسلّم في الإنجيل، من خلال كتابه “تحفة الأريب في الردّ على أهل الصليب” الذي أكّد فيه بأن كلمة “البارقليط” باليونانية تعني “أحمد” بالعربية، وقدّم قصّته مع واحد من كبار القساوسة الذي اعترف بأنّ الإسلام هو الدين الحقّ، وعلماء الدين المسيحي يعلمون ذلك حقّ العلم واليقين.

عزيزي القارئ ندعوك أن تُبحر معنا في أوراق المستعرب الإسباني “ميكال دي إيباليزا”، ومن المُجدي التنويه أنّ اسم “ريمون لول” قد يُوجد في مصادر أخرى: “رامون يول”، أو “يوي”، أو “رايموندو لوليو”.. “Ramon Llull”، وباللاتينية: (Raymundus Lullius)، وأما نحن فقد اخترنا “رامون يول” كما كتبها ونطقها المستعرب الإسباني “ميكال دي إيباليزا” في مقاله ومحاضرته، فقد قال في مستهلّ محاضرته: “قبل كل شيء، أريد أن اعتذر لكم لسوء نطقي في اللغة العربية. أنا أجنبي وكالبعض منكم إنّي لا أتكلم جيدا هذه اللغة القيّمة. ولربما يوجد هنا من يتكلمون لغتي أحسن مني كأنها لغتهم. وإلى هؤلاء جميعا اعتذاراتي إن أسأت إلى هذه اللغة، وأتمنى أن نستطيع التفاهم عند الكلام عن المواضيع التاريخية التي تمسّ في آنٍ واحد بلدكم وبلدي”..

من “أنسالم تورميدا” إلى “عبد الله الترجمان”

هذه وضعية وحالة رجل دينٍ فرانسسكاني آخر تختلف تماما عن وضعية الرجال الستة الأوّلين، وهو “أنسالم تورميدا” الذي ذهب إلى تونس حوالي عام 1390م، ودخل الإسلام تحت اسم “عبد الله الترجمان”.. إن هذه التواريخ مهمة في العلاقات بين مايوركا والمغرب العربي في العصور الوسطى.

لقد ولد “أنسالم تورميدا” في مدينة مايوركا، وهو رجل ديني فرانسسكاني أيضا درس في مايوركا وليردا وبولونيا بإيطاليا. وعند الثلاثينيات من عمره، اتّجه إلى تونس ليدخل الإسلام. وكان ذلك أمام السلطان التونسي، وأخذ منصب ترجمان في جمارك ميناء تونس، ومنه وصل إلى منصب قائد الجمارك.. وشغل مناصب هامة في الإدارة المالية في مملكة الحفصيّين الذين كانوا في قمة مجدهم وشهرتهم، وقد وصلت فتوحاتهم حتى بجاية.

إنّ “أنسالم تورميدا” رجل ساسي وديني وكذلك كاتب ذو مكانة عظيمة لأنه كتب من تونس عدة مؤلفات باللغة الكتالانية وبعثها إلى بلاده عن طريق التجّار. وكان لهذه المؤلفات اهتماما كبيرا وأثرا عظيما. ويعتبر في هذه اللغة كاتبا كلاسيكيا. وفي آخر حياته كتب كتابا باللغة العربية وهو “تحفة الأديب في الرد على أهل الصليب”، وفيه يذكر حياته ودخوله إلى الإسلام، والأمراء التونسيين الذين خدمهم، ونقضه العريض للمسيحية على الخصوص هذا الدين الذي كان يعرفه جيدا لأنه كان قسّيسا ورجلا ديِّنًا مسيحيا.

وكان لهذا الكتاب صدى كبيرا في العالم العربي والإسلامي. وقد وجدتُ أنا 46 مخطوطة يدوية بالعربية والتركية بين الرّباط وبغداد، وثلاثة منشورات بالعربية وثلاثة أخرى بالتركية، الأخيرة منها وجدتها سنة 1970، أنا أظن أنه المؤلِّف الوحيد الذي كتب بالعربية وبلغة أوروبية واستطاع أن يكون كاتبا بارعا في الاثنتين. ولهذا فإنّ حياة هذا الرجل الديني مهمة.. فهو فرانسسكاني من مايوركا أسلم وكتب بالعربية ولكنه لم يتراجع عن ثقافته المايوركية وحافظ على علاقته الأخوية مع شخصيات من جزيرته، وكتب بلغته كما كتب بالعربية وعلى المستوى نفسه.

تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب

من المُجدي أن نتوقّف عند كتاب “تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب” الذي ألّفه “أنسالم تورميدا” أو “عبد الله الترجمان الأندلسي”، وحقّقه وقدّم له وعلّق عليه الدكتور المصري “محمود علي حماية”. وقد أقام الكاتب “الأدلة على نبوّة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – من أناجيلهم وبشارات أنبيائهم، وفسّرها التفسير الصحيح بناءً على معاني بعض الألفاظ باليونانية وماذا يُقابل هذا المعني باللغة العربية كمعنى (الفارقليط) مثلًا الذي يقابله فى اللغة العربية لفظ (أحمد)”.

كلمة “البارقليط” باليونانية تعني “أحمد” بالعربية

جا في هامش الصفحة 42 من كتاب “تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب”: البارقليط هذه الكلمة باللغة اليونانية، وتفسيره بالعربية (أحمد) كما قال تعالى في كتابه العزيز: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (سورة الصف، آية: 6). وقد ذكر الأستاذ “عبد الوهاب النجار” في كتابه “قصص الأنبياء” – ص 473 – أنه سأل أحد المستشرقين الإيطاليين وهو الدكتور “كارلو نلينو” عن معنى كلمة: (بيريكلتوس)، فقال المستشرق: إنّ القَسَ يقولون: إن هذه الكلمة معناها (المعزى)، فقال له الأستاذ عبد الوهاب النجار: إني أسأل الدكتور كارلو نلينو الحاصل على الدكتوراه في آداب اللغة اليونانية القديمة ولستُ أسأل قسِّيسا، فقال له: إن معناها (الذي له حمد كثير). فسأله الشيخ مرة ثانية، هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من حَمَدَ؟ فقال: نعم. وهكذا يعترف النصارى أن الإنجيل يوافق القرآن الكريم في البشارة بسيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه.

كبير القساوة يعترف ببشارة النبي محمد في الإنجيل

يُحدّثنا “أنسالم تورميدا” في كتابه قائلاً: ولما بلغتُ ستّ سنين من عمري أسلمني.. إلى معلّمٍ من القسّيسين قرأتُ عليه الإنجيل حتى حفظت أكثر من شطره في مدة سنتين، ثم أخذت في تعلّم لغة الإنجيل وعلم المنطق في ستّ سنين، ثم ارتحلتُ من بلدي ميورقا إلى مدينة لاردا من أرض القصطلان (وهذه المدينة تُسمّى الآن: كستلون)، ومدينة القصطلان هي مدينة العلم عند النصارى في ذلك القُطر، وفي هذه المدينة يجتمع طلبة العلم من النصارى، وينتهون إلى ألف وخمسمائة، ولا يحكم فيهم إلا القسيس الذي يقرؤون عليه، فقرأت فيها علم الطبيعيات والفلك مدة تسع سنين، ثم تصدّرتُ فيها أقرأ الإنجيل ولغته ملازمًا لذلك مدة أربع سنين، ثم ارتحلتُ إلى مدينة جلونيا من أرض الأندلس، وهي مدينة كبيرة جدًا، وهي مدينة علم عند جميع أهل ذلك القطر، ويجتمع بها كل عام من الآفاق أكثر من ألفي رجل يطلبون العلوم، فسكنت في كنيسة لقسّيس كبير السن عندهم، وكبير القدر اسمه (نقلاو مرتيل)، وكانت منزلته فيهم بالعلم والدين والزهد رفيعة جدًّا، انفرد بها في زمنه عن جميع أهل دين النصرانية، فكانت الأسئلة في دينهم ترِد عليه من الآفاق من جهة الملوك وغيرهم، ويصحب الأسئلة من الهدايا الضّخمة ما هو الغاية – يعني النهاية – في بابه، ويرغبون في التبرّك به وفي قبوله لهداياهم، ويتشرّفون بذلك، فقرأتُ على هذا القسّيس علم أصول النصرانية وأحكامه.

