منذ اللحظة الأولى التي دخل فيها اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والكيان الصهيوني حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي، كثفت منظمات وجمعيات جزائرية جهودها لمد يد العون إلى سكان غزة، خاصةً فيما يرتبط بالشق المتعلق بإعادة الإعمار.
وفي هذا السياق، أفاد المكلف بالعلاقات في جمعية الإرشاد والإصلاح الجزائرية، محمد قاضي، أن الجمعية أطلقت حملة بعنوان “نُصرةً لكم بما صبرتم”، مباشرة بعد بدء سريان الاتفاق، مُشيراً إل أن الحملة تستهدف دعم أهل غزة من خلال مشاريع متنوعة تشمل الإيواء والإطعام، إلى جانب مبادرات موجهة لإعادة إعمار القطاع.
وفي هذا الصدد، أوضح قاضي في تصريح لـ”الأيام نيوز”، أن إعادة الإعمار في قطاع غزة، تتطلب تنسيقًا واسعًا بين الجمعيات والهيئات والدول، إلى جانب إرادة حقيقية لتحقيق هذه المهمة الضخمة التي قد تستغرق أكثر من 15 عامًا بتكلفة تتجاوز 80 مليار دولار، حسب ما أكده خبراء ومختصون.
إلى جانب ذلك، وفي حديثه عن إغاثة سكان القطاع، خلال فترة العدوان على غزة، أبرز محدثنا، أن “الجمعية كانت في طليعة المستجيبين منذ السابع من أكتوبر 2023، أي مع بداية العدوان الصهيوني على غزة، حيث شكّلت لجنة إغاثة في إطار هيئة الإغاثة الجزائرية وأطلقت حملة بعنوان “يدٌ بالعطاء ويدٌ بالدعاء” لنصرة الأسرى والمسرى، حيث قُسمت الحملة إلى ثلاثة محاور رئيسية”.
المحور الأول، حسب قاضي، ركز على إرسال مساعدات من الجزائر عبر الهلال الأحمر الجزائري والجيش الوطني الشعبي، حيث تم إرسال 300 طن من المساعدات تضمنت أغطية، ومواد غذائية، وأدوية، ومعدات شبه طبية، وخياما وغيرها.
أما المحور الثاني فتم تنفيذه داخل قطاع غزة بالتنسيق مع شركاء الجمعية هناك، مثل جمعية “طريق الحياة”، وشمل ذلك توزيع الغذاء، سواء وجبات ساخنة أو طرود غذائية، وإقامة مطابخ متنقلة لتلبية احتياجات السكان.
كما أنشأت الجمعية مخيمات تحمل أسماء شهداء الجزائر، مثل مخيم الشهيد محمد بوسليماني، والذي يضم أكثر من 220 خيمة، إلى جانب مستوصف ومطبخ.
فيما خُصص المحور الثالث لتوفير خدمات إضافية، مثل استصلاح الآبار لتأمين المياه، وتزويد البلديات بالوقود لتشغيل مولدات الكهرباء، كما أنشأت الجمعية مصليات داخل القطاع لتكون ملاذًا روحيًّا للسكان، إضافة إلى خيام تعليمية للأطفال الذين انقطعت دراستهم بسبب الحرب، منذ نحو 15 شهرا.
وفي ختام تصريحه، دعا قاضي كل الخيرين في الجزائر إلى توحيد الجهود لإعادة إعمار غزة، مؤكدًا أن هذه المهمة تحتاج إلى تضافر جميع الجهود لتحقيقها.