إن تحويل عمل أدبي إلى عمل سينمائي، يحتاج إلى فريق عمل سينمائي (سيناريست ومُصوّر ومخرج)، لهم علاقة وثيقة، وخبرات عميقة مع النص الأدبي كقُرّاء، حتى يستطيعون النّفاذ إلى النص السّرْدي، وتطْويعه لكي يكون مناسبا للأدوات السينمائية، وهذا قليلٌ على مستوى التجارب السينمائية المأخوذة عن نص أدبي، سواءٌ في السينما العربية أو العالمية، قد يحقق الفيلمُ شهرةً للنص الأدبي لكنه يُؤذيه بشدة.
عند تحويل عمل أدبي، كُتب بمستوي لغوي فصيح، إلى مستوى مَحْكي عاميّ، يتطلّب ذلك، أن يكون السيناريست على علاقة جيدة بالمستويين: الفصيح والعاميّ، حتى يستطيع أن يخلق حوارًا عاميًّا، مُوازيا في المعنى والدلالة، لِمَا يتضمّنه النصُّ السّردي القصصي أو الروائي.
بعد انتشار القنوات الفضائية، وكثافة ما هو معروض من مواد ترفيهية ودرامية على الشاشات التلفزيونية، أصبحت اللهجات المحْكية العربية، قريبة إلى حدّ ما من الجمهور العربي، فبعد أن كانت اللهجة المصرية تحْتكر الوصولَ، إلى الجمهور الناطق باللغة العربية، أصبحت اللهجات: المشرقية الشام والعراق والأردن، والسودانية، ولهجات الدول الخليجية أكثر فهْمًا لدى الجمهور عمَّا قبل، لكن اللهجة المغاربية ما تزال في مأزق سينمائيًّا، ويتطلب ذلك جُهدا من المسئولين عن صناعة السينما في دول المغرب العربي حتى يتوصَّلوا إلى مستوى من اللهجة المحكية المغاربية، التي يمكن أن يفهمها الجمهور العربي.. تقف اللّهجات المَحْكية عائقًا أمام انتشار الإنتاج السينمائي لمنطقة المغرب العربي.