ولم أزل أتقرّب إليه بخدمته والقيام بكثير من وظائفه حتى صيَّرني من أخصّ خواصّه، وانتهيتُ في خدمتي له وتقرُّبي إليه إلى أن دفع إليّ مفاتيح مسكنه وخزائن ملكه ومأكله ومشربه، وصيّر جميع ذلك كله على يدي، ولم يستثن من ذلك سوى مفتاح بيت صغير بداخل مسكنه كان يخلو فيه بنفسه، والظاهر أنه بيت خزانة أمواله التي كانت تُهدى إليه، واللَّه أعلم! فلازمته على ما ذكرتُ من القراءة عليه، والخدمة له عشر سنين، ثم أصابه مرض يومًا من الدّهر، فتخلّف عن حضور مجلس طلابه، وانتظره أهل المجلس وهم يتذاكرون مسائل من العلوم، إلى أن أفضى بهم الكلام إلى قول اللَّه عزّ وجل على لسان نبيه عيسى عليه السلام في الإنجيل: إنه يأتي من بعده نبي اسمه (الفارقليط). فناقشوا هذه المسألة فيما ناقشوه لما تخلف كبيرهم القسِّيس، فبحثوا في تعيين هذا النبي من هو مِن الأنبياء؟ وقال كل واحد منهم بحسب علمه وفهمه، فعظُم بينهم في ذلك مقالهم، وكثُر جدالهم، ثم انصرفوا من غير تحصيل فائدة ومن غير الاتفاق على معنى معيّن لهذه الكلمة، ثم رجعت إلى القسيس (نيقلا) والذي كان مريضًا فقال لي: ما الذي كان عندكم اليوم من البحث في غيبتي عنكم، فأخبرته باختلاف القوم في اسم (الفارقليط) وأنّ فلانًا قد أجاب بكذا، وأجاب فلان بكذا، وسردت له أجوبتهم، فقال لي: وبماذا أجبت أنت؟! فقلت: بجواب القاضي فلان في تفسيره للإنجيل. فقال: قصرَّتَ وقرَّبتَ! وفلان أخطأ، وكاد فلان أن يقارب، ولكن الحق خلاف هذا كله؛ لأنّ تفسير هذا الاسم الشريف لا يعلمه إلّا العلماء الراسخون في العلم، وأنتم لم يحصل لكم من العلم إلا القليل.

فبادرتُ إلى قدميه أقبّلهما، وقلت له: يا سيدي! قد علمتَ أنّي ارتحلتُ إليك من بلد بعيد، ولي في خدمتك عشر سنين، حصلتُ عنك فيها من العلوم جملة لا أحصيها، فلعل من جميل إحسانكم أن تمنّوا عليّ بمعرفة هذا الاسم، فبكى الشيخ وقال لي: يا ولدي! واللَّه لأنت تعزّ عليّ كثيرًا من أجل خدمتك لي وانقطاعك إليّ، وفي معرفة هذا الاسم الشريف فائدة عظيمة، لكني أخاف أن يظهر ذلك عليك، فتقتلك عامة النصارى في الحين واللحظة.

فقلت له: يا سيدي! واللَّه العظيم وحق الإنجيل ومن جاء به لا أتكلم بشيء مما تُسِرُّه إليّ إلا عن أمرك، فقال لي: يا ولدي! إني سألتك في أول قدومك عليّ عن بلدك، وهل هو قريب من المسلمين، وهل يغزونكم أو تغزونهم؟ لأختبر ما عندك من المنافرة للإسلام (يعني: حتى أكتشف حساسيّتك وعداءك ونفورك الشديد من دين الإسلام)، فاعلم يا ولدي أنّ (الفارقليط) هو اسم من أسماء نبيّهم محمد، وعليه نزل الكتاب الرابع المذكور على لسان دانيال عليه السلام، وأخبر أنه سينزل هذا الكتاب عليه، وأن دينه هو دين الحق، وملّته هي الملّة البيضاء المذكورة في الإنجيل. قلت له: يا سيدي! وما تقول في دين هؤلاء النصارى؟! فقال لي: يا ولدي! لو أن النصارى أقاموا على دين عيسى الأول لكانوا على دين اللَّه؛ لأن عيسى وجميع الأنبياء دينهم دين اللَّه عز وجل، ولكنهم بدّلوا وكفروا.

فقلت له: يا سيدي! وكيف الخلاص من هذا الأمر؟! فقال: يا ولدي! بالدخول في دين الإسلام، فقلت له: وهل ينجو الداخل فيه؟ قال لي: نعم ينجو في الدنيا والآخرة، فقلت: يا سيدي! إنّ العاقل لا يختار لنفسه إلا أفضل ما يعلم، فإذا علمتَ فضل دين الإسلام فما يمنعك منه؟! فقال لي: يا ولدي! إن اللَّه تعالى لم يطلعني على حقيقة ما أخبرتك به من فضل الإسلام وشرف نبي أهل الإسلام إلّا بعد كبر سني، ووهن جسمي، ولا عذر لنا فيه بل هو حُجّة اللَّه علينا قائمة، ولو هداني اللَّه لذلك وأنا في سنّك لتركتُ كل شيء ودخلت في دين الحق، وحبّ الدنيا رأس كل خطيئة، وأنت ترى ما أنا فيه عند النصارى من رفعة الجاه والعزّ، والتّرف، وكثرة عرض الدنيا، ولو أني ظهر عليّ شيء من الميل إلى دين الإسلام لقتلتني العامة في أسرع وقت، وهِب أنِّي نجوت منهم وخلصتُ إلى المسلمين فأقول لهم: إني جئتكم مسلمًا فيقولون: قد نفعتَ نفسك بنفسك بالدخول في دين الحق فلا تمنَّ علينا بدخولك في دين خلّصتَ به نفسك من عذاب اللَّه، فأبقى بينهم شيخًا كبيرًا فقيرًا ابن تسعين سنة لا أفقه لسانهم، ولا يعرفون حقي، فأموت بينهم جوعًا (هذا خيال فاسد من القسيس الذي تعوّد على الأموال والترف) وأنا والحمد للَّه على دين عيسى، وعلى ما جاء به يعلم اللَّه ذلك مني (وهذا خداعٌ خدع به القسّيس نفسه ليبقى بجانب غرفته المليئة بالهدايا!).

فقلت له: يا سيدي! أفتدلّني على أن أمشي إلى بلاد المسلمين وأدخل في دينهم؟ فقال لي: إن كنت عاقلًا طالبًا للنجاة فبادر إلى ذلك تحصل لك الدنيا والآخرة، ولكن يا ولدي هذا أمر لم يحضره أحد معنا الآن، فاكتمه بغاية جهدك، وإن ظهر عليك شيء منه قتلتك العامة لحينك، ولا أقدر على نفعك إذا قتلوك أو حاولوا أن يؤذوك، وإذا قلت لهم حينئذ إن الذي دلّني على هذا هو القسّيس فلان، فإنك لن ينفعك أن تنقل ذلك عني، فإني سوف أجحده إذا ذكرتَ ذلك عني، وقولي مُصدّقٌ عليك، وقولك غير مصدّقٍ عليّ. فقلت: يا سيدي! أعوذ باللَّه من سريان الوهم لهذا. وعاهدته بما يرضيه. ثم أخذت في أسباب الرحلة وودّعته، فدعا لي عند الوداع بخير، وزوّدني بخمسين دينارًا ذهبًا…

محمد ياسين رحمة - الجزائر

محمد ياسين رحمة - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
وزير الاتصال..الجزائر توسّع بثها الإعلامي دوليًا عبر الأقمار الصناعية سونلغاز تفتح أبوابها لنقل خبرتها إلى بوركينا فاسو قائد الجيش السوداني:"الخرطوم حرة" استنفار وطني لمواجهة أسراب الجراد ومنع انتشارها إلى ولايات جديدة رقمنة الخدمات التجارية.. "مرافق كوم" الحل الذكي لمتابعة مداومة التجار دوفيلبان يتصدر الشخصيات السياسية المفضلة في فرنسا بعد مواقفه من غزة والجزائر هذه أبرز الملفات التي ناقشها اجتماع الحكومة الجزائر في صدارة الدول المصدرة للغاز المسال بإفريقيا ليلة القدر في الجزائر.. نفحات إيمانية وعادات متجذرة الكاردينال فيسكو: "تصريحات روتايو مستفزة والجزائر لن تخضع للخطاب التهديدي"  غزة تشتعل.. تصعيد عسكري ونفير عام ورسائل تهز "إسرائيل" بوغالي يطالب إسبانيا بمراجعة موقفها من قضية الصحراء الغربية القضاء الفرنسي يرفض طلب تعليق قرار طرد المؤثر الجزائري "دوالمن" بشراكة صينية.. نحو إعادة إطلاق مصنع الإسمنت بالجلفة سقوط القصر الرئاسي بيد الجيش.. معركة الخرطوم تدخل مرحلة الحسم ليلة الشك.. الجزائر تتحرى رؤية هلال شهر شوال يوم السبت هذه حصيلة نشاط الرقابة وقمع الغش والمضاربة خلال 24 يوما من رمضان وزارة التربية تنشر جدول التوقيت الخاص بامتحاني "البيام" و"الباك" خيرات الصحراء الغربية.. موارد منهوبة تموّل آلة الإجرام المغربية! مواد مسرطنة في الحلويات الحديثة.. حماية المستهلك تحذّر